يسود القلق والتشاؤم حيال برنامج ايران النووي بعد ان فشل متكي في تقديم اقتراح جديد خلال الاجتماع الذي تحضنه ميونيخ.
ميونيخ: طالب الاميركيون والاوروبيون الذين يتفاوضون منذ سنوات مع ايران حول برنامجها النووي، السبت طهران بترجمة اقوالها الى افعال، معربين عن تشكيكهم في حصول انقلاب في موقف طهران حيال تخصيب اليورانيوم الايراني في الخارج.
واعتبر مستشار الامن القومي الاميركي جيمس جونز ان الانشطة الذرية الايرانية اليوم تمثل quot;اكبر مصدر للقلق بالنسبة الى الامن المشتركquot;.
واوضح الجنرال الاميركي السابق ان quot;سباقا على التسلح النووي في الشرق الاوسط اضافة الى الانتشار العسكري النووي المتزايد في العالم اصبح على المحكquot;.
والجمعة، اعتبر وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي امام مجموعة من الدبلوماسيين والخبراء ان اتفاقا quot;نهائياquot; حول تبادل اليورانيوم مع ايران لمفاعلها للابحاث في طهران بات في متناول اليد.
وكانت ايران افشلت في تشرين الاول/اكتوبر الماضي عرضا لنقل اليورانيوم الايراني الضعيف التخصيب الى روسيا لمعالجته ثم الى فرنسا، قبل ان يعاد الى ايران لتلبية حاجات مفاعلها للابحاث في طهران.
وبدا ان ايران وافقت على مبدأ التبادل قبل ان تعود عنه، الى ان اعلن الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الثلاثاء ان بلاده لا تزال على استعداد لتبادل قسم من اليورانيوم الايراني الضعيف التخصيب (3,5%) مقابل وقود عالي التخصيب (20%) مخصص لمفاعلها للابحاث.
وكان وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس واضحا السبت في انقرة عندما اعلن quot;انه لا يشعرquot; بان اتفاقا مع ايران بات وشيكا رغم هذه التصريحات الجديدة.
وفي ميونيخ، لم يخف وزير الخارجية الالماني غيدو فسترفيلي بدوره تشاؤمه ودعا الى الحزم.
وقال ان quot;يدنا تبقى ممدودة، لكن لم نحصل على جواب حتى اليومquot;، مذكرا بعروض التعاون التي قدمت لايران من جانب الدول الست الكبرى (المانيا وفرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة وروسيا والصين) والاتحاد الاوروبي المكلفة التفاوض مع طهران.
وبشان مداخلة متكي، اعتبر وزير الخارجية الالماني انه quot;حتى في ختام يوم امس، لا استطيع ان اقدم تقويما اخر للوضع: ينبغي ان تترجم ايران اقوالها الى افعالquot;.
وراى نظيره الروسي سيرغي لافروف الموجود في ميونيخ ايضا انه quot;من غير المقبول على الاطلاق ان تملك دولة السلاح النووي في هذه المنطقة، سواء كانت ايران او غيرهاquot;.
وكان لافروف اعلن الاربعاء ان عودة ايران الى الاتفاق حول اليورانيوم المخصب الذي عرض في تشرين الاول/اكتوير لا يمكن الا ان يحظى quot;بالترحيبquot; اذا ما تاكد. لكنه لم يدل برايه السبت حول صدقية تصريحات متكي.
من جهتها، دعت الممثلة العليا للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون ايران الى اعطاء جواب رسمي للوكالة الدولية للطاقة الذرية حول مسالة تخصيب اليورانيوم الايراني في الخارج بهدف اعادة ارساء quot;ثقة ضرورية للغايةquot;.
وذكرت اشتون التي دعيت للاضطلاع بدور الوسيط على غرار سلفها خافيير سولانا، بين ايران والغربيين حول هذا الملف، بان quot;المحادثات مستمرة منذ سنواتquot;.
وحرص فسترفيلي على التذكير من جهته بانه حتى لو quot;اتفقت ايران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، فسيكون هذا الامر خطوة لضمان الثقةquot;، لكنه quot;لن يحل محل المفاوضات لضمان الطابع المدني للبرنامج النوويquot; الايراني.
التعليقات