فتح عزت الشابندر النائب عن ائتلاف دولة القانون الملفات المسكوت عنها في تشكيل الحكومة العراقية، مشيراً في حديث خاص لـ quot;ايلافquot; إلى أن إياد علاوي زعيم القائمة العراقية مسؤول عن تشتت قائمته، نظراً لافتقاره إلى مشروع وطني، وألمح الشابندر إلى ان المالكي سيتمرد على حزب الدعوة.


بغداد: قال عزت الشابندر النائب عن ائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي إن إياد علاوي زعيم القائمة العراقية مسؤول عن تشتت قائمته لأنه عمل على شخصنة القضية ولم يكن له مشروع وطني راسخ، وأشار الشابندر في حديث خاص لـ quot;إيلافquot; إلى أن المالكي سيتمرد على حزب الدعوة الذي يقوده إذا لم يقتنع الحزب أن المجيء للسلطة يتطلب منه انفتاحا وطنيا وليس انغلاقا تكتليا، واقر بأنه قد أقنع صالح المطلك في الدخول إلى الحكومة مقابل تطمين مخاوفه وتبديد شكوكه. إلى ذلك تحدث عزت الشابندر في حواره مع quot;إيلافquot; عن عدد ليس بالقليل من القضايا ذات الصلة بالواقع الحزبي والسياسي في العراق.

النائب العراقي عزت الشابندر

كنت في القائمة العراقية وانتقلت إلى قائمة المالكي وتصرح بأن إياد علاوي فاشل .. لماذا؟

لو كان إياد علاوي ناجحا لبقينا معه، فهو لا يمتلك برنامجا ويتحمل مسؤولية انقسام أفراد القائمة العراقية لأنه دفعهم للتشتت والتفرق عدا أنه اعتمد الشخصنة، وأعني بالكلمة الأخيرة شخصنة المشروع وشخصنة القائمة العراقية، بينما كان عليه أن يكون مدركا منذ البداية أنه بحاجة إلى مشروع وطني راسخ، وأن يكون مثلا أعلى وقدوة، لكن طوال سبعة أشهر وأعضاء القائمة العراقية يرون علاوي يقاتل للحصول على منصب رئيس الوزراء لنفسه دون غيره، وعندما أصابه اليأس من ذلك صار يقاتل للحصول على منصب رئيس الجمهورية، ولما فشل في ذلك أيضاً صار يسعى للحصول على منصب تنفيذي، فجاء به أعضاء العراقية للحصول على رئاسة الوزراء، ولما فشل وعجز عن تحقيق ذلك أدركوا عدم قدرته على فعل شيء.

الحكومة الجديدة صنيعة طهران والمالكي فرضته إيران؟

ربما تكون إيران قد انتصرت على أميركا في العراق، لكن إيران لم تسجل أي انتصار سياسي، كما أنها لم تمتلك تأثيرا على الساسة العراقيين، ولو عدنا للبداية نجد أن إيران كانت قد اختارت إبراهيم الجعفري لكنها لم تنجح في فرضه، ثم اختارت عادل عبد المهدي ولم تنجح في تمريره، ثم جعفر الصدر ولم تنجح أيضا في تنصيبه، ولهذا اضطرت إلى القبول بالمالكي ولو كانت ايران قد نجحت في العراق لجعلت عمار الحكيم يقبل بالمالكي، أو لأجبرت مقتدى الصدر على القبول به منذ البداية. الحقيقة أن التدخلات الخارجية لم تنجح في العراق حتى أميركا لم تنجح في فرض ما تريده، فالساسة العراقيون استثمروا التدخل الخارجي، كل واحد وفق مصلحته وهذا أمر مفهوم.

كيف أقنعت صالح المطلك بالإشتراك في الحكومة المقبلة؟

صالح المطلك رجل أفهمه جيدا وأستطيع قراءة مواقفه بشكل سريع والتفاهم معه أكثر من غيره، وهو أمر سهّل عملية الإقتراب من بعضنا البعضوتشجيعه على تبديد الهواجس والشكوك التي كان يعيشها تجاه بعض الأفراد، فالرجل كان إيجابيا على الرغم مما يعيشه من هواجس وشكوك، وفي ظني أن إشراك صالح المطلك المشمول باجتثاث البعث في الحكومة هي الخطوة الموضوعية تجاه المصالحة الوطنية، حيث تحقق مشاركته في الحكومة المصالحة الوطنية أكثر من غيره، كما أنه يتمنى التعايش مع رغبة الواقع الجديد لكن عنده هواجس وشكوك عملنا على تبديدها بشكل او بآخر.

انتقد الكثيرون توزيع أسامة النجيفي رئيس البرلمان 200 مليون دينار على مناطق سنية؟

لاشك أن العدد الأكبر من القادة العراقيين ليسوا بطائفيين، لكن هناك عوامل أدت إلى حدوث هذا الواقع حيث تحركت نوازع وعوامل الطائفية بعد سقوط صدام حسين ومن هنا أصبح هناك سباق حائر بين القادة والواقع العراقي والقادة إن لم يكونوا كبارا وكانوا هواة فإنهم كثيرا ما ينساقون مع هذه الظاهرة ويصبحون أسرى لها، لكن إن وجد هؤلاء القادة نجاحا وثقلا للمشروع الوطني فإنهم سيميلون نحوه،هناك صراع بين المشروع الوطني والمشروع الطائفي لكن إن تلمسوا المشروع الوطني ارتفعوا إليه غير أن الواقع العراقي الحالي مؤسف حيث لم نجد من يعطي صوته للمشروع الوطني وتم التصويت للطائفة.

هناك صراع شديد بين طارق الهاشمي وصالح المطلك على منصب نائب رئيس الجمهورية، ويقال إن هناك تدخلا قطريًا سوريًّا بهذا الشأن؟

حل هذا الموضوع سهل وواضح وأظن أن تشكيلة الحكومة ستعتمد مجموعة من النقاط، منها عدد المقاعد لكل كتلة والذي سيكون حاسماً، أما بالنسبة إلى منصب نائب رئيس الجمهورية فإنه بحساب عدد المقاعد مثلا فإن طارق الهاشمي له 7 مقاعد في حين يمتلك المطلك 24 مقعدا لهذا فإن الأمر يمكن حسمه بسهولة وهنا يضعف الدور السوري أو القطري أو غيره وبشكل عام يضعف الدور العربي في هذه النقطة تحديدا أمام الحساب وبغض النظر عن الدور القطري السوري، فإن الإشكالية التي يواجهها المطلك تكمن في شموله باجتثاث البعث ضمن قانون المساءلة والعدالة ومدى إمكانية رفع الإجتثاث عن المطلك قبل تشكيل الحكومة أو بعده.

يقول نواب إن الوزارات الأمنية تباع الواحدة منها بصفقات وصلتإلى5 ملايين دولار؟

سمعنا عن وجود (سوق مفتوحة) لبيع الوزارات والمناصب، لكنني شخصيا لم أتعرض لمثل هذا الموقف حيث لم يأت إليّ أحد ما ليبيعني أو يشتري مني، لم يقترب أحد مني في كلا الإتجاهين.

هل تعتقد أن المالكي سيتمرد على حزب الدعوة ويصبح زعيما وطنيا؟

قناعتي الوجدانية الخاصة أن نوريالمالكي يضمر رغبة جامحة في أن يكون قائدا لكل العراقيين وهو الإسلامي المتشدد الديني صاحب نظرية الدولة الإسلامية، وجدته يتخلى عن ذلك ليس لضعف تدينه ولكن لإدراكه وقناعته أن العراق بلد متلون الأعراق والمذاهب، ومن يملك التخلي عن عقيدة دينية مترسخة ومتجذرة من أيام حكم صدام حسين فإنه لن يكون يسيرا عليه عندما تتعارض توجهاته كزعيم وقائد سياسي أن يتخلى عن أفكار لا يصلح تطبيقها في بلد كالعراق. وأنا لا أستبعد احتمالية نشوب صراع بين الرجل الواعد وبين حزب، ثقافته هي هذه، ولم ترتق لحد الآن إلى ثقافة قائد متعدد الأطياف، وينبغي على كل الأحزاب التي تنمو ضرورة الإنغلاق، لكنها حين تصل إلى السلطة تجد نفسها أمام حالتين إما أن تكون منفتحة وحاكمة أو أن تكون منغلقة وحاكمة وهي أمام احتمالين إما تنجح أو تفشل وفي هذه الحالة ليس ضروريا أن يكون المالكي جزءا منها.

كيف تقيّم علاقة المالكي بحزب الدعوة طوال الأربع سنوات الماضية؟

أعتقد أنه في الأربع سنوات الماضية نجح المالكي في الخروج من الحزب في أكثر من واقعة فمثلا الخطاب العام عن المصالحة الوطنية الذي أطلقه ثم تراجع عنه لأسباب تكتيكية، إضافة للخطاب العلماني وهو الخطاب العام الذي أعلنه المالكي وتراجع عنه أيضاquot;، ثم خروجه عن التحالف الوطني قبل الإنتخابات وتشكيله ائتلاف دولة القانون وهوأمر أصر عليه عكس رغبة حزب الدعوة الذي كان له رأي معاكس، وغيرها من الوقائع التي نستنتج منها أن المالكي كان يتعامل بمنظور استراتيجي ويتراجع تراجعا تكتيكا، وأظن أنه سيعاود تحركاته الإستراتيجية وخطابه الوطني الذي يتوجه به ليكون قائدا وسيكون هناك صراع بين توجهات المالكي كزعيم وطني وبين حزب الدعوة.

التيار الصدري الشيعي منح المالكي فرصة الولاية الثانية.. أليس لتوجهه الوطني؟

التيار الصدري لم يمنح شيئا لأن المالكي كان قويا بصموده وإبقاء كتلته متماسكة وهو الأمر الذي منحه والآخرين الأسباب ليفوز بولاية ثانية، كل من حوله تشتت والوحيد الذي بقي ثابتا كان المالكي. فجاءه الآخرون و لو نعرف كم خطا أحمر فرض عليه لأدركنا الموقف وكان عليه أن يتنحى ويبقى منصب رئاسة الوزراء لكتلته دولة القانون، ولو تمت معرفة حجم الضغوطات الإقليمية التي مورست من أجل إقصائه لكنه بقي ثابتا. كنت أناقش زملاء ساسة كثيرين عارضوا رأيي، وكنت أقول إن المالكي سيتولى الوزارة لدورة أخرى وكانوا يضحكون مني، بل واتخذوا من أحاديثي موضوعا للتندر لكن الجميع يقول اليوم لقد هزمنا فلم يتوقعوا ذلك. أسامة النجيفي مثلا قبل ساعات من عقد جلسة مجلس النواب كان يقول quot;على جثتي يصبح المالكي رئيسا للوزراءquot;، لكنه كان أول من حصل على منصب في القائمة العراقية. أنا لا أقول إننا يجب أن نصفق ونهزج للرجل الآن، لكن على الأقل يجب أن نتعاون معه ونساعده على تجاوز العقبات وأن نكمل ما يحتاجه من عوامل نجاحه لتجاوز الأزمة. يجب أن نتعاون ونتكامل معه وهو ما قاله رافع العيساوي للمالكي قبل يومين quot;نتعاون ونتكامل معك ونعترف أنك انتصرت في هذه المعركةquot;.

هل تعتقد أن الحكومة ستوفر للشعب الخدمات والوظائف وتقضي على الفساد؟

أنا إسلامي ومؤمن بالله وعندي قراءة للدين والتاريخ بنهج ديالكتيكي، لكني أؤمن أن للتاريخ حركة وقانونًا يقف الله وراءهما وأن هناك حكمة وراء قيادة الأرض من قبل الإنسان التي أوكلها الله له، والعراق بلد له دور كبير وراء حركة التاريخ وصناعة الأشياء. العراق بلد له شأن في العالم، ومن ناحية واقعية فان هذا المخاض ومعاناة العراقيين من نساء ورجال واطفال فهو مراس مهم من اجل الوصول إلى نتائج إيجابية، وعمليا نحن نكاد نلمس شيئا من الإيجابيات: مثلا مجلس النواب وتطور النائب وتهيئته ليحاسب المسؤول، عندنا في العراق حصل تطور حيث تم الإنتقال من انتخاب النواب من الدائرة المغلقة إلى المفتوحة، مجلس جديد من الممكن أن يكون أساس البلد وأهم مؤسسة فيه تتولى بكفاءة محاسبة المسؤول وتكون حاكما ورقيبا ومليا نحن نكاد نتلمس هذا الدور بشكل صحيح وبلد كالعراق يمتلك إمكانيات أن يكون عامرا ومعمرا.