محتجون وسط طهران خلال تظاهرة سابقة

إستقدمت السلطات الإيرانيّة آلاف العناصر من قوات الباسيج والشرطة وبدأت بنشرها في شوارع طهران منذليلالأربعاءوذلك من أجل التصدي للمتظاهرين المتوقع خروجهم للشوارعالخميس بمناسبة الذكرى السنوية لقيام الثورة الإسلامية العام 1979.

لندن، وكالات: تجمع عشرات آلاف الإيرانيين صباح الخميس في ساحة ازادي في طهران لإحياء الذكرى الحادية والثلاثين للثورة الاسلامية، وسط انتشار كثيف للشرطة. وتوافدت حشود الايرانيين من عدة نقاط من العاصمة في سبعة مواكب توجهت الى ساحة ازادي، وهم يرفعون اعلامًا ايرانية ولافتات كتب عليها quot;الموت لإسرائيلquot; وquot;الموت لأميركاquot;، بحسب مشاهد نقلها التلفزيون الرسمي.

وتعرضت سيارتا زعيمي المعارضة الايرانية محمد خاتمي ومهدي كروبي لهجوم من قبل اشخاص باللباس المدني اثناء توجههما للمشاركة في المسيرات الجارية في ذكرى الثورة من دون ان يصابا بجروح، على ما افاد موقع رهبسبز الالكتروني المعارض ونجل كروبي.

ونشرت الشرطة اعدادًا كبيرة من عناصر مكافحة الشغب في الساحة وفي محيطها، بحسب ما افادت وكالة الانباء الفرنسية. ودعا قادة المعارضة التي حظر عليها التظاهر، انصارهم الى المشاركة بكثافة في التجمعات الرسمية في جميع انحاء ايران لاسماع اصواتهم.

وفي خطابه بمناسبة الذكرى الحادية والثلاثين للثورة الاسلامية أعلن الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد ان ايران انتجت quot;الشحنة الاولىquot; من اليورانيوم المخصب بنسبة 20%. وأعلن نجاد ان ايران قادرة على انتاج اليورانيوم المخصب quot;بنسبة اكثر من 80%quot; لكنها لن تفعل، مؤكدًا ان بلاده quot;ستزيد قريبًا بمقدار ثلاثة اضعاف انتاجهاquot; من اليورانيوم المخصب بنسبة 3,5 في المئة.

واتهم الرئيس الايراني الرئيس الاميركي باراك اوباما بانه quot;يضيع الفرصquot; ويخدم اسرائيل الراغبة بمهاجمته ايران. وقال احمدي نجاد quot;للاسف فان الامل في التغيير (في الولايات المتحدة) يتحول الان سريعا الى يأسquot;. واضاف quot;اوباما يحبط الجميع. (...) انه للاسف يضيع فرصا ولا يتحرك بشكل صحيح ويسير في طريق يتعارض مع مصالحه الشخصية ومصالح الشعب الاميركي، ويخدم رغبة الصهاينةquot;.

كما شن الرئيس الايراني هجوما عنيفا على اسرائيل، التي لا تعترف طهران بوجودها، متوقعا لها من جديد quot;انهيارا قريباquot;. وندد بquot;احتلال فلسطين وقيام النظام الصهيوني المجرمquot; وكذلك بquot;الدعم التام المقدم (لاسرائيل) من بعض الدول والمسؤولين الغربيينquot; الذين اتهمهم بquot;فرض نظام مشؤوم على المنطقةquot;. وقال الرئيس الايراني ان quot;الصهيونية ستنهار قريباquot; مضيفا ان القوى الغربية quot;تريد الهيمنة على المنطقة لكن الشعب الايراني لن يسمح بذلكquot;.

وذكر موقع رهبسبز المعارض على الانترنت صباح الخميس ان quot;الالاف من انصار الحركة الخضراء (لون المعارضة لاحمدي نجاد) موجودون في الشوارعquot;، غير انه لم يتسن حتى الان الحصول على تاكيد لذلك من مصدر مستقل. وحظرت السلطات على الصحافة الاجنبية تغطية المسيرات التي تنظم بهذه المناسبة خشية ان تتخللها تظاهرات للمعارضة ضد محمود احمدي نجاد، وتم حصر الصحافيين الاجانب في منبر رسمي اقيم في ساحة ازادي لتغطية الخطاب الذي سيلقيه فيها الرئيس الايراني.

وكان المعارض البارز مهدي كروبي الرئيس السابق لمجلس الشورى قد أعلن مشاركته في التظاهرة مع انصاره، على الرغم من التحذيرات والضغوط التي تمارسها السلطات على اسرته والمقربين منه كما صرح نجله حسين كروبي لوكالة الانباء الفرنسية. واكد حسين ان الشرطة اعتقلت العديد من انصار والده الاربعاء.

وفي وقت سابق، أكدت معلومات من داخل إيران أن السلطات استقدمت آلاف من عناصر قوات الباسيج والشرطة من مختلف المدن الإيرانية وبدأت منذ ليل الأربعاء بنشرها في أنحاء العاصمة طهران من اجل التصدي إلى المتظاهرين المحتجين الذين ينتظر أن خروجهم للشوارع صباح اليوم الخميس وسط إجراءات أمنية مشددة حول ساحة سيلقي فيها الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد كلمته بمناسبة الذكرى الـ 31 لقيام الثورة الإيرانية العام 1979، وهذه الإجراءات ترافقت مع اعتقال صحافيين وتشديد الرقابة على معتقلين سابقين ونصب كاميرات مراقبة وتعطيل أو إبطاء شبكة الانترنيت.

تعطيل الإنترنت وعزل الصحافة في ذكرى الثورة الإسلاميّة

وابلغ مصدر إيراني معارض quot;إيلافquot; أن الحكومة الإيرانية استقدمت بالطائرات والسيارات من مختلف المدن الإيرانية الآلاف من عناصر الباسيج ونشرتهم في أنحاء العاصمة ابتداءً من ليل الأربعاء وخاصة حول ساحة quot;ازاديquot; التي سيلقي نجاد كلمته منها وذلك لمنع المحتجين من الوصول إليها.

وأشار الى ان المعلومات الواردة من ايران تؤكد أن المواطنين وخاصة الشباب منهم عازمون على تفجير أنتفاضة واسعة أخرى استمرارًا للانتفاضات التي نظموها في الاشهر الماضية وخاصة في يوم عاشوراء في 27 من كانون الاول (ديسمبر) الماضي.

مواجهات سابقة بين محتجين وقوات الباسيج

وقد تم نقل أعداد كبيرة من قوات الباسيج من المدن الإيرانية البعيدة والقريبة إلى طهران من اجل السيطرة على الأوضاع فيها وعدم فقدان زمام الأمور خاصة بعد تمرد عدد من عناصر مليشيا النظام خلال انتفاضة عاشوراء الأخيرة ورفضهم الاعتداء أو فتح النار على المتظاهرين . وبدأت قوات الشرطة والباسيج الميليشيا الإسلامية التي وظفت في قمع تظاهرات المعارضة تتمركز في مختلف أنحاء طهران.

ومن اجل السيطرة على الموقف قامت السلطات الإيرانية باعتقال العديد من الصحافيين العاملين في وسائل الإعلام المحلية والحكومية وصل عددهم إلى 55 صحافيًا. كما قامت السلطات بقطع الاتصالات عبر الإنترنت تارة والعمل على إبطائه تارة أخرى إضافة إلى نشر كاميرات مراقبة في الشوارع والساحات التي ينتظر أن تشهد التظاهرات الاحتجاجية.

ومن الإجراءات الاحترازية الأخرى التي اتخذتها السلطات منع المعتقلين السياسيين السابقين من المشاركة في تظاهرات اليوم حيث قامت مراكز المتابعة في وزارت الاستخبارات quot;اطلاعاتquot; باستدعاء معتقلين سابقين ووقعتهم على تعهدات بعدم المشاركة في التظاهرات وبعكسه سيتم اعتقالهم مجددًا ومحاكمتهم بتهمة quot;الحرابةquot; أي محاربة الله والتي تصل عقوبتها إلى الإعدام .

وقال المصدر إن الشعارات التي سيرددها المتظاهرون اليوم تم توحيدها لتنادي بصوت واحد quot;الموت للدكتاتورquot; وquot;الموت لخامنئيquot; وquot;الموت لمبدأ ولاية الفقيهquot;.

وقد أكدت السلطات الإيرانية أنها لن تتساهل مع الأصوات الخارجة عن الخط الرسمي اليوم الخميس حيث تحتفل البلاد بالذكرى الحادية والثلاثين للثورة الإسلامية بتنظيم تجمعات رسمية مع توقع أن تقوم المعارضة من جانبها بتنظيم تظاهرات مضادة في حين تواجه البلاد ضغوطًا متزايدة مرتبطة بنشاطها النووي.

أحمدي نجاد يلقي خطاب في ذكرى الثورة اليوم
أحمدي نجاد يلقي خطاب في ذكرى الثورة اليوم

وأدت التظاهرات المتكررة التي تنظمها المعارضة منذ ثمانية أشهر إلى مقتل العشرات واعتقال الآلاف في مختلف أنحاء إيران ولكن لا أعمال القمع ولا إعدام اثنين من المعارضين والحكم بالإعدام على عشرة آخرين نجحت في إنهاء تصميم المحتجين.

وفي هذه الأجواء المتوترة أكد المرشد الأعلى أية الله خامنئي أن quot;الأمة الإيرانية ستوجه بيد واحدة بمشيئة الله إلى قوى الاستكبار صفعة تذهلها في 11 شباط (فبراير)quot;. وأضاف أن quot;أهم أهداف الفتنة التي أعقبت الانتخابات كان شق صفوف الشعب الإيراني لكنها أخفقت ولذلك فإن وحدة الأمة لا تزال شوكة في حلقهمquot;.

وأكد الجنرال حسين همداني احد قادة الباسدر أن quot;حراس الثورة الإيرانيةquot; انه لن يسمح quot;لحركة الخضر بالتظاهرquot;، والأخضر هو اللون الذي تعتمده المعارضة. وقال إن quot;الشعب سيرفض كل صوت وكل لون وكل حركة مناهضة للثورة الإسلاميةquot; معتبرا أن quot;من يسعون للتظاهر والاحتجاج يوم 11 شباط هم عملاء للخارجquot;.

ولكن القادة الرئيسيين للمعارضة دعوا مع ذلك أنصارهم إلى المشاركة بكثافة في التجمعات الرسمية وهو التكتيك المتبع منذ بداية حركة الاحتجاج. وأكد رئيس الوزراء السابق مير حسين موسوي منافس احمدي نجاد في الانتخابات الرئاسية ان المعارضة يجب أن quot;تكون متواجدة في هذه اللحظات لكي تحاول التأثير على الآخرين من خلال سلوكهاquot;. وقال ردًّا على تحذيرات السلطات أن quot;النظام يسيء إلى الإسلام من خلال الاعتقالات والضرب وغيرها من وسائل المواجهة التي تمارس باسم الإسلامquot;.