تتميز الخلافات العائلية لأسباب مالية بطابعها المزعج والصعب. وحين يكون الخلاف بين عائلة تحكم بلداً صغيراً وثروة تقدر بعشرات المليارات من الدولارات فإن التعقيدات تتضاعف.


دام الخلاف القضائي الطويل ما بين سلطان بروناي وشقيقه الأصغر والذي استمر حتى الآن لأكثر من عقد متنقلا من محكمة إلى أخرى في شتى أنحاء العالم بما فيها لندن وبروناي وجزر سايمان وماليزيا وسنغافورة. والآن، وحسب صحيفة نيويورك بوست الأميركية، وصلت الخلافات القانونية بين السلطان حسانال بلقيه وأخيه الأمير جفري بلقيه إلى محكمة في نيويورك.

ومن المتوقع أن تنطلق المحاكمة الأسبوع المقبل في في quot;محكمة الولاية العلياquot; في مانهاتن وفيها رفع الأمير جفري وشركات برونايية (كان أخ السلطان يمتلكها) دعوى ضد محاميين سبق لهما ان اشتغلا لصالح الامير جفري. واتهما بأنهما نهبا بعضا من الأصول المالية مثل فندق quot;هوتيل بالاسquot; على شارع ماديسون وكان الأمير قد شغلهما كي يشرفوا عليهما.

وحسب الدعوى المرفوعة ضد المحاميين الزوجين فيث زمان وتوماس دربيشاير فإنهما quot;قاما بتصرف سيئ لتحقيق ثروة لهما على حساب الأمير جفريquot;. وكان الأمير جفري والشركات المعنية قد رفعوا دعوى ضد المحاميين قبل 3 سنوات.

لكن فريق الدفاع عن المحاميين قالا إن زبونيهما قد منحا كل الحق لأخذ كل الأموال التي حققاها وأن الأمير جفري يريد جعلهما شماعة لتغطية سوء إدارته للأموال التي تركهاشقيقه في عهدته. وحاول فريق الدفاع ن المحاميين أن يزيحا التركيز على سلوك موكليهما غير المقبول إلى حياة الأمير شديدة الإسراف وهذه تتضمن صنع تماثيل ايروتيكية كان قد طلب بعملها له، مع سيارات جذابة وغالية، وعشرات الزوجات والعشيقات ويخت واحد.

وبدأ الطريق لهذه القضية حين انهار الاقتصاد الآسيوي عام 1997 مع هبوط في أسعار النفط. وأدى ذلك إلى إعطاء بروناي الدولة الصغيرة الغنية بالنفط والواقعة في الشمال الغربي من بورنيو جرعة قاسية من الحقيقة.

كان سكان بروناي حتى ذلك الوقت يعيشون في بحبوبة تخلو من الضرائب، ولم يكن إنفاق الأمير جفري الذي عينه سلطان بروناي مسؤولا عن الجزء الأكبر من ثروة البلد مثيرا للانتباه. لكن بعد الانكماش الاقتصادي رفع السلطان دعوى ضد أخيه عام 2000 متهما إياه بإساءة إنفاق ما يقدر بـ 15 مليار دولار.

لكن الأخوين توصلا إلى اتفاق سريع حيث وافق الأمير جفري على تسليم كل أصوله في العالم والعيش على علاوة قدرها 300 ألف دولار في السنة. لكن خلال العقد اللاحق اتهم السلطان أخاه بعدم الالتزام بشروط الاتفاق وهذا من خلال إبقاء حسابات مصرفية سرية له وعدم إعادة العقارات التي تعود له.

وقبل سنوات قليلة اعتبرت محكمة بريطانية سلوك الأمير جفري متضمنا لازدراء لها لأنه لم يكشف عن كل أصوله المالية. ولذلك فإنه من المرجح أن يعتقل الأمير جفري في حالة عودته إلى لندن لذلك فهو الآن مضطر للاعتكاف في بروناي.

وفي الوقت الذي تستمر خلافات الأمير جفري معشقيقه سلطان بروناي رفع قبل 3 سنوات دعوى على المحاميين زمان ودربيشاير. وزعم أنهما قاما بتسريب الأموال منه من دون إذن.

وفي إحدى الدعاوى اتهم المحاميان بأنهما استخدما الأموال العائدة من عقار تم بيعه في لاس فيغاس لشراء بيوت لهما. وفي دعوى أخرى اتهم الأمير جفري فيها المحاميين باستخدام بطاقات ائتمانية خاصة بفندق quot;بالاس هوتيلquot; لشراء ملابس لمصممين بارزين ومجوهرات ورحلات جوية والكترونيات.

بالمقابل رفع المحاميان زمان ودربيشاير دعوى ضد الأمير جفري وقالا فيها إنهما قد خُدعا على يد الأخير. إذ لم يدفع الأمير جفري لهما الاتعاب التي وعدهما بها. وكان الأمير جفري قد أخبرهما أنهما يستطيعان أخذ بعض الأصول المالية للتعويض عن بعض الأتعاب المستحقة لهما عليه لكنه لم يدفع لهما شيئا.