دبي: كشف مؤتمر الإمارات الأول للصحة النفسية الذي عقد في دبي صباح السبت عن عجز واضح في مختلف تخصصات الصحة النفسية سواء بين الكوادر الطبية أو التمريضية وعن نقص حاد في منشآت الصحة النفسية بمختلف إمارات الدولة ، لدرجة أنه لا يوجد في الإمارات الشمالية ودبي سوى مستشفى واحد مستقل و متخصص في علاج مختلف التخصصات النفسية والإدمان وهو مستشفى الأمل في دبي والتي لم تعد صالحة لإستقبال المرضى نظراً لحاجتها العاجلة للإحلال والتجديد، لكونها تعد من بين أقدم مستشفيات الطب النفسى في منطقة الخليج.

غير أنه بسبب قلة الإمكانيات والعجز الشديد في الكوادر الطبية والتمريضية أجبر المستشفي علي تخفيض عدد الأسرة المخصصة لعلاج مرضي الإدمان إلي 15 سريراً بدلاً من 45 حيث أن إجمالي عدد الأسرة بها 85 سريراً فقط منها 35 في قسم الرجال و 30 في قسم النساء و 15 لعلاج حالات الإدمان، رغم أنها تضم عدداً من الحالات التي يعاني أصحابها من الإصابة بالأمراض النفسية الشديدة كالانفصام والهوس و الإكتئاب بمختلف أنواعه.

وأكدت صالحة بن ذيبان، مديرة مستشفى الأمل للصحة النفسية في دبي، أن هناك قائمة انتظار طويلة من المرضى النفسيين والمصابين بالادمان لا يقوى المستشفى على استيعابهم، مما يتطلب تدخلاً عاجلاً وسريعاً لإنقاذ هؤلاء المرضى الذين لا يقوون على التعبير عن آلامهم واحتياجاتهم .

وطالبت مديرة مستشفى الأمل في دبي بدمج الصحة النفسية بالصحة العامة لأن هناك ارتباطاً وثيقاً بين الصحة النفسية والأمراض المزمنة، لافته إلى أن الإمارات تعد ثاني دولة على مستوى العالم من حيث عدد المصابين بالسكري و حتى الأن لا يوجد أخصائي نفسي واحد في أي مركز لعلاج السكري بالدولة

من جانبه أوضح الدكتور محمود فكري وكيل الوزارة المساعد لشؤون السياسات الصحية أن مختلف دول المنطقة تعاني من نقص حاد في مختلف تخصصات الصحة النفسية سواء بين الكوادر الطبية أو التمريضية، حيث بلغ نصيب الطبيب الواحد بالمنطقة مليون شخص مريض نفسي ، مؤكداً أنه بالرغم من ذلك العجز الواضح في تلك الكوادر ، غير وزارة الصحة الاماراتية نجحت في إدراج برنامج تقديم خدمات الصحة النفسية في 14 مركزاً صحياً في دبي والإمارات الشمالية من خلال الرعاية الصحية الأولية ضمن مبادراتها الإستراتيجية.

و أوضح أن هذا المؤتمر يأتي تطبيقا لإستراتيجية الوزارة ضمن خطتها لتعزيز الصحة النفسية كأحد الجوانب الهامة لمفهوم الصحة، لافتاً أن المؤتمر يعد الأول من نوعه على مستوى الدولة لتعزيز دور الرعاية الصحية الأولية في مواجهة العبء المتزايد لهذه الأمراض وتوفير كافة المتطلبات حتى تؤدي الرعاية الصحية دورها بكفاءة في هذا المجال الحيوي.

وقال : ترى منظمة الصحة العالمية أن التعامل مع امراض الصحة النفسية على مستوى العالم دون المستوى المطلوب من حيث التشخيص والعلاج وخاصة على مستوى الرعاية الصحية الأولية ، حيث أن 80 % من حالات الاكتئاب ndash; على سبيل المثال- يمكن علاجها بكفاءة بالرعاية الصحية الأولية ولكن الواقع عالميا أن أقل من 25% من الذين يعانون من الاكتئاب يتلقون مثل تلك الرعاية، وهناك كثير من الدول تقل النسبة فيها الى 10%.