تكشف تقارير إعلامية عن أن بعض الدول تجري اتصالات مكثفة معالمهندسينوالعلماء النوويينأمثال عبد القدير خانمن أجل إستمالتهم والاستفادة من خبراتهم،وبحسب مسؤولين في المخابرات الأميركية فإن هذه المعلومات جرى جمعها طوال الشهور السبعة الماضية.

أشرف أبوجلالة من القاهرة: في تطور مثير من نوعه، أفادت التقارير الاجنبية بأن هناك اتصالات تجري حالياً من قِبل العديد من الحكومات مع العلماء والمهندسين والممولين المشاركين في شبكة quot;عبد القدير خانquot; لتهريب المواد النووية، في محاولة لإغراء هؤلاء المختصين وإعادتهم للعمل من جديد. وتقو صحيفة واشنطن تايمز الأميركية إن هذا التطور جاء ليثير القلق لدى وكالات الاستخبارات الأميركية من احتمالية إعادة ظهور شبكة الانتشار النووي التي كان يُعتقد أنها أُغلِقت منذ سنوات.

ونقلت الصحيفة في هذا الإطار عن اثنين من مسؤولي المخابرات الأميركية وغيرهم من المسؤولين الأميركيين المطَّلعين على التقارير الاستخباراتية، قولهم إن المعلومات التي جرى تجميعها على مدار الأشهر السبعة الماضية قد أظهرت أن عملاء من عدة حكومات أجنبية، بما في ذلك البرازيل، وبورما، وإيران، ونيجيريا، وكوريا الشمالية، والسودان، وسوريا، قاموا بملاحقة أعضاء تلك الشبكة التي سُمِّيَت على اسم عبد القدير خان، هذا العالم الذي يعد الأب الروحي للبرنامج النووي في باكستان.

وفي تصريحات نقلتها عنه الواشنطن تايمز، قال ضابط كبير في المخابرات الأميركية :quot; لقد اقترحوا عليهم الخروج من حياتهم التقاعدية والعودة لمزاولة أنشطتهم السابقةquot;. ومع هذا، فقد شدد هذا المسؤول على أن الاتصالات التي لوحظت خلال الأشهر الأخيرة لا تعكس بالضرورة قراراً على مستوى الدولة من جانب بلدان مثل البرازيل ونيجيريا بشأن الانتشار النووي، ولفت إلى أن الأشخاص الذين يقومون بهذا الأمر قد يكونوا أناساً يتصرفون من تلقاء أنفسهمquot;. كما حذر مسؤول استخباراتي آخر من أن آخرين في المجتمع الاستخباراتي قد ناقشوا التقييم حول ما إن كانت الحكومات قد اتصلت بالأشخاص المتبقين من شبكة عبد القدير خان أم لا.

ثم تشير الصحيفة، بحسب مقابلات أجريت من قبل مع خان، إلى أن تلك الشبكة سبق لها أن قامت بتزويد كل من إيران وليبيا وكوريا الشمالية في الفترة ما بين ثمانينات القرن الماضي حتى أُغلِقت في 2003 و 2004، بـ quot;معدات أوليّةquot; لتخصيب اليورانيوم، وذلك استناداً إلى وجود أعداد كبيرة من أجهزة الطرد المركزي هناك. وكان تحليل سري قد أماط النقاب مطلع الشهر الجاري عن وجود أدلة تبين أن عناصر تابعة لشبكة عبد القدير خان ربما بدأت تعاود من جديد لمزاولة نشاطها.

وتؤكد الصحيفة كذلك على أن تلك الشبكة المؤلفة من اختصاصيين متقاعدين اعتادوا على العمل مع عبد القدير خان، قد أصبحت الآن مثار تخوف مسؤولي الاستخبارات الأميركية من احتمالية عودتها لمزاولة نشاطها النووي السابق. وقال ضابط رفيع المستوى في المخابرات الأميركية إن الدول التي تلاحق عناصر الشبكة، سبق لهم أن أبدوا جميعاً اهتمامهم بتوظيف أشخاص كانوا مرتبطين بشبكة عبد القدير خان. في ما تلفت الصحيفة من جانبها إلى أن الشبكة تضم جنسيات مختلفة من جميع أنحاء العالم، وإن كانت هناك مخاوف محددة من عناصرها بأوروبا الشرقية.

ونقلت الصحيفة في النهاية عن جورج ليتل، الناطق باسم وكالة الاستخبارات الأميركية، قوله quot;إن التشويش على شبكة عبد القدير خان كان نجاحاً استخباراتياً حقيقياًquot;. وأكد ضابط بارز في المخابرات الأميركية على أن بعضاً من أعضاء الشبكة قد أفلتوا من الملاحقة القضائية بسبب مخاوف من إقدامهم على الاختباء. وفي حالات أخرى، تبين أن أنشطة التهريب الخاصة بهم لا تنتهك القانون في البلدان التي يقيمون بها أنشطتهم.