قندهار:يقول اللفتنانت كولونيل الاميركي كلاي بادجت انه فخور لان جنوده في افغانستان نجحوا حيث فشل السوفيات في القضاء على المتمردين في منطقة رئيسية قرب قندهار.
وقال quot;لم يتمكن السوفيات على الاطلاق من السيطرة على محلجاتquot; المنطقة الريفية الممتدة الى جنوب غرب طرف المدينة.

واضاف quot;مجرد تمكن الافغان والجيش الاميركي من المجيء الى هنا خطوة هائلة في بناء الثقةquot;.

الا انه اقر بان الجزء الاصعب من الخطة الاميركية لمواجهة التمرد لم يحن بعد، وهو ابعاد السكان المحليين عن طالبان باقامة خدمات مدنية تشمل قوة شرطة يمكنهم الوثوق بها.
ويقود بادجت الكتيبة 1-22 من الفرقة الرابعة للمشاة وquot;ساحة القتالquot; المسؤول عنها تشمل مناطق غرب قندهار، كبرى مدن الجنوب الافغاني ومعقل حركة طالبان.

وحاول الجنود الاميركيون والافغان في الشهرين الماضيين السيطرة على معاقل طالبان هنا، وفي مناطق ارغنداب وزاري وبنجوايي القريبة.
وقد سيطر المتمردون على تلك المناطق لسنوات ورغم ان الجيش الاميركي يقول ان معظمهم اندحروا دون مقاومة كبيرة، الا انهم يواصلون شن هجمات وزرع قنابل تقتل جنودا افغانا واميركيين.

وتراجع عدد الهجمات منذ رفع عديد القوات الاميركية ويأمل الجيش الان في تركيز جهوده على الشؤون المدنية.
وقال بادجت quot;اننا نعيد تنظيم جهود القتال لنركز على ادارة الحكمquot;.

والتقى الكولونيل نهاية الاسبوع الماضي في قاعدة عسكرية بمسؤولين من وكالة يو.اس.ايد، الوكالة الاميركية الحكومية للمساعدة الدولية، وقادة عسكريين يتمركزون في قواعد صغيرة محصنة.
وعرض القادة صورا تظهر شخصيات محلية نافذة وقدموا تقارير حديثة حول مسائل امنية وشرحوا كيفية تطوير برامج لتقديم quot;المال مقابل العملquot;.

وقال بادجت quot;اني على يقين ان هناك كثير من المتمردين غير المقتنعينquot; واضاف quot;نبذل كل ما نستطيع لجعل هؤلاء الشبان يقومون بعمل شريف عوضا عن الانضمام للتمردquot;.
وتتدفق الاموال الاميركية على كافة انحاء افغانستان لشق الطرق وحفر الابار وجمع النفايات وترميم المساجد.

وفي مدينة قندهار تشرف وكالة يو.اس.ايد على مشاريع عدة من بينها عيادة طبية جديدة ومجمع سكني آمن للقضاة المعرضين لهجمات طالبان. وانفقت الوكالة على تلك المشاريع مئات ملايين الدولارات في السنة الماضية.
ورصد مبلغ مشابه للاشهر ال12 المقبلة.

والاميركيون ماضون قدما بخططهم، رغم ان الكثير من الافغان وخاصة في قندهار، يخشون تولي وظائف حكومية بسبب حملة الترهيب التي تشنها طالبان واغتيال الموظفين الحكوميين.
والكابتن ايثان اولبردينغ الذي يتلقى اوامره من الكولونيل بادجت، احد الرجال الموجودين في مقدمة استراتيجية quot;تنظيف المكان فالسيطرة عليه فالبناء فيهquot; الاميركية.

واقام جنوده قواعد في حقول محلجات حيث عجزت دبابات الاحتلال السوفياتي في الثمانينيات عن التقدم.
وفي السنوات القليلة الماضية استخدمت قوات طالبان المنطقة لشن هجمات على مدينة قندهار.

وخلال دورية راجلة نهاية الاسبوع الماضي في الحقول -مع تجنب السير في الاماكن المحتمل ان تكون مزروعة بالقنابل- توقف الكابتن ورجاله للتحدث الى الاهالي ومعرفة مخاوفهم.
واخذه رجل لمعاينة جدار قال ان الاليات الاميركية الحقت به اضرارا. ووعده اولبردينغ بدفع تعويض.

وفي مركز جديد للشرطة ساعد الاميركيون في بنائه، تحدث اولبردينغ مع قائد الشرطة عن مشاريع بتمويل اميركي في المناطق واصر على ان يكون العمال من القرية.
وقال الكابتن ان الاهالي الان اكثر انفتاحا من وقت زيادة عديد القوات، وبدأوا يثقون بالقوات لرؤيتهم يساعدون في تطوير المنطقة.

ويوافق الافغان المحليون على ان الوضع يتحسن ويتحدثون عن تفاؤل جديد بفضل تنسيق افضل وزيادة التعاون مع القوات الاجنبية في مختلف القطاعات، من الاعمال لمشاريع التطوير.
ويقول حاجي ادريس (39 عاما) من بلدة زاري quot;بعد سنوات من حكم طالبان بدأنا نشعر بحرية اكبر، لاننا نشعر باننا احرارquot;.

ويضيف quot;قوات طالبان غادرت. قد ترى عددا قليلا هنا وهناك لكن لم يعد لديهم النفوذ الذي كان قبل هذه العمليات وما عادوا يمثلون تهديدا بالنسبة لناquot;.
ويقول quot;اعادة البناء بدأت. باشرت قوة (ايساف) بشق طريق لنا هنا. آمل ان يستمر الوضع كما هو الانquot;.

ويراقب كبار قادة القوات الاميركية والحلف الاطلسي عن كثب كيف يتصرف الكابتن اولدربينغ وامثاله في مواقعهم النائية.

فهم لا يسلطون الاضواء كثيرا على مهمة قندهار بعكس مهمة مماثلة في مرجه بولاية هلمند المجاورة مطلع هذا العام.
غير ان توقعاتهم الان اكبر حيث يأمل الرئيس الاميركي باراك اوباما وقادة غربيون آخرون بدء سحب قواتهم اعتبارا من العام القادم.