شهدت مدينة أم الفحم صباح الأربعاء مواجهات عنيفة بين الأهالي والشرطة الإسرائيلية التي حاولت حماية زيارة عضوي الكنيست عن اليمين المتطرف ميخائيل بن أرييه وباروخ مارزيل للمدينة. ومن بين المصابين عضوا الكنيست العربيّين حنين زعبي وعفو إغبارية.


أم الفحم: تحولت مدينة أم الفحم في المثلث داخل إسرائيل صباح اليوم إلى ساحة مواجهات عنيفة مع الشرطة الإسرائيلية التي كانت وصلت المدينة في الصباح ونشرت أكثر من ألف عنصر في مناطق مختلفة من المدينة بحجة الحفاظ على النظام العام أثناء زيارة عضو الكنيست اليمين المتطرف ميخائيل بن أرييه وباروخ مارزيل للمدينة، بدعوى المطالبة بإخراج الحركة الإسلامية عن القانون وسجن الشيخ لرائد صلاح (المعتقل حاليا) مدى الحياة.

وقامت الشرطة بإطلاق زخات من القنابل الصوتية والقنابل المسيلة للدموع والعيارات المطاطية باتجاه المئات من أهالي المدينة والمتضامنين من اليسار، ما أسفر عن إصابة عضو الكنيست حنين زعبي في ظهرها وعنقها بعيارات مطاطية، كما أصيب عضو الكنيست عفو إغبارية بقنبلة صوتيه، نقل الإثنان على أثرا لتلقي العلاج.

وأكد شهود عيان لإيلاف، إن رجال الشرطة الإسرائيلية بدءوا بإطلاق القنابل المسيلة للدموع والعيارات المطاطية والقنابل الصوتية حتى قبل وصول مجموعة اليمين الإسرائيلي المتطرف للمدينة.

وقال الصحافي محمد حسين وتد، الذي أصيب هو الآخر بقنبلة صوتية، إن الشرطة الإسرائيلية استخدمت أنواع مختلفة من الأسلحة وأن القنابل الصوتية والمسيلة للدموع قد نزلت على المئات من الأهالي في بداية تجمع الناس وقبل وصول مارزل وزمرته إلى المدينة، ولم يكن هناك أي وضع كان فيه أفراد الشرطة الإسرائيلية بخطر، بل إن الكم الهائل من عناصر الشرطة ووزخات القنابل الصوتية والمسيلة للدموع لم تتح المجال حتى لتجمهر المزيد من الناس.

من جهتها قالت عضو الكنيست حنين زعبي إنها أصيبت برصاصتين مطاطيتين، في الظهر والعنق، بفارق ثوان قليلة، قبل ظهر اليوم، الأربعاء، وذلك خلال المواجهات التي وقعت في مدينة أم الفحم في أعقاب هجوم الشرطة العنيف على المتظاهرين العرب، من أهالي المدينة والقوى الوطنية والإسلامية، الذين شاركوا في التصدي لقطعان اليمين العنصري.

عضو الكنيست حنين زعبي

وقالت زعبي : quot;نحن لم نكن في مواجهة زمرة من الفاشيين العنصريين، ولم نكن مهددين فقط من قبلهم، بل إن التهديد العيني والأخطر والمباشر كان من قبل أفراد الشرطة، الذين أتوا بمخطط مبيت وواضح يهدف إلى إصابة المتظاهرين العرب بإصابات مباشرة، إطلاق الرصاص المطاطي لم يكن نتيجة لتطور تلقائي للمواجهات، وإنما استخدم منذ البداية، وبدون أي سابق إنذار أو مبرر، مما يدل على أن الشرطة قصدت إرسال رسالة تقول فيها إنها تواصل معاقبة العرب في وقفات الدفاع عن أنفسهم quot;.

كما أكد عضو الكنيست عفو إغبارية أنه أصيب في ساقه بقنبلة صوتية، وقال إنه شعر فجأة بألم شديد ولم يقو على الوقوف وقام مساعديه بمساعدته على الوقوف والسير.

واعتبر النائب اغبارية quot;أن هذا الاعتداء الجبان إنما يندرج ضمن سلسلة التهديدات التي بثتها الشرطة لأهالي أم الفحم، والتحقيقات التي أجرتها في الأيام الخيرة مع مجموعة كبيرة من شبان المدينة، وتهديدهم إثناء التحقيق بعدم المشاركة في النشاطات الاحتجاجية ضد دخول أوباش اليمين إلى أم الفحمquot;.

الشرطة تستهدف قيادات العرب في إسرائيل

في غضون ذلك تواصل لجنة المتابعة العليا للمواطنين العرب في إسرائيل عقد اجتماعها الطارئ على ضوء التطورات في أم الفحم،. وقالت مصادر في اللجنة إن ماحدث اليوم، يؤكد أن الشرطة الإسرائيلية استهدفت اليوم في أم الفحم جملة من القيادات العربية في إسرائيل.

وأشارت هذه المصادر في هذا السياق إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يصاب فيها قياديون عرب، ومن على مسافة بعيدة، خلال مظاهرات ونشاطات احتجاجية، ففي العام 1997 أصيب عضو الكنيست السابق عزمي بشارة بعيار ناري في كتفه خلال مظاهرة في مدينة اللد، وفي أحداث هبة القدس والأقصى عام 2000 أصيب الشيخ رائد صلاح بعيار ناري، واليوم أصيب عضوا الكنيست عفو إغبارية وحنين زعبي، كما أصيب رئيس اللجنة محمد زيدان جراء استنشاق الغازquot;.

في المقابل ادعى قائد الشرطة الإسرائيلية في منطقة أم الفحم، البريغدير شمعون كورن إن أفراد الشرطة تصرفوا على النحو المذكور لأن حياتهم في خطر. وقال كورن إن عددا من أفراد الشرطة الإسرائيلية أصيبوا بجراح، مشيرا إلى أن الشرطة الإسرائيلية اعتقلت عددا من المتظاهرين في حين سيتم اعتقال المزيد منهم في وقت لاحق.