عاد القائد العسكري السابق وصاحب الخبرة الطويلة في القتال والتخطيط، المصريّ سيف العدل إلى صفوف تنظيم القاعدة وتحديدا إلى جانب المقاتلين في منطقة وزيرستان. وتأتي عودة العدل بعد أن قضى السنوات التسع الماضية رهن الإقامة الجبرية في جمهورية إيران الإسلامية.


برلين: أفردت مجلة quot;دير شبيغلquot; الألمانية في عددها الصادر الاثنين تقريراً مستفيضاً لتلقي من خلاله الضوء على كثير من التفاصيل والجوانب المتعلقة بالحياة الشخصية للقائد العسكري السابق في تنظيم القاعدة، سيف العدل، ومضت لتزيح النقاب عن أنه قضى السنوات التسع الماضية رهن الإقامة الجبرية في جمهورية إيران الإسلامية.

وتابعت المجلة واسعة الانتشار بكشفها النقاب عن أن سيف العدل قد عاد الآن إلى وزيرستان في المنطقة الحدودية بين باكستان وأفغانستان، وأنه عاد على ما يبدو إلى وظيفته القديمة مرة أخرى.
وشددت في هذا السياق كذلك على أن سيف العدل قد يساعد القاعدة التي تمر في تلك الأثناء بحالة من الوهن على إعادة تنظيم صفوفها.

وفي هذا الصدد، قالت المجلة إن العدل، مصري المولد، يتمتع بسمعة متميزة بين المتشددين الإسلاميين في جميع أنحاء العالم.

كما يُعتبر مُخطِطَاً تنفيذياً محنكاً وقائداً ميدانياً من ذوي الخبرات، وغالباً ما يتم ذكره جنباً إلى جنب مع خالد شيخ محمد، العقل المدبر لهجمات الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر على نيويورك وواشنطن عام 2001.

ومن بين الأمور الأخرى، تتهمه الولايات المتحدة بالتورط في تنفيذ عمليتين تفجيريتين استهدفتا سفارتين للولايات المتحدة في إفريقيا عام 1998.

وأشارت المجلة في الوقت ذاته إلى أن آخر منصب شغله سيف العدل داخل تنظيم أسامة بن لادن الإرهابي كان منصب القائد العسكري رفيع المستوى في القاعدة، وهو المنصب الذي وضع سيف العدل على رأس شبكة الإرهاب الجهادي الدولي.

ومع هذا، قالت المجلة إنه اختفى تماماً في أعقاب هجمات الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر.

واتضح في ما بعد أنه قد تم التحفظ عليه شمال العاصمة الإيرانية، طهران، تحت نوع من أنواع الإقامة الجبرية الوقائية مع عشرات أو ربما مئات من مقاتلي القاعدة وعائلاتهم، الذين فروا من الغزو الأميركي لأفغانستان في كانون الأول/ ديسمبر عام 2001، وتم منعهم من السفر بعد ذلك من جانب السلطات الإيرانية.

لكن المجلة عاودت لتقول إن سيف العدل قد عاد الآن.

سيف العدل يعد واحداً من أخطر الارهابيين في العالم

ونقلت المجلة في هذا الشأن عن نومان بينوتمان، المحلل البارز في مؤسسة quot;كويليامquot; لمكافحة التطرف، ومقرها العاصمة البريطانية لندن، قوله :quot; من المؤكد تقريباً أن سيف العدل قد تم إطلاق سراحه، وأنه موجود حالياً في إقليم شمال وزيرستان الباكستاني، ويعمل الآن كقائد عسكري لتنظيم القاعدةquot;.

وفي الإطار ذاته، نقلت دير شبيغل عن ضابط استخباراتي أوروبي، قوله :quot; لقد غادر سيف العدل إيران، وهو موجود الآن بمكان ما في المنطقة الحدودية بين أفغانستان وباكستان. ويُحتمل أنه قام بالاتصال بتنظيمات إرهابيةquot;.

وكانت صحيفة أفغانية قد سبق لها أن تكهنت الصيف الماضي بأنه قد تم الإفراج عن سيف العدل مقابل دبلوماسيين إيرانيين مختطفين.

ومع ذلك، لم يتم تأكيد أو تأييد الشائعة في ذلك الوقت.

بيد أن بينوتمان، الذي يعد واحداً من أبرز الخبراء العالميين في شؤون تنظيم القاعدة، قال إن مصادره في المنطقة قد أكدت إتمام صفقة المبادلة.

ورجحت المجلة في السياق عينه أن تكون عودة سيف العدل بمثابة المتنفس الأكبر الذي يحصل عليه تنظيم القاعدة على مدار عشرة أعوام.

وأشارت إلى أن العدل، يعتبر في واقع الأمر تهديداً محتملاً، لدرجة أن معلومات سبق أن تلقتها المجلة قد أشارت إلى أن أجهزة الاستخبارات الأميركية سبق لها أن ناقشت مراراً وتكراراً مدى الأخطار التي قد تُحدق بالبلاد، إذا ما قامت إيران بتجنيده لتنظيم هجمات انتقامية رداً على عملية تفجير محتملة لمنشآتها النووية.

وقال هنا بينوتمان :quot; مع شخص مثل سيف العدل، لا تريده أن يكون نشطاً بنفسه. فيكفي ما يجول في رأسه ويفكر فيهquot;.

وفي سياق تصريحات أدلت بها للمجلة، قالت ليه فارال، الخبيرة الاسترالية في شؤون الإرهاب :quot;لن تعمل عودة سيف العدل إلى الميدان على دعم القدرات العملياتية للقاعدة وتوفير عنصر الدقة في عملياتها الخارجية فحسب، بل قد تفتح اتصالاته البارزة بالجماعات التي سبق أن توترت علاقاتها بالقاعدة، حقبة جديدة في التعاون العملياتي بالنسبة إلى الهجمات التي تُشَن على الغربquot;.

ولفتت المجلة إلى أن القاعدة لم تُعَلِّق من جانبها حتى الآن على ما تردد عن عودة قائدها العسكري - ربما لمنعه من أن يُصبح محوراً للغارات التي يتم تنفيذها بالطائرات التي تعمل من دون طيار.

وبينما قال بينوتمان إن مصادره أكدت له أن واحدة من تلك الهجمات الجوية أسفرت عن مقتل عطيات الله، من تنظيم القاعدة، في وقت سابق من الشهر الجاري، ذكرت المجلة أن إحدى الغارات التي يتم شنها بالطائرات الآلية قد أسفرت هذا الشهر عن مقتل محمد عثمان، الساعي الشخصي لأسامة بن لادن، وهو واحد ربما من القلائل الذين يعرفون المكان الذي يختبئ فيه زعيم تنظيم القاعدة، كما أوضح بينوتمان.

وفي سياق متصل، مضى بينوتمان ليقول إن مصادره تزعم أن إلياس كشميري يعد واحداً من أهم الشخصيات التي بزغ نجمها في صفوف تنظيم القاعدة.

كما يعتبر كشميري، الأعور وصاحب اللحية المصبوغة باللون الأحمر، العقل المدبر وراء بعض الهجمات الإرهابية المميتة في الهند وباكستان.

ويعمل كمشيري الآن كقائد للفرقة 313 السرية، وهي الوحدة التي توصف في بعض الأحيان بالذراع الباكستانية للقاعدة، وفي أحيان أخرى بفريق عمل القتال الخاص، وفي أحيان أخرى بالوحدة الجهادية المبهمة التي تتعاون مع القاعدة، ولا تعد جزءاً من هياكلها القيادية.

وأشار بينوتمان إلى أن القاعدة قررت الآن تحديث الفرقة 313، عن طريق تكليفها بالتخطيط لعمليات خارج أفغانستان وباكستان، وتحديداً في الهند وبلدان أخرى في جنوب شرق آسيا وفي أوروبا.

وفي الوقت الذي أشارت فيه المجلة إلى أن كشميري يتسم بالوحشية، إلا أنها قالت إنه، شأنه شأن سيف العدل، يهتم قليلاً بالاختلافات الأيديولوجية ويمتلك خبرات كبيرة في ما يخص التعاون مع الجماعات المتشددة الأخرى.

وختمت المجلة حديثها بلفتهاndash; نقلاً عن محللين ndash; إلى أن فرص نجاح العمليات الهجومية لمثل هذه الفرق والجماعات المتشددة تعتمد بشكل كبير على عاملين: جودة التدريب الذي يتلقاه الأشخاص الذين سيقومون بتنفيذ العملية، والتعاون بين الجماعات المختلفة من أجل تعظيم مواردها.

ورأت المجلة أن سيف العدل وكشميري مناسبان تماماً، من الناحية النظرية، لكلا المهمتين. لكن، من الناحية العملية، تمتلئ باستمرار سماء شمال وزيرستان بالطائرات التي تُصدِر طنيناً وتعمل من دون طيار.