رصدت quot;إيلافquot; طموحات بعض الشباب في الإمارات وأمنياتهم مع اقتراب عام 2011، حيث رغب معظمهم في حياة أكثر رفاهية من خلال تأمين مداخيل مادية، تحقق لهم مزيدًا من الرخاء، بعدما أصبحت الكماليات جزءًا أساسيًّا من حياتهم، لا يمكنهم العيش من دونها.
دبي: تتفاوت آمال الشباب الإماراتي وأحلامه باختلاف المناخ الاجتماعي والظروف الحياتية والخبرات المعيشية، فبينما يخطط البعض لحياته ومستقبله الشخصي، يتطلع آخرون إلى مجتمعاتهم، فيطمحون إلى رؤى تتجاوز مصالحهم الفردية، لتصل إلى القضايا العامّة والإنسانية.
وتشكل ولادة عام جديد علامة فارقة في حياة العديد من الناس، الذين غالبًا ما يراجعون إنجازاتهم وإخفاقاتهم طوال سنة، حملت في طياتها التحديات والفرص على حدٍ سواء، كما تحفل بداية العام بالكثير من التوقعات والطموحات للشباب الراغبين في غدٍ مشرق وأكثر انجازًا.
اليخت من الضروريات الشبابية
فها هو جواد محمد ( 22 عامًا- طالب جامعي) يسعى إلى التخرج هذا العام من قسم الهندسة، وأول طموحاته quot;الوظيفةquot;، معتبرًا أنها جواز العبور نحو الاستقلالية المادية عن أهله. وردًّا على سؤالنا حول أهمية النجاح والعلم كقيمة، أجاب quot;الشهادة بحدّ ذاتها لا معنى لها ndash; بالنسبة إليه ndash; ولكن أهميتها تكمن في ما يحققه الفرد من خلالها من منافع مادية وقيمة اجتماعية تحقق له مركزًا مرموقًا. quot;لذلك فهو حريص على النجاح من أجل العمل، لا من أجل العلم. جواد، وإن كان ينتمي إلى عائلة ميسورة، تؤمّن له احتياجاته كافة، إلا أنه يرغب في الوظيفة من أجل الحصول على ما يعتبره الأهل من quot;الكمالياتquot;، ويراه هو من الضروريات، كشراء يختٍ صغير، لأنه من هواة الرياضات البحرية.
التدريب الإعلامي وسيارة فاخرة
أما خليفة علي (23 عامًا) فيرى أن الفرص التي تمنحها الدولة للمواطنين ممتازة، وما على المواطن الإماراتي سوى إثبات جدارته وتفوقه كي يحظى بنصيبه في تأمين مستقبله، لذلك فهو لا يهدف إلى quot;تجميع المالquot;، بل جلّ طموحاته هذا العام أن يحظى بتدريبٍ جيد في ميدان اختصاصه الإعلامي، بما يؤهله لأن يحتل منصبًا مرموقًا براتب مميز، كما يخطط لرحلة إلى الدول الأوروبية هذا العام، لأنه من عشّاق السفر، ويسعى كذلك إلى شراء سيارة أحلامه الفارهة لعام 2011.
الزواج والاستقرار أمنية نسائية
من جهتها، تشير نورا عمر (25 عامًا - خريجة كلية التقنية وتعمل في إحدى المؤسسات) تشير إلى أنها تطمح أن يكون هذا العام quot;غير عادي، ولا مملٍ في حياتهاquot;، متمنية أن تجد شريكًا مناسبًا لها، رغبة منها في تكوين أسرة، ولا سيما أنها تحمل شهادة عالية وتحتل وظيفة جيدة، تؤمّن لها حاجياتها كافة، ولم يبق أمامها سوى الارتباط بالشخص المناسب.
لم تبدِ نورا تمنيات أخرى سوى رغبتها في إنقاص وزنها، معربة عن أن عام 2011 سيكون رياضيّا بالنسبة إليها ما يتطلب منها إجراء تغيير جذري في سلوكيات حياتها اليومية وعاداتها الغذائية.
العمل التطوعي لمساعدة المحتاجين
بدا منصور حسن (30 عامًا) غير مكترث بحلول العام الجديد، وأشار إلى أنه لا يريد أن يتوقع لنفسه شيئًا بعينه لأن quot;العكوساتquot; ستكون حاضرة ناضرة. مؤكدًّا أن على المرء أن يكون متواضِعًا في أحلامه وآماله كي لا يُصاب بالإحباط، لذلك فهو لم يتمنّ شيئًا، بل طالب الشباب بالخروج عن القوقعة الذاتية والتمنيات الفردية والنظر إلى البشر ككل، متسائلاً quot;كيف لي أن أبذل 300 ألف درهم من أجل اقتناء سيارة تراود مخيلتي، بينما لا يجد آخرون ما يسدّ رمقهم في أنحاء أخرى من العالمquot;.
لذلك فهو يرى أن بداية العام مناسبة جيدة للنظر في معاناة الآخرين ومساعدتهم، ولا سيما أن الكوارث ألحقت الضرر بالملايين هذا العام، معربًا عن رغبته في المشاركة بالعمل التطوعي من أجل مساعدة فقراء باكستان المتضررين جراء الفيضانات، وجمع التبرعات من أجل أطفال غزة المحاصرين.
منصور ختم حديثه بدعوة الشباب المواطن إلى الحدّ من quot;التبذيرquot; والتوجه نحو الاستثمار والعمل التجاري والصناعي بما يضمن للمرء معيشة كريمة دون الاتكال الكلي على عطاءات المؤسسات الحكومية، معتبرًا أن دوام النعمة يكون بحسن التدبير، ومطالبًا المؤسسات الاجتماعية بالحرص على نشر الوعي الاجتماعي والمدني بين الشباب الصاعد.
وتتمنى ريما صالح (32 عامًا - تعمل مدرسة لغة عربية) أن يكون عام 2011 عام التخلص من السلوكيات السيئة التي تجتاح المجتمع، مشيرة إلى أن معظم وقت الناس يهدر أمام الشاشات بين الانترنت وبلاك بيري، ما ينذر بكارثة اجتماعية. على الصعيد الشخصي فإن ريما تطمح لإنشاء حضانة للأطفال لكونها تمتلك المهارات والخبرات التربوية الملائمة، كما إن المشروع يضمن لها دخلاً جيدًا، يتيح لها مواجهة الحياة دون الاعتماد على مساعدة أحد، ولا سيما أن quot;قطار الزواجquot; قد تعداها على حد قولها.
موزة أحمد سيف (28 عامًا) اعتبرت أن الحياة بعد الجامعة وما قبل الزواج، تختلف اختلافاً جذرياً عنها خلال الجامعة، مع ما يرافق ذلك من طموحات تتناسب مع كل مرحلة، ففي الجامعة كان طموحها الوصول إلى أفضل علامات دراسية، بينما أصبح أكبر طموحها الآن هو إثبات جدارتها في عملها والتخلص من تبعيتها لعائلتها.
كما تعمل على تنمية بعض المواهب للترفيه عن نفسها، معتبرة أن مشكلة معظم الشابات الإماراتيات تكمن في quot;العنوسةquot; المتفشية جراء تفاقم عدد الإناث من جهة ومتطلبات الحياة من جهة أخرى، منتقدة العادات والتقاليد التي تمنع على الفتاة الزواج بغير quot;مواطنquot;. أخيرًا مهما تفاوتت أحلام الشباب وتباينت أهدافهم، يوحد الجميع حلم مشترك هو العيش من أجل غدٍ أكثر إشراقًا وتفاؤلاً.
التعليقات