أثار سلام الزوبعي الأمين العام لحركة أبناء الرافدين حالة من الجدل السياسي في العراق، إذ طالت انتقاداته لجنة اختيار المرشحين للإنتخابات الأخيرة في القائمة العراقية. ويحدد الزوبعي في حديث لـ quot;ايلافquot; العديد من مواقفه المناهضة لقوى سياسية في بلاده، فضلاً عن حيثيات دعمه للبعثيين.


بغداد: اتهم سلام الزوبعي نائب رئيس الوزراء العراقي السابق رئيس حركة أبناء الرافدين لجنة اختيار المرشحين للإنتخابات الأخيرة في القائمة العراقية باستخدام أسلوب الإقصاء والتهميش للتخلص من أعضاء كتلته، وقال إن هؤلاء الأعضاء توجهوا إلى الخارج لجمع الأموال باسم القائمة بشكل طائفي مقيت وأشار إلى أن هيئة المساءلة والعدالة لاجتثاث البعث قد انتقمت لحركته بشمول هؤلاء الأعضاء بقرارات الإجتثاث. جاء ذلك في مقابلة للزوبعي مع quot;إيلافquot; اليوم في أعقاب مؤتمر صحافي عقده في بغداد أمس.

وأكد الزوبعي خلال اللقاء أنه يملك ملفات كثيرة quot;بأسماء الذين خانوا البلد وتسلموا أموالا ونفذوا أوامر خارجية وكذلك رجال أعمال لهم يد طولى في تحرك القائمة العراقيةquot; مشيرا إلى أنه جزء من العراقية، ولا يتقاطع مع رئيسها إياد علاوي quot;لأني اشترك مع علاوي في صفتين أولهما نبذ الطائفية، وقضية الإحترام الذي يجب أن يكون داخل أية قائمة وطنيةquot;، وأوضح أن quot;هناك مؤامرة يجري التخطيط لها لاشعال الفتنة من خلال إظهار الطاعة لحكومة المالكي لحين توليه المسؤولية ومن ثم الإنقلاب عليهquot;. وكانت هيئة المساءلة لاجتثاث البعث قد شملت بقراراتها اجتثاث رئيس جبهة الحوار الوطني صالح المطلك وعددا من أعضاء تنظيمه ومنعتهم من خوض الإنتخابات العامة التي جرت في اذار/مارس الماضي.

واختزلت إيلاف لقاءها الموسع مع سلام الزوبعي فيما يلي:

لماذا تكشفون الآن أوراق ومؤامرات بعض نواب القائمة العراقية؟

لأننا نعيش مرحلة تاريخية حرجة ونحن أمام خيارين في العراق إما ولادة شرطي جديد، وإراده خارجية، وإما ولادة إرادة وطنية وحكومة عراقية تلبي طموح هذا الشعب الذي قدم كل هذه التضحيات.

تتحدث عن صفقات خارجية وداخلية للقائمة العراقية، ماهي؟

أول صفقة وقرصنة سياسية في العراقية جاءت حينما أسند الأمر في ترشيح الأعضاء لخوض العملية الإنتخابية وكانوا مرشحين إلى لجنة يتحكم بها ستة أشخاص الذين أوصاهم زعيم القائمة إياد علاوي أن يبتعدوا عن المحاصصة وأن يعملوا بمعايير وطنية ولكن هذه اللجنة باعت المشروع الوطني بثمن بخس، فأصبحوا يتحكمون بالترشيحات وأصبح المشروع الوطني يغرد في واد غير الوادي الذي كنا اتفقنا أن نعمل عليه حيث قامت هذه اللجنة بأبشع عملية قرصنة وسرقة وتزييف وتلاعب على الشعب العراقي وقام أعضاء هذه اللجنة باجتثاث حركة أبناء الرافدين حيث أتلفوا الأسماء والملفات والوثائق الخاصة بالمفاوضات لحين ما أوصلونا إلى الوقت الحرج وقد عاتبنا علاوي على ما حصل من جريمة ومحاولة للتهميش والإقصاء لحركة أبناء الرافدين في القائمة العراقية ومع ذلك تنازلنا عن حقنا انطلاقا من زاويتين: الأولى، أن علاوي قال أمام خمسة شهود إنها مؤامرة وإن رئيس هذه اللجنة إنسان سافل (لم يذكر اسمه) وهذا بتقييم رئيس المشروع الوطني للقائمة العراقية، أما الثانية فقد تم رد اعتبارنا بعناية الهية عظيمة حينما حركت يد القدر هيئة المساءلة والعدالة لكي تجتث هؤلاء السته الذين أشرفوا على عملية الخيانة والسرقة لأصواتنا في القائمة العراقية، نعم المساءلة والعدالة ردت إلينا اعتبارنا.

ماذا تقول للنواب الجدد برغم أن هناك ظروفا ومؤامرات كما ذكرت حالت دون صعودك للبرلمان؟

إن العراق انتصر انتصارا عظيما عندما وصل إلى قبة البرلمان 325 نائبا عراقيا وعراقية كلهم يريدون العمل من أجل العراق ويحافظون على وحدته، وأعتقد أن البرلمان الحالي لن يكون كالبرلمان السابق أما أنا فمن العراقية وجزء لا يتجزأ منها رغم أنف الجميع الذين أرادوا أن يتصيدوا بالماء العكر وأعتقد أن النواب في هذه الدورة جاءوا بجهودهم الشخصية حيث باعوا أثاث بيوتهم وسياراتهم من أجل أن يوقفوا شراهة اللجنة التي تشرف على قبول التشريحات لأنهم فازوا بجدارة على الرغم من ذهاب بعض قيادتهم لكي يجمعوا الأموال من هنا وهناك بطريقة طائفية مقيته والأصعب من ذلك أن هذه الاموال ذهبت بأرصدة شخصية مبهمة لا يعرفها إلا الأقلية علما أننا لدينا وثائق وملفات عن مصادر الأموال والأرصدة المبهمة.

ولكن هناك من يقول إنكم تحصلون على تمويل من الخارج؟

أنا أتحدى أي حزب أو دولة أو مخابرات في أي مكان من العالم أن يثبت أنه أعطانا دولارا واحدا.

ما مستوى العلاقة التي تربطك بعلاوي؟

لن أسمح لنفسي أن أتقاطع مع علاوي بل أنا اشترك معه بصفتين الأولى أنه يقف موقفا مشرفا ضد الطائفية والثاني أنه يعاملني بكل احترام لذلك انا لست خصما له واتمنى له كل التوفيق لأنه يحتفظ بتاريخ نضالي مشرف ولكني اتقاطع معه بقضية واحدة وهذا رأيي الشخصي في ظل أجواء ديمقراطية أنه لا يحسن أحيانا كثيرة اختيار حاشيته علما أننا بعثنا برسائل وتقارير وتفاصيل إليه لتوضيح موقفنا في وضع بعض أعضاء قائمته.

وهل تلقيتم ردا من علاوي؟

تلقينا إجابة من أشخاص لا يجيدون الالف والباء في الكتابة وتواقيع مزورة وقد احتفظنا بها في ملف كامل وطبيعة الإجابات تؤكد أن علاوي لم يطلع على المعلومات التي تصلنا من جماعته فحاولنا مرارا وتكرارا أن نوضح الأمر له ولكن حالت بيننا وبينه حواجز مقصودة وعشرات من نقاط التفتيش إضافة إلى أن اغلب حراسه لا يجيدون اللغة العربية لذلك لم نصل إليه.

هل تعتقدون أن القائمة العراقية ستنقسم على نفسها في المستقبل؟

القائمة العراقية عبارة عن كيانات سياسية انتظمت بطريقة ما للوصول غلى الأرقام الإنتخابية فقط اما كمشروع سياسي فكل منها له صبغته.

هل ترفض القائمة العراقية كمشروع؟

لا، وإنما أرفض أن تكون هناك بعض الشخصيات في القائمة العراقية.

يقال إنك اخترت هذا التوقيت لفضح بعض الشخصيات في العراقية بحثا عن منصب؟

لا يتهافت على المنصب إالتافه.

أنت تمجد البعثيين ولكن أغلب عمليات الإرهاب يقف البعثيون وراءها كما نسمع في التصريحات الإعلامية؟

من 90% إلى 95% من البعثيين أصلاء، وأغلب وزرائنا في الحكومة العراقية بعثيون، ولا ينبغي إدراج البعثيين كلهم في خانات الإرهاب وهم الآن يبنون دولة معنا ولدينا في الحكومة وزراء بعثيون، ولكنني أتحدث عن البعثي الإنتهازي الذي يريد العودة إلى السلطة من جديد بكل الأثمان، لذلك نحن ضد إقصاء البعث.

هل يعتقد الزوبعي أن البعثيين قدموا في السابق شيئا للعراق أم هم وراء تأخيره؟

هؤلاء بنوا في السابق وشيدوا الجسور وأقاموا المفاعلات وسلحوا الجيوش لكن قتلوا ثقافة الإنسان وانتمائه الحقيقي للعراق وبمجرد ما تعرضت البلاد إلى اختبار وإذا بطوابير من الجواسيس ومن العملاء ومن الشيوخ المزيفين ومن اللصوص يدعمون هذا الإرهاب اللعين ويسرقون ثروات الشعب ويبيعونها بأبخس الأثمان.

يذكر أن القائمة العراقية قد هددت بمقاضاة الزوبعي بشأن اتهامه لقياداتها بأنها تمتلك أجندات خارجية، وقالت عضو القائمة عالية نصيف أن قائمتها تحتفظ بحقها في مقاضاته قانونا لأنه تحدث بكلام غير دقيق وفيه اسفاف كبير. وأكدت أن اتهامات الزوبعي لا أساس لها من الصحة ولاتعبر سوى عن شخصه، موضحة أنه يريد حصه من الأضواء الإعلامية ليس إلا. ونفت نصيف أن quot;يكون للزوبعي أية أدلة أو مستمسكات ملموسة تؤكد ادعاءاته التي أراد من خلالها استهداف قادة العراقية مؤكدة أن العراقية تمتلك مشروعا وطنيا لبناء الدولة على أساس القانون، وقالت إن اتهامات الزوبعي لاقيمة لها لأنه تحدث باسمه وليس كونه من أعضاء العراقية.