مجلي وهبة نائب رئيس المؤتمر المنعقد حالياً في الرباط

إصطدمت العلاقات التركية الاسرائيلية بصخرة جديدة، أبرزها المؤتمر البرلماني لدول البحر المتوسط، إذ كشفت دوائر في تل ابيب عن تهديد اسرائيل بعدم حضور المؤتمر، اذا تم تعيين تركياً نائباً لرئاسة المؤتمر، وطالبت بان تتولى هى نيابة الرئاسة. ووفقاً لدوائر سياسية، اجتمع رئيس الكنيست راؤوبين ريبلين برئيس الهيئة البرلمانية للمؤتمر قبل ساعات من انتخاب رئيس ونائب للمؤتمر، وبعد مباحثات حثيثة حققت تل ابيب هدفها بتعيين نائب رئيس الكنيست مجلي وهبة نائباً لرئاسة المؤتمر المنعقد حالياً في الرباط.


تل ابيب: كشفت معلومات عبرية عن ان اسرائيل مارست ضغوطاً على اوروبا لتعيين نائب الكنيست الاسرائيلي مجلي وهبة نائباً لرئيس هيئة برلمانات دول البحر المتوسط، وعلى خلفية هذه الضغوط تم استبعاد المرشح التركي للمنصب دون إبداء اسباب منطقية، وقالت تقارير نشرها موقع (NFC) العبري على شبكة الانترنت، ان رئيس الكنيست هدد في حينه بعدم مشاركة بلاده في المؤتمر، اذا لم يُعين ممثلاً عن اسرائيل في نيابة رئاسة المؤتمر، واستبعاد الممثل البرلماني التركي من المنصب.
وتشير المعلومات العبرية الى انه بعد ضغوط مستميتة تم تعيين مجلي وهبة نائباً لرئيس المؤتمر، عضو البرلمان المصري quot;محمد ابوالعينينquot;، الذي حظي بتأييد اغلبية ساحقة من ممثلي الدول الاوروبية، خلفاً للرئيس السابق الفرنسي quot;رودي سالquot;. ووفقاً للتقرير العبري أجرى رئيس الكنيست سلسلة اتصالات بعدد من ممثلي الدول الاوروبية في الهيئة البرلمانية للمؤتمر، لاقناعهم بتعيين ممثل اسرائيلي لنيابة رئاسة المؤتمر، بعد ان كانت هناك شبه مصادقة لتعيين ممثل تركيا في المنصب، والتقى ريبلين في هذا الصدد رئيس الهيئة البرلمانية لدول البحر المتوسط الفرنسي رودي سال.

انسحاب الى الأبد

وتشير المعطيات الاسرائيلية الى ان لقاء ريبلين ndash; سال، جرى قبل ساعات من انتخاب رئيس المؤتمر ونائبه، وخلال اللقاء اعرب رئيس الكنيست عن ضرورة تولي مجلي وهبة نيابة رئاسة المؤتمر، وهدد بأنه اذا لم يتم ذلك فسوف تنسحب اسرائيل من الهيئة البرلمانية الى الابد، وقال ريبلين خلال اللقاء :quot;لن ننسحب من الامم المتحدة، حتى اذا واصل اعضاؤها الهجوم علينا، غير ان الحديث عن الهيئة البرلمانية لدول البحر المتوسط مختلف تماماً، إذ ان المؤتمر يسعى الى خلق قنوات من التعاون والوحدة بين الدول المنتمية اليه، وتجاوز العقبات التي تؤدي الى الشقاق بينهاquot;. واضاف رئيس الكنيست الاسرائيلي بلهجة غاضبة خلال لقائه رودي سال :quot;من المستحيل ان يضعنا ممثلو المؤتمر على جدول الاعمال، وتقتصر دعوتنا على الحضور فقط، لنستمع الى الانتقادات الموجهة الينا، اننا نطالب ان يكون هناك تعاون ليس اكثر، لقد انضممنا الى هذا المؤتمر بهدف التعاون وليس من اجل الاستماع الى الانتقادات وموجات الاستنكار ثم اعداد بيانات للرد عليها، فيكفينا ذلك في مؤتمرات دولية اخرىquot;.

الى جانب عضو الكنيست الاسرائيلي تم اختيار نائبة فرنسية هى quot;ماري كياريquot;. غير انه تم رفض ترشيحات تركية وايطالية لنيابة رئاسة المؤتمر البرلماني. ووفقا للتقرير العبري استهل رئيس الكنيست خطابه في المؤتمر بعبارة موجزة قال فيها :quot; ان اسرائيل باتت حقيقة قائمة يستحيل انكارهاquot;. بعد هذه العبارة اضاف خلال انعقاد الجلسة الافتتاحية :quot; يجب ان يتعايش اليهود والعرب معاً في منطقة الشرق الاوسط، جدول اعمالنا في المؤتمر يمتلئ بعدد من الموضوعات والقضايا ذات الاهتمام المشترك، وهي القضايا التي تمس كل من يحيا على شاطئ البحر الابيض المتوسط. الامن الذاتي، تقابله الحروب والارهاب، المياه ونقصها، مكانة المرأة والمجتمع، فضلاً عن موضوعات واشكاليات اخرى، كل هذه الموضوعات تفرض نفسها، وتتطلب عملاً مشترك، لاسيما ان مناقشتها لا ترتبط بحدود جغرافية بين الدولquot;. وجاء خطاب ريبلين الى جانب كلمات ألقاها رئيس الهيئة البرلمانية الجديد عضو مجلس الشعب المصري محمد ابوالعينين، ورئيس البرلمان المغربي.

دعوة شخصية

وكان رئيس الكنيست راؤوبين ريبلين قد توجه الى العاصمة المغربية الرباط الاربعاء الماضي، في السابع والعشرين من تشرين الاول/اكتوبر الجاري، للمشاركة في الهيئة البرلمانية لدول البحر الابيض المتوسط، وجاءت زيارة ريبلين بعد دعوة شخصية، تلقاها من رئيس الهيئة، ورافق رئيس الكنيست نائبه ونائب المؤتمر عضو الكنيست مجلي وهبة، وبدأ فعاليات المؤتمر يوم الخميس، وستنتهي يوم السبت المقبل. ويشارك في المؤتمر الذي يعتبر الخامس من نوعه ما يربو على 70 عضواً من برلمانات 22 دولة مطلة على البحر المتوسط.

الجدير بالذكر ان الهيئة البرلمانية لدول البحر المتوسط (PAM) تأسست عام 2006، وتضم بين اعضائها 25 دولة مطلة على البحر المتوسط او قريبة منه، ومن الدول العربية العضو في الهيئة كل من، الجزائر، مصر، الاردن، لبنان، سوريا، المغرب، السلطة الفلسطينية، وتونس. ويهدف المؤتمر الى تعزيز التعاون بين دول البحر المتوسط في مختلف المجالات، سواء كانت بيئية او اقتصادية او سياسية او أمنية، انطلاقاً من امكانية التأثير على الحكومات من خلال البرلمانات.