في وقت يقلل خبراء من نجاعة توجه الفلسطينيين الى الامم المتحدة لاعلان دولتهم، تدرس القيادة الفلسطينية القيام بتلك الخطوة، بينما تستعد اسرائيل لها.


رام الله: يدرس الفلسطينيون خيار التوجه الى الامم المتحدة للاعلان عن الدولة الفلسطينية وتحديد حدودها الذي لوحوا به بعد توقف المفاوضات المباشرة مع اسرائيل بسبب رفض الاخيرة تنفيذ الالتزامات المنصوص عليها في خطة الطريق الدولية.

والخيار الذي تم الحديث عنه في السابق قفز الى السطح مجددا وعاد هذا الطرح بقوة مرة اخرى بسبب اصرار اسرائيل على اعتراف الفلسطينيين باسرائيل كدولة يهودية وهذا يعد عقبة كبيرة يضاف الى الاستيطان وغيرها من القضايا التي تعثرت المفاوضات بسببها.

وعلى الرغم من ان هذا الخيار يلقى تاييدا فلسطينيا داخليا الا ان هناك من يراه نظريا ولا تتوفر له اسباب النجاح.

وقال القيادي في حركة فتح قدورة فارس لوكالة الانباء الكويتية (كونا) ان الخيار لا تتوفر له اسباب النجاح اذ يحتاج الى قوة محركة ليتحول الى خيار جدي وممكن التطبيق مشيرا الى الوحدة الوطنية التي ستشكل الرافعة الاساسية لنجاح هذا الخيار.

وبدا فارس غير متفائلا بامكانية تحقيق الوحدة الوطنية قائلا quot;لا توجد مؤشرات والحوار لا يعدو كونه ترفا اكثر منه قناعة ان الوحدة متطلب وليست مجرد شعار جميل يلامس القلوب والمشاعرquot;.

وبين ان المقدمة الاساسية لاي انجاز فلسطيني تتمثل بالوحدة وبالشراكة على اساس برنامج سياسي متكامل يضمن اعادة هيكلة مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية.

من جانبه راى المحلل السياسي عبدالمجيد سويلم في التوجه الى مجلس الامن امرا مهما لان اتفاقية (اوسلو) تنطوي على مفهوم ان الارض متنازع عليها والذهاب الى المنظمة الدولية سيعيد التاكيد على ان هذه الارض محتلة ويعود للشعب الفلسطيني حق تقرير مصيره.

وشدد سويلم ل(كونا) على دور المجتمع الدولي المطلوب منه في المرحلة الراهنة ان يتدخل لصالح انهاء الاحتلال الاسرائيلي.

وبدات اسرائيل تستعد فعليا لمواجهة أي خطوة قد يقدم عليها الفلسطينيون في ظل فشل المفاوضات المباشرة.

وتجلى الاستعداد الاسرائيلي في الاوامر الذي اعطاها وزير الخارجية افيغدور ليبرمان لوزارته من اجل اعداد خطة اعلامية وسياسية لمواجهة اعلان الفلسطينيين لدولتهم من جانب واحد.

وحذر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو السلطة الفلسطينية من اتخاذ خطوات من جانب واحد نحو اقامة الدولة فيما رد عليه رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس خلال زيارة قام بها الى بيت لحم امس ان اسرائيل تقوم باعمال احادية الجانب منذ اكثر من 30 عاما.

وقال عباس ان الاستيطان عمل احادي وهناك اتفاق مكتوب منذ عام 95 يمنع اي طرف ان يقوم باعمال احادية الجانب من شانها ان تجحف بنتائج مفاوضات المرحلة النهائية كالاستيطان والاجتياحات والحواجز.