يحتفل الشعب الفلسطيني بعيد الحب او كما يطلق عليه بعيد quot;فالنتياينquot; كباقي شعوب العالم، ولكن على طريقته الخاصة، ففي محافظة رام الله والبيرة، المحافظة التي تعبتر الاكثر تحرّرًا من القيود الاجتماعية والعادات والتقاليد، يُقبل المواطنون وبخاصة فئات الشباب والصبايا على شراء الورود الحمراء والكؤوس والدببة والمجسمات على شكل قلب والمزركشة باللون الأحمر.
القدس: فيما اعتاد عدد من الباعة المتجولين استغلال هكذا مناسبة لبيع الورد الاحمر والهدايا، اضافة الى المحلات المتخصصة بالهدايا والمناسبات، وعلى الرغم من الظروف السياسيّة والاقتصادية الصعبة، غير ان عددًا لا بأس به من الناس لا يعيرون تلك الاوضاع اي اهتمام ويصرون على الاحتفال بعيد الحب وغيره من المناسبات معتبرين ان لكل شيء وقته.
ويقول بائع الورد المتجول امجد رسلان الذي يعمل بائعًا لشرائح الجوال ايضًا انه قرر هذا العام بيع الورد في عيد الحب على ان يأمل ان يحقق مبيعات وارباحًا افضل من شرائح وارصدة الجوال، ولا سيما انها ليوم او يومين، مشيرًا الى انه يبيع كل وردة واحدة من نوع الجوري بدولار واحد حسب نوع الزبون، بمعنى ان ثريا وبرفقة امرأة فإن الوردة الواحدة تكلفة اكثر من دولار اميركي، مبينًا ان الصبايا اكثر اقبالا على الشراء من الشباب وكبار السن، وان فئات الزبائن في معظمهم دون سن 30 عاما الا ما ندر من الرجال والنساء كبار السن والمتزوجين منذ سنوات طويلة.
وينتهي رسلان بالقول quot;الزبائن هم من القرى والمدينة، وليس الشراء مقتصرًا على ابناء المدينة معتبرًا انها مناسبة يحتفل بها الجميع دون خجل، كما كان معهودًا في السابقquot;.
الانقسام الداخلي وعيد الحب..
اما سامي سمارة او كما يحب ان يناديه الناس بـquot;ابي سمرةquot; فانه: يفضل بيع الورد الاصطناعي على الورد الطبيعي، مبينا الاسباب بحسب وجهة نظره، اولاً ان الورد الطبيعي يتلف بسرعة وبالتالي يصعب بيعه في اليوم التالي كذلك اسعاره تبقى اعلى من سعر الورد الاصطناعي الذي يدوم طويلاً عند المشترين، وثانيًا ظروف الانقسام الفلسطيني الداخلي المستمر يؤثر على نفسية الناس الذين لا يهتمون بهكذا مناسبة، وايضًا استمرار تردي الاوضاع الاقصادي وبخاصة البطالة بين الشباب وخريجي الجامعات، مما لا يشجع على شراء الورد باسعار مرتفعة، واخيرًا استمرار الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني. هذه عوامل بنظره لا تشجع جزءًا كبيرًا من الناس على شراء الورد او غيره من الهدايا والاحتفال بعيد الحب اسوة ببقية شعوب العالم، فعلى سبيل المثال يقول سمارة quot;سعر بوكيه الورد الاحمر بـ10 شيقلات اي دولارين ونصف الدولار، في حين نجد ان سعر نصف بوكيه الورد الطبيعي يباع بـ 50 شيقلاً اي ما يعادل 12 دولارًا اميركي وهكذا.. مضيفا الى ان معظم الزبائن هن من الصبايا وطالبات الجامعات والمدارس الثانوية، وبعض الشبان والعاشقين من الجنسين، والمتزوجين والخطاب، وحديثي الزواج.
quot;البيع اقل من المعتادquot;
واخيرًا يقول وليم عز بائع الورد المتجول، والذي اتخذ شارعًا محاذيًا لدوار المنارة مكانا لعرض ما تيسر له من ورد جوري والقرنفل، ان حجم البيع هذا العام اقل من المعتاد على الرغم من ارتفاع درجات الحرارة، وتزامنه مع عطلة اسبوعية للمؤسسات الرسمية والاهلية والجامعات والمدراس، مشيرا الى انه يبيع الوردة الجوري كل ثلاث بـ 10 شيقلات اي اقل من 3 دولارات، ولكن بعض الزبائن لا يعجبهم السعر واحيانا يوزع الورد مجانا على بعض الاطفال الذي يمرون من المكان وترفض امهاتهم الشراء على الرغم من بكائهم، معتبرًا انها مناسبة عابرة ولا يهمه كم يربح، كما وانه يبيع في مناسبات اخرى منها عيد الام ويوم المرأة العالمي ورأس السنة.
وتقول نورا ابراهيم الطالبة في جامعة بيرزيت ان quot;عيد الحب مناسبة عالمية وليس عيبا ان يحتفل شعبنا بهكذا مناسبة، فالحب بين الناس شيء عظيم والحياة بلا حب لا طعم لها، مشيرة الى انها تشتري كل سنة وردة لامهاquot;.
ويقول الشاب يزيد مشعل انه منذ عامين يشتري الورد لخطيبته ولا يشعر بالحرج او الخجل، فهذا امر عادي ان يهدي خطيبته وردة حمراء تعبيرًا عن مشاعر الحب والعشق.
واخيرًا يقول مكرم احمد انه اعتاد شراء لزوجته ورد احمر في عيد الحب، غير انه يخبئها بين الاغراض، ولا يحبذ انه يراها احد معتبراً نفسه كبيراً في العمر ويمكن ان يسبب له احراجًا امام الناس وبخاصة الاهل والجيران.
التعليقات