دخلت الأجواء الكويتية أمس مرحلة الترقب والقلق بعد أن تخلل ندوة سياسية مضادة للحكومة، عنف واعتداء على ناشط، ذا توجه سياسي مخالف لرواد الندوة، وسط سيناريوهات قاتمة بأن الناشط المعتدى عليه دخل مرحلة صحية حرجة للغاية.


الكويت: أبلغت مصادر كويتية طبية رفيعة quot;إيلافquot; بأن الناشط السياسي الكويتي والمرشح السابق لإنتخابات مجلس الأمة الكويتي محمد الجويهل قد دخل مرحلة صحية حرجة، وأنه يرقد على أحد الأسرة في غرفة العناية الطبية المشددة في المستشفى الأميري في قلب العاصمة الكويتية.

وذكر ذات المصدر أن نتائج الفحوصات التي أجريت له منذ إدخاله في ساعات المساء أمس الى المستشفى ستظهر ظهر اليوم، وسط صعوبة بالغة في وضعه الصحي، بعد الإعتداء عليه ليلا خلال حضوره ندوة سياسية أقامها أعضاء في البرلمان الكويتي، تحت عنوان quot;إلا الدستورquot; على خلفية الخلاف القائم راهنا بين الحكومة والبرلمان بسبب طلب النيابة العامة رفع الحصانة عن النائب فيصلم الملسم إثر قضية ضده حركها بنك برقان.

ووفقا لمعلومات quot;إيلافquot;، فإن شرارة الأزمة بدأت بعد نحو نصف ساعة من انطلاق ندوة quot;إلا الدستورquot; التي عقدت في منزل النائب أحمد السعدون رئيس كتلة العمل الشعبي المعارضة في البرلمان الكويتي، إذ فوجئ الآلاف من رواد وحضور الندوة وعددهم بالآلاف، وقد نصبت لهم شاشة عرض كبيرة لعرض ما يدور داخل الندوة، بوصول الناشط السياسي الكويتي محمد الجويهل، لأخذ مكانه على أحد المقاعد الخاصة بحضور الندوة.

وتعرّض الجويهل لبعض التحرشات من الحضور الناقم عليه بسبب آراء ومواقف سابقة له، إذ بدأ البعض بإستفزازه بالمقارنة بينه وبين النائب مسلم البراك، إلا أن الجويهل قام بالبصق على الشاشة حين ظهر عليها النائب البراك، فما كان من الحضور إلا أن هجموا على الجويهل، وبدأو بالإعتداء المبرح عليه، الأمر الذي سقط معه الجويهل أرضا مضرجا بدمائه.

وحال التواجد الأمني البسيط في الندوة دون إنقاذ الجويهل من أيدي المعتدين، قبل أن تصل الى موقع الندوة تعزيزات أمنية أنقذته، وحملته على متن سيارة إسعاف الى المستشفى الأميرى، وهو مغمى عليه وقد ظهرت على جسده بعض الإصابات العميقة.

وبعد الاعتداء على الجويهل، استمرت الندوة في ساعات المساء أمس داخل منزل السعدون، الذي دعا الحكومة الى حضور الجلسة الخاصة غدا، أو أنها ستجابه برد فعل لاتتوقعه، وخيارات تصعيدية تتجه الى أقصى مدى يسمح به الدستور من المساءلة السياسية، مبينا ان عدم حضور الحكومة هو بمثابة تصعيد سياسي، مؤكدا ان الاجتماعات النيابية، والندوات ستستمر، ولن تتوقف إلا في حال قيام الحكومة بسحب طلب رفع الحصانة عن المسلم، مشيرا إلى ان رفض الحكومة حضور الجلسات عبث لن يمر مرور الكرام.

وشهدت الندوة خطابات ناقدة بقوة للحكومة، بلغت حد المطالبة برحيلها، والإتيان برئيس وزراء من الشعب وليس من الأسرة الحاكمة، علما أن هذه المطالبات التي جاءت في الندوة على لسان المنتدين تتعارض تماما مع الدستور الكويتي الذي يوكل هذه الإختصاصات حصريا الى أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح، الذي يغادر بلاده صباح الاثنين متجها إلى دولة الإمارات العربية المتحدة لحضور أعمال قمة مجلس التعاون الخليجي على مستوى القمة، وتستمر يومين.

وعلى وقع دم الجويهل الذي سال في الندوة، ظهرت العديد من المطالبات الرسمية في الداخل الكويتي للحكومة والأجهزة الأمنية بضرورة ضبط الأوضاع الأمنية، ومنع إنفلاتها، وتوسعها مستقبلا بما يضر الساحة السياسية، خصوصا وأن المنتدين أمس قد أكدوا أنهم لن يتقفوا عن عقد سلسلة ندوات في القريب العاجل، تعقد في عموم الكويت، خصوصا إذا ما فشلت جلسة البرلمان الخاصة غدا، الأمر الذي ينذر بتصعيد شديد بين الحكومة والبرلمان.