في الوقت الذي أشاد فيه مستشار الرئيس الأميركي لشؤون مكافحة الإرهاب جون برينان بالدور الذي لعبته السعودية للمساعدة في تزويد واشنطن بالمعلومات الاستخباراتيّة التي أظهرت قرب وقوع هجمات في الولايات المتحدة يتمّ التخطيط لها في اليمن، تتكثّف التحذيرات من حقيقة بزوغ صنعاء كمركز لشن هجمات القاعدة على واشنطن.


واشنطن: بعد أن سادت حالة من الذعر والتأهب الأمني في مختلف مطارات العالم بسبب طرود مشبوهة قادمة من اليمن، حيث تم تفتيش طائرات شحن دولية في مطارات بريطانيا، والولايات المتحدة الأميركية، ودبي، بالتزامن مع مواصلة السلطات الأميركية التحقيق في عدد من المطارات للتأكد من عدم وجود طرود أخرى مشبوهة وبحثها في إمكانية وجود علاقة بين هذه الطرود وتنظيم القاعدة، اهتمت اليوم تقارير إعلامية بالكشف عن المزيد من التفاصيل وإلقاء الضوء على آخر المستجدات.

فقد نشرت اليوم صحيفة النيويورك تايمز الأميركية تقريراً مطولاً أكدت من خلاله على أن اهتمام العالم بدأ يعود من جديد إلى التهديدات التي تختمر في الأراضي اليمنية النائية التي ينعدم فيها القانون وتمزقها الحروب، حيث يقوم مواطنون أميركيون على ما يبدو بمساعدة فرع تنظيم القاعدة المحلي على استهداف الولايات المتحدة.

وخلصت الصحيفة إلى حقيقة بزوغ اليمن على الساحة كمركز لشن هجمات تنظيم القاعدة على الولايات المتحدة.

ومضت تقول إنه وللمرة الثانية في أقل من عام (بعد محاولة الطالب النيجيري عمر فاروق عبد المطلب تفجير طائرة كانت في طريقها إلى ديترويت يوم الخامس والعشرين من شهر كانون الأول / ديسمبر الماضي ) تحاول القاعدة أن تقوم بشن هجمات على الولايات المتحدة.

وبينما أثبتت التحقيقات أن الشيخ الأميركي من أصل يمني، أنور العولقي، هو من كان وراء تدريب وتجهيز الشاب النيجيري، نقلت النيويورك تايمز عن بعض المحللين اعتقادهم بأن تلك الحملة الإرهابية الأخيرة ربما ترتبط هي الأخرى بالعولقي، الذي يختبأ حالياً في اليمن ويواصل نشاطه بإصداره التهديدات الإرهابية عن طريق شبكة الإنترنت.

وتابعت الصحيفة تأكيدها على تنامي مشاعر الخوف والقلق بصورة متزايدة خلال الأشهر الأخيرة لدى مسؤولي الاستخبارات الأميركية في ما يتعلق باليمن، رغم تجدد التعاون في ما يخص مكافحة الإرهاب مع السلطات اليمنية خلال العام المنقضي.

وفي وقت لفتت فيه الصحيفة إلى عدم وضوح عدد الأميركيين الذين يعملون مع القاعدة في اليمن، نقلت عن برنارد هايكل، أستاذ دراسات الشرق الأدنى في جامعة برينستون، قوله :quot; يمكن لهؤلاء أن يحصلوا على المتفجرات ويعرفوا الطريقة التي تدير من خلالها الولايات المتحدة شؤونها. وفي اليمن، يمكنك الذهاب إلى الفرع المحلي لشركة فيديكس الأميركية للبريد السريع، وتُرسِل ثمة شيء إلى الولايات المتحدة، وهو ما لا يمكنك فعله في الصومال أو المناطق الريفية بأفغانستانquot;.

بينما كشفت محطة سي بي إس الإخبارية عن أن التحقيقات التي أجرتها السلطات الأميركية على هذا الصعيد أسفرت عن عمليات تفتيش في بروكلين ونيوارك وفيلادلفيا، بالإضافة إلى قيام طائرات عسكرية بمرافقة إحدى طائرات الركاب الإماراتية حتى هبوطها في مطار جون كينيدي كإجراء احترازي.

ونقلت المحطة عن مسؤولين من مكتب التحقيقات الفيدرالي quot;إف بي آيquot; قولهم :quot;إنه لم يكن هناك تهديداً معلوماً من الرحلة الإماراتيةquot;.

في ما أوضحت المحطة أن الركاب الذين كانوا على متن الطائرة لم يكونوا على دراية بأن طائرات عسكرية قد رافقتهم حتى الهبوط.

وعاودت النيويورك تايمز لتلفت إلى أن اكتشاف المواد المتفجرة معبأة في خراطيش حبر خاصة بطابعات للكمبيوتر، جاء استناداً إلى معلومات تم التحصل عليها من مسؤولي الاستخبارات السعودية.

وأن هذا الأمر تسبب في بث حالة من الذعر بمختلف المطارات يوم أمس الجمعة خشية وقوع هجمات إرهابية، ما تسبب في تكليف طائرات مقاتلة بمرافقة إحدى طائرات الركاب حتى هبوطها بسلام في نيويورك.

وتابعت الصحيفة حديثها في هذا الإطار بنقلها عن بيتر كينج، عضو مجلس النواب عن الحزب الجمهوري في نيويورك، والعضو الجمهوري البارز في لجنة الأمن الداخلي، قوله quot; كانت المعلومات التي تلقيناها بشأن المتفجرات معلومات دقيقة. فقد كان لدينا معرفة مسبقة بما نقوم بالبحث عنه، وكنا نعرف الأماكن التي علينا أن نبحث فيهاquot;.

في ما قال جون برينان، مستشار الرئيس الأميركي باراك أوباما بشأن مكافحة الإرهاب، إن المؤامرة الأخيرة هذه جاءت لتؤكد من جديد على التهديد القادم من اليمن وتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، الذي يعتبر فرعاً للشبكة الإرهابية هناك.

وأشاد في الوقت ذاته بالدور الذي لعبته المملكة العربية السعودية للمساعدة في تزويدهم بالمعلومات التي أظهرت قرب وقوع التهديد القادم من اليمن.

كما قال محمد الباشا، متحدث باسم السفارة اليمنية في واشنطن، إن الحكومة اليمنية فتحت quot;تحقيقاً واسع النطاقquot; في الواقعة، وأنها تعمل في تلك الأثناء بشكل وثيق مع الولايات المتحدة وعدد آخر من الدول من أجل تقييم الوضع.

وأوضحت الصحيفة في تقرير منفصل آخر أن الكشف عن عبوتين ناسفتين تم شحنهما بواسطة طائرات شحن قد تسبب من جديد في إثارة الجدل الدائر منذ مدة طويلة حول الطريقة التي يتم من خلالها فحص البضائع بصورة دقيقة وهي في طريقها إلى الولايات المتحدة.

في ما أكد تقرير نشرته السبت صحيفة وورلد نيت دايلي الأميركية أن تلك الحملة الإرهابية جاءت مقصودة من حيث التوقيت، لتتزامن مع انتخابات التجديد النصفي للكونغرس الأميركي المقررة يوم الثلاثاء المقبل.

ونقلت الصحيفة عن المحلل البارز وليد فارس، قوله quot;الهدف الاستراتيجي للقاعدة هو نشر الفوضى في العملية السياسية بدول الغربquot;.