كابول: قال وزير الخارجية الافغاني زلماي رسول يوم الجمعة ان بلاده لن تدفع رشاوى لاقناع مقاتلين عاديين في طالبان لوقف القتال لكنها ستساعدهم على اعادة الاندماج في المجتمع الافغاني والعثور على وظائف. ورفض رسول أيضا التلميح الى أن مقاتلي طالبان ربما يقبلون المال بموجب الخطة التي وافق مانحون غربيون على تمويلها في مؤتمر استضافته لندن الاسبوع الماضي ثم يعودون بسهولة للانضمام الى التمرد.

وقال خلال مؤتمر ميونيخ للسياسات الامنية في ألمانيا quot;لن نقدم رشوة لهم لوقف القتال. اذا جاءوا وألقوا السلاح وأعادوا دمج أهلهم.. فهم يريدون العيش. ينبغي أن يقيموا حياة لاعالة أسرهم.
quot;لذلك من الضروري أن نوفر لهم مساعدة اجتماعية .. مثل الارض والزراعة وأي شيء يحتاجونه .. حتى يبدأوا في التعلم والعيش حياة مناسبة. ليست المسألة دفع أموال أو رشوة لهم.quot;

وقال رسول ان متمردي طالبان الذين يقاتلون الحكومة الافغانية وقوات حلف شمال الاطلسي ليسوا جماعة متجانسة. واضاف أن هناك مقاتلين عاديين لا تحركهم دوافع مذهبية وليست لهم صلات بجماعات مثل تنظيم القاعدة وأن quot;هؤلاء الاشخاص يمكن جذبهمquot;. وتابع يقول quot;لكن هناك عناصر داخل طالبان - طالبان الباكستانية وجزء من طالبان الافغانية - تربطهم علاقة أوثق مع القاعدة .. وهؤلاء لا يمكن دمجهم أو مصالحتهم .. ولذا ينبغي أن نقاتلهم.quot;

وقال رسول ان العلاقات تتحسن مع باكستان التي تنظر اليها أفغانستان منذ فترة طويلة بعين الريبة بسبب علاقاتها بطالبان الافغانية التي كانت تدعمها اسلام اباد في التسعينات. ويعتقد كثير من المحللين أن باكستان ما زالت تنظر الى تلك العلاقات على أنها وسيلة لممارسة النفوذ في أفغانستان ولمواجهة نفوذ الهند.

من جانبها قالت حركة طالبان انها لن تبرم اي quot;صفقةquot; مع الحكومة الافغانية أو الغرب لاحلال السلام في أفغانستان وان مقاتليها سيواصلون التضحية بأرواحهم لتحقيق نصر يقولون انه بات قريبا. وفي مؤتمر عقد في لندن الشهر الماضي وجه الرئيس الافغاني حامد كرزاي الدعوة الى طالبان للمشاركة في مجلس سلام ورسم خططا لاستمالة المقاتلين للنزول من التلال التي يتحصنون بها مقابل الحصول على اموال ووظائف.

لكن طالبان تعهدت في بيان نشرته بموقعها على الانترنت بأنها لن quot;تتواطأquot; مع أحد. ولم يذكر البيان اي اشارة محددة للمحادثات التي اقترحها كرزاي. وكانت طالبان ابلغت رويترز في البداية بانها ستقرر quot;قريباquot; بشأن ما اذا كانت ستشارك في المحادثات. ورفض الاسلاميون مرارا عروضا سابقة للمشاركة في محادثات قبل انسحاب جميع القوات الاجنبية من البلاد.

وقالت طالبان quot;خلال السنوات الثماني الماضية لم تظهر الامارة الاسلامية اي استعداد للتواطؤ مع اي طرف فيما يتعلق بالجهاد والبلاد والمصلحة الشعبية والوطنية والاسلامية.quot; واضافت quot;والان فان (طالبان) ليست مستعدة لابرام اي صفقة غير مشروعة وعديمة القيمة بشأن النصر الذي اصبح قريب المنال.quot;

وحمل البيان عنوان quot;قرار مؤتمر لندن غير القابل للتطبيقquot; وخاطب الداعين للاجتماع والدول المانحة.ويصف الغرب عملية استمالة المقاتلين المتشددين بانها اعادة اندماج في المجتمع في حين توصف الجهود الرامية الى احلال السلام مع قادة طالبان بالمصالحة.

ويدعم حلفاء أفغانستان الجهود الرامية الى بدء محادثات مع طالبان ووعدت الدول المانحة بارسال مئات الملايين من الدولارات لصندوق لدفع اموال للمقاتلين الذين سيعودون الى المجتمع. واصبحت الدول الغربية -التي تبحث عن مخرج من حرب مستمرة منذ ثمانية اعوام ولم تعد تعتقد انها ستحل بالسبل العسكرية وحدها- اكثر استجابة من اي وقت مضى للقيام بدور من اجل اعادة تأهيل طالبان.

ولكن في وقت يشدد فيه المقاتلون قبضتهم على اجزاء كبيرة من البلاد ويوقعون خسائر قياسية بالقوات الاجنبية فان المحللين يشككون في امكانية موافقة المتشددين على القاء اسلحتهم. ولم تفلح برامج سابقة مماثلة سوى في استمالة القليل من المقاتلين.

وفي الوقت نفسه تعهدت طالبان بالاستمرار في القتال. واضافت في بيانها quot;الاميركيون الغزاة وجميع حلفائهم الغزاة يجب ان يفهموا ان هدف مجاهدي الامارة الاسلامية هو اكثر نبلا واجلالا مما يمكن ان يتخيله حكام البيت الابيض.quot; وقالت quot;هؤلاء المجاهدين الذين يضحون (بأنفسهم) يؤمنون ان تحقيق هذا الهدف النبيل لا يمكن ان يتأتى الا من خلال التضحية بأرواحهم.