بدأت التساؤلات تدور حول ما إذا كان الحزب الجمهوري سيرشح سارة بالين لانتخابات الرئاسة في 2012.


أعطت سارة بالين إشارة واضحة إلى أنها تعتزم الترشح للإنتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة الأميركية المزمع إجراؤها في 2010 حينما قالت إنها تشاور أسرتها حول هذا القرار، ولكن هناك معوقات تمنع وصول الحاكمة السابقة لولاية ألاسكا لتحقيق هذا الحلم ومن أهمها فوز ليزا موركوسكي في سباق مجلس الشيوخ في ولاية ألاسكا التي تنتمي إليها سارة بالين وذلك على حساب المرشح جو ميلر المدعوم بشدة من سارة بالين.

وجاء في صحيفة نيويورك تايمز أن بالين التي اختارها المرشح الجمهوري السابق جون ماكين لشغل منصب نائب الرئيس حال انتخابه رئيساً، قالت إنها في مناقشات مع أهلها وزملائها بخصوص محاولة الحصول على موافقة الحزب الجمهوري على ترشيحها لانتخابات الرئاسة المقبلة وقالت إنها تناقش حالياً أسرتها في هذا الأمر لأن لأسرتها الإعتبار الأهم في حياتها.

وقالت صحيفة النيويورك تايمز إن بالين تعني أن مناقشة القرار تشمل تقييم الموقف من وجهة نظر المقربين لها، ولكن ما زال هناك عدة أشهر قبل أن تتخذ قرارا نهائيا بخصوص المضي قدماً في الترشح لانتخابات الرئاسة الأميركية، وربما يفشل الأمر في نهاية المطاف لأنه على الرغم من أن بعض أعضاء الحزب الجمهوري يرون أن من حق بالين الترشح للرئاسة إلا أن البعض الآخر يرى أنها غير مرغوب فيها.

ويرى بعض منتقديها في الحزب الجمهوري أنها لا تصلح للترشح وشككوا في جديتها أو امتلاكها خبرة سياسية كافية تجعل من الممكن أن تنجح في تلك الانتخابات، وأشار كارل روف رئيس مخططي سياسات الرئيس السابق جورج بوش إلى أن سارة بالين تفتقر إلى الجاذبية التي من الممكن أن تحقق لها النجاح في انتخابات الرئاسة.

تقول سارة بالين إنها ستعاني عقبة ربما لا يعانيها المرشحون المحتملون الآخرون وهي القراءة الخاطئة لسجل إنجازاتها طوال العقدين الماضيين، وتؤكد سارة بالين أنها تشعر بالإحباط حينما تكتشف أنهم يشوهون ما حققته طوال السنوات الماضية، وأشارت إلى أن ما يثير حيرتها أن وسائل الإعلام تحدثت كثيراً عن حياتها الشخصية بينما لم يحدث هذا مع المرشحين الآخرين الذين لم يواجهوا الانتقادات نفسهاالتي واجهتها.

وأوضح لاري ساباتو أستاذ العلوم السياسية في جامعة فرجينيا أن فرصة بالين للفوز بترشيح الحزب الجمهوري قلّت بعد فشل الجمهوريين في كسب المزيد من المقاعد في مجلس الشيوخ بسبب المرشحين المتطرفين مثل كريستين أودونيل في ولاية ديلاوير وهذا السبب هو ما جعل موركوسكي تفوز بمقعد مجلس الشيوخ وهو ما يحمل انتقادا شديدا لميلر ويقدم توبيخاً لسارة بالين، ويقول ساباتو إن هذه النتائج ستجعل الجمهوريين على حذر من ترشيح بالين لانتخابات الرئاسة، وأكد أن نشطاء الحزب الجمهوري ليسوا أغبياء ولم يكن من الممكن أن يقوموا بترشيح شخصية عنيدة مثل كريستين أودونيل في ولاية ديلاوير لأنهم عادة لا يرشحون إلا الأشخاص الذين يستطيعون الفوز.

وأضاف ساباتو أن المشكلة ليست في أن قادة الحزب الجمهوري يرون أن بالين لا يمكنها الفوز في انتخابات الرئاسة فحسب، ولكن هناك الكثير من الأشخاص العاديين الذين يشككون في قدرة بالين على الفوز في انتخابات الرئاسة، إنهم يحبونها ويتمنون لها الفوز على أوباما ولكنهم لا يثقون في قدرتها على تحقيق هذا الأمر، وهذه هي المشكلة.

يدعم رأي ساباتو الدراسة الإستقصائية التي قام بها قادة ونشطاء حزب الشاي في Daily Caller، والتي وجدت أنه على الرغم من أن معظم أعضاء الحركة يحبونها ويدعمونها إلا أنه في الوقت نفسه لدى الكثيرين منهم تحفظات جدية حول امكانية ترشيحها لانتخابات الرئاسة، وقال البعض إن هناك سلبيات كثيرة جداً تمنعهم من ترشيحها، وأشار استطلاع حديث إلى أن أقل من خمس الجمهوريين يدعمون سارة بالين للترشح عن الحزب في انتخابات الرئاسة المقبلة.

ذكرت صحيفة الغارديان البريطانية أن تأكيدات سارة بالين بأنها ما زالت تناقش أمر ترشحها للإنتخابات مع أسرتها سيحسم التكهنات حول ما إذا كانت جادة في الأمر أو أنها تطلق هذه التصريحات من أجل وضع اسمها في دائرة الضوء لتسويق نشاطاتها الأخرى مثل عرضها الإخباري على الفوكس نيوز وبرنامج تلفزيون الواقع الذي تقدمه في ألاسكا.

لقد أشارت سارة بالين في حديثها للنيويورك تايمز إلى أنها كانت سعيدة للغاية بتجربتها السابقة مع جون ماكين وقالت إنها كانت تجربة رائعة ومثيرة للغاية، كما أكدت أنها تعلمت الكثير من تلك التجربة وأهم درس تعلمته هو أن تكون على حذر في تحديد من يمكن الوثوق بهم ومن لا يمكن الوثوق بهم في الساحة السياسية.