الوكالة الذرية توزع تقريرها الجديد حول الأنشطة النووية الإيرانية |
أعربت وزيرة الخارجية الأميركيّة عن تخوّف بلادها من تحوّل إيران الى quot;دكتاتورية عسكريةquot; تحل فيها مؤسسات تابعة للحرس الثوري محل الحكومة. فيما أعلن رئيس منظمة الوكالة الذرية الايرانية علي اكبر صالحي ان القوى الكبرى قدمت اقتراحًا جديدًا لتبادل اليورانيوم بالوقود وان طهران تدرسه حاليًّا.
طهران، الدوحة: أكدت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الاثنين خلال لقاء مع طلاب جامعيين في الدوحة ان الولايات المتحدة لا تنوي اللجوء الى القوة ضد ايران بسبب ازمة ملفها النووي وانما تسعى الى تعزيز الضعوط الدولية عليها عبر مجلس الامن في الامم المتحدة.
وقالت quot;نرى ان ايران تتحرك باتجاه التحول الى دكتاتورية عسكرية... وان هناك من يحل مكان حكومة ايران ومرشدها الاعلى والرئيس والبرلمانquot;، كذلك اكدت وزيرة الخارحية الاميركية ان قادة المنطقة الذين التقتهم عبروا لها عن قلقهم ازاء ايران ومشاريعها.
وقالت في هذا السياق quot;لديهم قلق ازاء نوايا ايران، ولديهم مخاوف حيال قدرة ايران ان تكون جارة جيدةquot; يمكن العيش بسلام الى جانبها، وخلصت الى القول quot;لديهم الحق بان يقلقواquot;.
وكانت كلينتون قدإعتبرت في كلمة القتها الاحد امام quot;منتدى اميركا والعالم الاسلاميquot; في الدوحة ان تنامي نفوذ الحرس الثوري الايراني يشكل quot;تهديدًا مباشرًا جدًا لكل فردquot;.
وقالت quot;آن الاوان لكي تتحمل ايران مسؤولية نشاطاتها التي زعزعت الاستقرار وتزعزعهquot;، واكدت الوزيرة الاميركية ان بلادها لن تدخل في مفاوضات مع طهران فيما ايران quot;تصنع قنبلتهاquot; النووية.
من جهته، اعلن رئيس منظمة الطاقة الذرية الايرانية علي اكبر صالحي الاثنين ان روسيا وفرنسا والولايات المتحدة قدمت اقتراحا جديدا لتبادل اليورانيوم بالوقود وتقوم طهران بدراسته حاليا، في حين نفت باريس وجود مثل هذا العرض.
وقال صالحي لوكالة الانباء العمالية الايرانية quot;بعد قرار ايران انتاج اليورانيوم المخصب بنسبة 20% محليا، قدمت روسيا وفرنسا والولايات المتحدة اقتراحا جديدا ونحن في صدد دراستهquot;.
واضاف صالحي ان ايران ستتوقف عن quot;التخصيب (بنسبة 20%) اذا تم احترام كل الشروط التي طالبت بها طهران لتبادل اليورانيومquot; في الاقتراح الروسي الفرنسي الاميركي الجديد، واعطى صالحي لاحقا مثابلات مع وكالات انباء ايرانية اخرى وكرر ان هناك اقتراحا جديدا من جانب روسيا وفرنسا والولايات المتحدة.
خريطة تظهر مواقع المنشآت النووية في ايران
وقال لوكالة فارس quot;لن اكشف عن مضمون هذا الاقتراح (...) اننا على استعداد للتبادل اذا اعطت (الدول الثلاث) ضمانات كافية، اي ان يتم هذا التبادل بشكل متزامن وعلى الاراضي الايرانيةquot;.
واكد صالحي من جهة اخرى ان quot;دولا مختلفة اتصلت بايران لعرض اقتراحات بشان تبادل اليورانيوم مقابل وقود، وان هذه الاقتراحات قيد الدراسة حالياquot; من جانب طهران.
الا ان وزارة الخارجية الفرنسية نفت الاثنين وجود مثل هذا العرض الجديد لايران. ورد المتحدث باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو في مؤتمر صحافي quot;على صالحي ان يعلم ان الاقتراح الوحيد المقدم هو الاقتراح الذي قدمته الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تشرين الاول/اكتوبر الماضي، وهو ما لم يتم الرد عليه في شكل مرضquot;.
ورفضت ايران في تشرين الثاني/نوفمبر عرضا من الوكالة الدولية للطاقة الذرية يقضي بان تسلم طهران القسم الاكبر من مخزونها من اليورانيوم المتدني التخصيب ليستكمل تخصيبه الى نسبة 20% في روسيا ثم تحويله الى وقود نووي في فرنسا لامداد مفاعل طهران للابحاث، وبدأت ايران في التاسع من شباط/فبراير تخصيب اليورانيوم بنسبة 20% في موقع نطنز (وسط) على الرغم من احتجاجات القوى الغربية التي تشتبه في ان طهران تسعى وراء امتلاك السلاح الذري تحت غطاء برنامجها النووي المدني، وهو ما تنفيه طهران.
والاحد، اكدت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون التي تجري جولة في دول الخليج ان الولايات المتحدة تعد مع حلفائها عقوبات جديدة ضد ايران لارغامها على العودة عن quot;قراراتها الاستفزازيةquot; في المجال النووي.
واوضح مستشار الرئيس الاميركي لشؤون الامن القومي الجنرال جيمس ان هذه العقوبات قد تعرض على مجلس الامن الدولي هذا الشهر.
ويبدو ان روسيا شددت من لهجتها حيال ايران بدعمها فكرة فرض عقوبات جديدة عليها. ودانت الاعلان الايراني لاطلاق تخصيب اليورانيوم محليا حتى نسبة 20%، معتبرة ان طبيعته تدعو الى الشك حول quot;صدقيةquot; طهران في الملف النووي، لكن الصين تعارض في الوقت الراهن فرض عقوبات وتميل الى خيار الحل الدبلوماسي.
واعربت تركيا التي عرضت القيام بدور الوسيط بين طهران والدول الكبرى وتدعو الى تسوية الازمة النووية عبر الحوار، عن استعدادها لتكون مركزا لتبادل اليورانيوم الايراني.
وزير الخارجية التركي يزور طهران لبحث الملف النووي
على صعيد متصل، افادت مصادر دبلوماسية تركية ان وزير الخارجية احمد داود اوغلو سيلتقي الثلاثاء نظيره الايراني منوشهر متكي ومسؤولين ايرانيين آخرين في طهران للمساهمة في التوصل الى حل دبلوماسي للملف النووي الايراني.
ومن المقرر ان يصل الوزير التركي الى طهران مساء الاثنين قادما من قطر الموجود فيها حاليا مع رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان الذي يشارك في منتدى اميركا والعالم الاسلامي، وفقا للمصادر نفسها.
وتدعو تركيا الى حل ازمة الملف النووي الايراني من خلال الحوار، معتبرة ان اي عقوبات اقتصادية او ضربة عسكرية ضد ايران ستؤدي الى عواقب وخيمة على المنطقة، وكان اردوغان اعلن الاحد في الدوحة استعداد بلاده لان تكون مركزا لتبادل اليورانيوم الايراني المخصب اذ كان ذلك يسهل التوصل الى حل لازمة الملف النووي الايراني.
وطرحت تركيا في اكثر من مناسبة ان تقوم بدور الوساطة بين طهران والدول الكبرى.
فرنسا وايطاليا متفقتان على توجيه quot;رد حازمquot;
وأكدت باريس اليوم أنها تتفق مع روما على ضرورة توجيه quot;رد حازمquot; من الأسرة الدولية إلى إيران بسبب برنامجها النووي، وعلى ضرورة التفكير بطرق تولي الأفغان لمسؤولياتهم بأنفسهم.
ويستقبل وزير الخارجية برنار كوشنير نظيره الإيطالي فرانكو فراتيني غداً، وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو في تقديمه لهذا اللقاء quot;إننا نقيم مع إيطاليا مشاورات وثيقة حول الأزمات الدولية والرهانات الأوروبية والتعاون الثنائي، وإيطاليا ملتزمة على أكثر من مسرح للعمليات إلى جانب القوات الفرنسية ولاسيما في أفغانستان والبلقان ولبنانquot;، وأضاف quot;هذه المحادثات ستتيح الفرصة للحديث عن الرد الواجب أن تقدمه الأسرة الدولية على إيران، موضحاً أن إيطاليا مثل فرنسا quot;ترغب برد حازم من الأسرة الدوليةquot;.
كما ذكّر المتحدث الفرنسي بأن الوزيرين الفرنسي والإيطالي يتناولان غداً quot;ًالوضع في البلقانquot;، موضحا أن روما وباريس تؤيدان quot;اندماجا سريعا لهذه الدول في الاتحاد الأوروبي على أساس استحقاقات الترشيحquot;، وأضاف quot;علينا التفكير معا بالدور الذي يجب أن يلعبه الاتحاد الأوروبي مستقبلاً في البوسنة لتعزيز فعالية عمل الأسرة الدوليةquot;.
التعليقات