يعود حادث تحطم طائرة quot;الكونكوردquot; التابعة لشركة الخطوط الجوية الفرنسية إلى الواجهة مع افتتاح محاكمة القضية الثلاثاء في باريس. وكانت الحادثة أودت بحياة 113 شخصًا في تموز- يوليو 2000 عندما تحطمت الطائرة بعد ثوان قليلة من إقلاعها من مطار شارل ديغول باتجاه نيويورك.
بونتواز: بدأت الثلاثاء في بونتواز شمال باريس المحاكمة في دعوى تحطم طائرة كونكورد تابعة لاير فرانس في تموز/يوليو 2000 في فاجعة راح ضحيتها 113 شخصًا وقضت على مستقبل هذه الطائرة الفرنسية-البريطانية، والمتهم الاول في هذه القضية هو الشركة الاميركية كونتيننتال ايرلاينز.
والدعوى في حادث تحطم طائرة الكونكورد خارجة عن المألوف مع ملفات وزنها 90 طنًا و534 وثيقة اثبات ومداولات في ثلاث لغات وحضور اكثر من 200 صحافي وفني. وبحسب الرواية الرسمية فإن سبب الحادث كان قطعة سقطت من طائرة كونتيننتال ايرلاينز على ارض المدرج بعيد اقلاعها.
وهي رواية تحتج عليها الشركة الاميركية التي تؤكد ان نقاط ضعف طائرة كونكورد معروفة.
وقال المحامي اوليفييه ميتزنير محامي الشركة الاميركية لدى وصوله الى المحكمة quot;انا هنا لأثبت ان كونتيننتال ايرلاينز غير مسؤولة عن الحادثquot;.
وفي 25 تموز/يوليو 2000 تحطمت طائرة كونكورد تابعة لاير فرانس كانت متجهة الى نيويورك، فوق فندق بعيد اقل من دقيقتين على اقلاعها من مطار رواسي الباريسي ما ادى الى مقتل 109 اشخاص كانوا على متنها غالبيتهم من الالمان، واربعة اشخاص آخرين على الارض.
وكان هذا اول حادث تحطم لهذه الطائرة التي وضعت في الخدمة 24 سنة وتبلغ سرعتها ضعفي سرعة الصوت.
ووضعت طائرة كونكورد التي كانت تشغلها شركتا اير فرانس وبريتيش ايرويز، خارج الخدمة في 2003.
وحدد القضاء مهلة اربعة اشهر لتحديد المسؤوليات. وبين المتهمين كونتيننتال ايرلاينز واثنان من موظفي الشركة ومسؤولين سابقين في برنامج كونكورد ومسؤول سابق في الهيئة العامة للطيران المدني المسؤولة عن سلامة النقل الجوي.
وبحسب سيناريو الخبراء الفنيين والقانونيين فان قطعة من الحديد سقطت من طائرة الرحلة دي سي 10 بعيد اقلاعها من مطار رواسي.
وقد يكون احد اطارات طائرة كونكورد انفجر لدى ارتطامه بهذه القطعة ما ادى الى ثقب خزان الوقود وتسربه ثم اشتعاله.
وقدمت كونتيننتال ايرلاينز فرضية اخرى تقضي بان الطائرة قد تكون اشتعلت حتى قبل ان ترتطم بقطعة الحديد.
وسيطالب محامي الشركة باسقاط الدعوى لان التحقيق القضائي لم يأخذ في الاعتبار العناصر التي تصب في مصلحة الشركة.
وقال المحامي quot;ارادوا حماية صورة طائرة كونكورد التي كانت تعكس صورة فرنساquot;. واضاف انه كان يفترض تعليق خدمة كونكورد بعد اولى الحوادث الخطيرة التي طرأت على الاطارات في 1979.
كما اتهم احد موظفي الشركة الاميركية ويدعى جون تايلور بانه لم يثبت قطعة الحديد جيدا بجسم الطائرة. ويعتقد ايضًا ان المسؤول عن تايلور ويدعى ستانلي فورد لم يتحقق من عمل مرؤوسه.
ويأخذ القضاء على كل من هنري بيرييه وجاك ايروبل المسؤولين في برنامج كونكورد وكلود فرانتزن المسؤول في الهيئة العامة للطيران المدني تقليلهم من شأن الحوادث العديدة التي واجهتها طائرة كونكورد.
وقال رولان رابابورت محامي عائلة قائد الطائرة كريستيان مارتي quot;كان يمكن تفادي هذا الحادث لان نقاط ضعف طائرة كونكورد كانت معروفة منذ اكثر من عشرين عامًاquot;.
والغائب الاكبر عن المحاكمة هو اسر ركاب الطائرة، ومرد هذا الغياب هو ان معظم هذه الاسر تخلت عن الملاحقات القضائية بعد ان تقاضت تعويضات كبيرة.
التعليقات