اختتم في تونس السبت المؤتمر الثالث لمنظمة المرأة العربية بمجموعة من التوصيات تدعو إلى تعزيز الإصلاح التشريعي في الدول العربية وسد الفجوة بين النص والممارسة، وشدّد البيان الختاميّ للمؤتمر على ضرورة العمل لنشر ثقافة حقوق الإنسان والمواطنة بما يضمن المساواة بين المرأة والرجل ويساعد على التصدي للتطرف.


تونس: اختتمت السبت في quot;قصر المؤتمراتquot; بالعاصمة التونسيّة أشغال المؤتمر الثالث لمنظمة المرأة العربية التي تترأسها ليلى بن علي حرم الرئيس التونسيّ وبحضور السيدات الأول ورئيسات وفود البلدان العربية المشاركات في المؤتمر ومُمثلي عديد المنظمات الإقليمية والدولية.

واختتم المؤتمر الثالث لمنظمة المرأة العربية الذي احتضنته تونس أيام 28 و29 و30 أكتوبر الجاري تحت شعار quot;المرأة العربية شريك أساسي في مسار التنمية المستدامةquot;بإصدار بيان ختامي، شدّد على quot;ضرورة تعزيز مسار الإصلاح التشريعي في الدول العربية وسد الفجوة بين النص والممارسةquot;.

واعتبر البيان الذي اطلعت quot;إيلافquot; على نسخة منه أن في تحقيق ذلك quot;صونا لحقوق المرأة في الحياة العامة والخاصة وارتقاء بدورها كشريك اقتصادي واجتماعي وسياسي فاعلquot;.

كما شدّد البيان الختاميّ على ضرورة quot;العمل على نشر ثقافة حقوق الإنسان والمواطنة بما يضمن المساواة بين المرأة والرجل ويساعد على التصدي للتطرف والانغلاقquot;.

ودعت المشاركات في مؤتمر المرأة العربيّة إلى quot;تمثيل المرأة في جميع مستويات صنع القرار الخاص ببناء السلام ومنع النزاعاتquot;، وحذرن من quot;الآثار السلبية للاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية والسورية واللبنانية على مسار التنمية وحرمان المرأة من الاستفادة منهاquot;.

وأكدت ليلى بن علي رئيسة المنظمة في كلمة لها ختمت بها المؤتمر على quot;ضرورة مضاعفة الجهد لوضع لبنات جديدة في مسيرة منظمة المرأة العربية ودفع المرأة إلى مزيد التحلي بروح الاجتهاد والإقدام للانخراط في الحياة النشيطة ومواكبة مقتضيات التنمية الحديثةquot;، على حدّ تعبيرها.

ليلى بن علي رئيسة منظمة المرأة العربية

وقالت:quot; إننا مطالبون بمزيد التحلي بروح الاجتهاد والإقدام للانخراط في الحياة النشيطة وكسب التجربة المطلوبة في مجال الاستثمار واستحداث المؤسسات ومواكبة مقتضيات التنمية الحديثة وما يعتريها من تحولات عميقة في أنماط العمل والتنظيم وفي وسائل التصرف والتمويل وفي أساليب الإنتاج والتصدي.، لقد أثبتت المرأة العربية جدارتها بكل ثقة وتشجيع فيما أسند إليها من أدوار في الأسرة والمجتمع. وأقامت الدليل على أنها عنصر أساسي في خطط التنمية الوطنية سواء بالجهد البدني وسخاء البذل والعطاء أو بالنشاط الفكري وثقافة المبادرة والابتكارquot;.

وأضافت بن علي:quot; ويظل تحسين أوضاع المرأة العربية انجازا يوميا مشتركا نابعا من فكر إصلاحي مستنير ومن واقع تحديثي أصيل. ونحن نتحمل جميعا مسؤولية تعزيز هذا الانجاز واستكمال مقوماته لتحقيق ما تصبو إليه مجتمعاتنا من تنمية عادلة وشاملة ومستدامة في إطار ما يتلاءم مع خصوصيات كل مجتمع وينسجم مع ظروفه وإمكانياتهquot;.

وأكد المشاركون أن تمكين المرأة العربية شرط أساسي لـquot;إرساء ركائز التنمية المستدامة في البلاد العربيةquot;. كما أكدوا على محوريةquot; دور الدولة في الارتقاء بأوضاع المرأة في كافة جوانبها وأهمية إرساء الشراكات الفاعلة والتعاون الايجابي بين الدولة والمجتمع المدني والقطاع الخاصquot;.

وأصدر المؤتمر الثالث لمنظمة المرأة العربية بتونس جملة من التوصيات لعلّ أبرزها:

أولا: اعتماد مقاربة النوع الاجتماعي /احتياجات المرأة/ في الخطط والموازنات والبرامج التنموية العربية.

ثانيا: العمل على نشر ثقافة حقوق الإنسان والمواطنة بما يضمن المساواة بين المرأة والرجل ويساعد على التصدي للتطرف والانغلاق.

ثالثا: تعزيز مسار الإصلاح التشريعي في الدول العربية وسد الفجوة بين النص والممارسة بما يصون حقوق المرأة في الحياة العامة والخاصة ويرتقي بدورها كشريك اقتصادي واجتماعي وسياسي فاعل.

رابعا: التأكيد على حق المرأة في تنمية صحية وفق برامج تراعي خصوصياتها واحتياجاتها وتوفير الخدمات المساندة في مختلف مواقع تواجدها.

خامسا: تأكيد أهمية مشاركة المرأة العربية في تأصيل ثقافة بيئية وتنموية مستدامة.

سادسا: إحداث جائزة لأفضل جمعية نسائية عاملة في مجال حماية البيئة بمبادرة من السيدة ليلى بن علي.

سابعا: إحداث منتدى دوري للحرفيات العربيات ودعم التشبيك بين المؤسسات والخبرات النسائية العربية بما يسمح بالترويج لمنتجاتهن.

وثامنا: التأكيد على أهمية تمثيل المرأة في جميع مستويات صنع القرار الخاص ببناء السلام ومنع النزاعات.

وشاركت في المؤتمر السيدات الأول في تونس ومصر والبحرين والكويت والسودان ولبنان وفلسطين والإمارات، إضافة إلى وزيرات من الجزائر وليبيا والمغرب وموريتانيا وسلطنة عمان واليمن وقطر والأردن، و بحضور الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى.

يشار إلى أنّ ليلى بن علي قرينة الرئيس التونسي زين العابدين بن علي تترأس منظمة المرأة العربية، وهي من الهيئات المتخصصة التابعة للجامعة العربية منذ آذار/مارس 2009 ولمدة عامين.

وفي ختام المؤتمر تم توقيع اتفاقية تعاون بين منظمة المرأة العربية والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (ايسيسكو) تجسيدا quot;لأهدافهما المشتركة في النهوض بأوضاع المرأة وتكريس مسارات التحديث والتطويرquot;.