نفى حسين کروبي نجل مهدي كروبي ما أوردته وكالة الأنباء الإيرانية بشأن فرار الأخير، مؤكِّدًا أنه رأى والده مساء الأربعاء في طهران. وكانت الوكالة الرسمية قد أفادت أنَّ زعيمي المعارضة مير حسين موسوي ومهدي كروبي غادرا طهران إلى إحدى مدن شمال إيران، بعد أن لاحظا تصاعد غضب الشعب الذي يطالب بمعاقبتهماquot;، في تلميح الى انهما ذهبا بملء إرادتهما. وفيما إرتفعت درجة غضب المتظاهرين، أكّد خبراء أن النجاح سيعود إلى صاحب النفس الطويل.
طهران: أعلن حسين نجل مهدي كروبي على الموقع الإلكتروني العائد لوالده الأربعاء أن الأخير، وهو أحد قادة المعارضة في إيران، لم يغادر طهران إلى شمال البلاد، نافيًا بذلك معلومات في هذا المعنى أوردتها وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية.
وفي إعلان نشر على موقع quot;سهم نيوزquot; الإلكتروني التابع لحزب والده، اعلن حسين كروبي انه راى والده الاربعاء في طهران quot;عند الساعة 21,00quot; (17,30 ت غ). وقال انه يريد بذلك نفي المعلومات التي تناقلتها وكالات الانباء الحكومية.
واضاف quot;يحاول البعض خلق مناخ من الخوف والرعب (..) عبر نشر معلومات عن توقيف او نفي والدي للضغط عليهquot;.
وكانت وكالة الانباء الايرانية الرسمية ذكرت في وقت سابق ان كروبي ورئيس الوزراء السابق مير حسين موسوي quot;وهما من قادة التمرد، غادرا طهران الى شمال ايران بعدما لاحظا تصاعد غضب الشعب الذي يطالب بمعاقبتهماquot;.
وبدأت المعارضة مرحلة جديدة في ايران حيث يبدو ان القطيعة بين قسم من الرأي العام والنظام الايراني قد اصبحت كاملة، لكن الشكوك لا تزال تحوم حول فرص هذه المعارضة غير المنظمة بالانتصار، حسب ما يرى الخبراء.
وقال النائب السابق والخبير الايراني احمد سلامتيان انه quot;ماراتونquot; وليس quot;مباراة ملاكمةquot;، معتبرا ان النجاح في هذا السباق سيعود الى صاحب النفس الطويل.
واضاف quot;ان الحركة المدنية غير المنظمة وغير الهرميةquot; والتي تتوسع quot;يجب الا تقع في شرك العنف والقمع لانه ليس من المؤكد ان الطبقة الوسطى ستلحق بهاquot;.
ولاحظ جميع الخبراء الذين سئلوا درجة جديدة في غضب المتظاهرين لاسيما بسبب الدم الذي ازهق اثناء ذكرى عاشوراء لدى الشيعة مما دفع البعض للهجوم على ميليشيا الباسيج، لكن لا يمكن مع ذلك التحدث عن عنف منظم.
كما لاحظوا في تردد القادة وانقسامهم وفي ردهم الامني نقاط التقاء مع موقف نظام الشاه خلال العام 1978 الذي سبق سقوطه. لكن هناك ايضا فوارق كبيرة اذ ان الحركة لا تقودها معارضة قوية في المنفى. فالامر ليس سوى تطلع الى انفتاح على العالم لمجتمع اكثر حداثة من النظام الاسلامي.
ويسود غموض كبير حول الموقف الذي سيعتمده الجيش النظامي والشرطة وكذلك حول الخلافات المفترضة داخل الحرس الثوري الذي يتمتع بنفوذ.
وراى السفير الفرنسي السابق في ايران (2001-2005) فرنسوا نيكولو انه امر مهم ان تمتد حركة الاحتجاج الى مدن حساسة مثل تبريز (شمال غرب). وقال quot;لسخرية القدر يجد النظام نفسه في مأزق (شبيه بمأزق) الشاهquot; وquot;يتشدد مجازفا بسقوط ضحايا شهداء وباعطاء المعتقلين جوازات سياسية للمستقبلquot;. وفي مواجهته هناك معارضة واسعة quot;عفوية وغير رسميةquot; في صفوفها مير حسين موسوي وشركاء هم quot;وجوه وليس قادةquot;.
ويعتبر تييري كوفيل الخبير في معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية ان قادة المعارضة هؤلاء quot;يبدون في مؤخرة مجتمع مدني يتقدم: في تظاهرات الاحد ليسوا هم الذي كانوا يقودونquot;. ان الحركات في المنفى مثل quot;مجاهدو خلقquot; ليست هي التي تتولى القيادة.
بدوره يرى وزير الخارجية الفرنسي السابق هوبير فيدرين ان quot;التصدع هو في النظامquot;. وقال فيدرين ردا على سؤال لاذاعة ار تيه ال quot;كل ذلك هو من نتائج سياسة اليد الممدودةquot; التي ينتهجها باراك اوباما. ويعتقد فيدرين quot;ان النظام لن يتفتت. ولا يستبعد حدوث تطور ما حتى وان quot;كانت الغلبة في الوقت الحاضر للفصيل الاكثر تشدداquot;.
وفي نظر احمد سلامتيان فان المرشد الاعلى علي خامنئي ونظامه نجحا في تحويل quot;ازمة انتخابية الى ازمة سياسية، ثم الى ازمة نظام، ثم منذ الاحد الى ازمة دينية وامنيةquot;. ولفت الى ان quot;خامنئي اصبح على ما يبدو اسير مساعديه من معسكر الاكثر تطرفاquot;.
واعتبر quot;ان الحكم ليس مذعورا من خصم مسلح سيأتي للاطاحة به بل من مجتمع بصدد الافلات منهquot;.
وراى سلامتيان في المقابل quot;ايران المواطنية بصدد الولادةquot; وسط مجتمع مختلف تمامًا عن مجتمع 1978/79، وهو يسيطر على وسائل الاتصال الاكثر حداثة وينشط اولا quot;من اجل تغيير سلوك حكم قديمquot;.
التعليقات