أوصى قاض سويسري يوم الخميس بتوجيه تهمة المتاجرة بالتكنولوجيا والمعلومات لغرض تصنيع اسلحة نووية الى ثلاثة رجال سويسريين.


يمكن ان تجهض محاكمة أب وولداه في سويسرا ، جهود وكالة المخابرات المركزية الاميركية على امتداد سبع سنوات لإخفاء علاقتها بهذه العائلة التي اندس افرادها في السوق السوداء للأسلحة النووية.

ويهدد تقديم المتهمين الثلاثة الى محاكمة علنية بالكشف عن اسرار دفينة لدى وكالة المخابرات المركزية إذ حاول محامو الدفاع حماية موكليهم بالقول انهم كانوا يعملون لصالح الوكالة. كما يمكن ان ينال مثل هذا الكشف من سجل ادارة الرئيس الاسبق جورج بوش التي تباهت بتفكيك شبكة المتاجرة بالاسلحة النووية على انه نصر كبير حين يتضح خلال المحاكمة ان الكثير من نشاط هذه الشبكة ما زال مستمرا.

وقال القاضي السويسري اندريس مولر في مؤتمر صحافي في بيرن ان القضية اشبه باللغز quot;وإذا ربطتَ بين قطع اللغز ستتضح لك الصورة كاملةquot;.

ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مصادر في بلدان مختلفة ان المتهمين الثلاثة كانوا مشاركين في ادارة شبكة عبد القدير خان ، مهندس البرنامج النووي الباكستاني. وبحسب مسؤولين سابقين في ادارة بوش فان الأب وولديه عملوا مقابل ملايين الدولارات لحساب وكالة المخابرات المركزية ايضا بتقديم معلومات عن نشاطات شبكة خان التصنيعية والتجارية التي امتدت من ايران الى كوريا الشمالية. والأكثر من ذلك انهم ساعدوا المخابرات الاميركية بزرع عيوب في معدات أُرسلت الى بعض هذه البلدان.

وكانت ادارة بوش سعت جاهدة الى حماية الأشخاص الثلاثة من الملاحقة القانونية ذاهبة الى حد اقناع السلطات السويسرية بإتلاف معدات وازالة معلومات عُثر عليها في كومبيوترات المتهمين الثلاثة في بيوتهم ومكاتبهم. ويرى مراقبون ان مثل هذه الافعال يمكن ان تعرقل الجهود الرامية الى محاكمتهم.

وكان معروفا منذ عام 2008 ان فريدريش تينر وولديه اورس وماركو جواسيس يعملون لصالح وكالة المخابرات المركزية. ولكن توصية القاضي مولر بمحاكمتهم تشكل نقطة انعطاف في التحقيق. فان من شأن المحاكمة ان تعيد فتح ملف ظلت باكستان تؤكد انه أُغلق. كما يمكن ان تفضح المحاكمة عمليات اقتحام بيوت ومكاتب قام بها عملاء وكالة المخابرات المركزية في سويسرا وتسلط الضوء على قرار لا تفسير له اتخذته الوكالة بعدم مصادرة نسخ الكترونية لعدد من التصاميم الخاصة بانتاج قنبلة نووية عُثر عليها في كومبيوترات عائلة تينر.

وكان احد هذه التصاميم لقنبلة ذرية صينية قديمة وتصميمان أحدث من برنامج باكستان النووي ، كما افاد محققون من بلدان مختلفة. وفي النهاية عُثر على هذه التصاميم في كومبيوترات اعضاء ينتمون الى شبكة عبد القدير خان. واثار هذا الأمر مخاوف المحققين من ان تكون هذه التصاميم وجدت طريقها الى ايران وكوريا الشمالية وربما الى بلدان أخرى.