امام باب ذهبي كتب عليه بالعبرية quot;هذا قبر ابينا ابراهامquot;، جلست حايا تقرأ التوراة، فيما ارتفع صوت المؤذن مرددا quot;الله اكبرquot;، ايذانا بصلاة الظهر في القسم المخصص للمسلمين من الحرم الابراهيمي في وسط مدينة الخليل.

القدس: اعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الاحد انه يريد ان يدرج الحرم الابراهيمي في الخليل وقبر راحيل القريب من بيت لحم ضمن قائمة التراث الاسرائيلي ما اثار حالة غضب لدى الفلسطينيين وانتقادات عالمية.

وفي الليوان، اضاءت حايا (60 عاما) التي جلست في القسم المخصص لليهود في المسجد الابراهيمي الذي يطلقون عليه اسم quot;معارة همخبيلاquot;، (مغارة الاباء)، شموعا ناولها اياها شاب يهودي متدين يحث المصلين والزوار على التبرع بالمال، ويعطيهم نصا عن صلاة quot;بركة الاباءquot;.

ويطلب هذا الشاب من المصلين والزوار تعبئة نموذج كتب عليه quot;ارغب في ان اكون من المشاركين في فعاليات اعادة السيطرة اليهودية على مغارة الاباءquot; اي على كامل المسجد الابراهيمي، مع ذكر تفاصيل شخصية.

وفي القسم المخصص لصلاة اليهود، توجد مقامات مغطاة بستائر خضراء مطرزة باللغة العربية لقبور سيدنا ابراهيم والسيدة سارة، وقبر يعقوب وزوجته لقيا quot;ليئاquot;. وزينت الغرف بايات قرآنية حفرت في اعالي الجدران. ووضعت على الابواب الحديدية لافتات كتبت بالعبرية تشير الى اسماء الانبياء وزوجاتهم.

وخارج المسجد الابراهيمي، امتدت حديقة زرعت بالزيتون، وتحت سور المسجد جلست سمحه (52 عاما) وهي تغطي راسها بقبعة سوداء وتقرأ التوراة، وقالت quot;اجلس هنا لان هذا المكان هو احد الابواب القديمة المؤدية الى المغارة، التي يتواجد فيها اباؤنا وامهات الامة اليهوديةquot;. واضافت ان quot;المسلمين في العهد العثماني كانوا يسمحون لنا بالوصول حتى الدرجة السابعة ويمنعوننا من الوصول الى الصلاة عند المقام. نحن الاصلquot;.

وللدخول الى القسمين الاسلامي واليهودي في المسجد، تفرض الشرطة وحرس الحدود اجراءات امنية مشددة، ويجري التفتيش عبر مدخل الكتروني كمرحلة اولى، وعند الصعود الى اعلى الدرجات، يخضع المصلي او الزائر لاجراءات جديدة. وكان الحرم الابراهيمي حتى العام 1994 تحت سيطرة اسلامية كاملة، وكان يسمح بالصلاة لليهود فيه مساء الجمعة.

ولكن منذ المجزرة التي ارتكبها مستوطن اسرائيلي قبل 16 عاما بالتمام، في 25 شباط/فبراير 1994، واسفرت عن مقتل 29 مصليا فلسطينيا في داخله، قسم المسجد الى قسمين، احدهما للمصلين المسلمين والاخر للمصلين اليهود. وتبلغ مساحة المسجد الداخلية نحو 1600 متر مربع، وتقدر المساحة الكاملة مع الساحات بثمانية دونمات.

وتسيطر على المسجد صبغة البناء المملوكي ببلاطه الرخامي، وخصوصا الحجر الابلق باللونين الابيض والوردي. وبنى المماليك مأذنتين وشيدوا سقف المسجد، ولا يزال منبر صلاح الدين المكون من 3000 قطعة خشبية ركبت بلا مسامير، يستخدم حتى اليوم في الجهة الاسلامية.

ووفدت الى صلاة الظهر، اعداد قليلة من المسلمين في الحرم الابراهيمي. وارتدى كبار السن من الرجال القنباز وغطوا رؤوسهم بالكوفيات، وكان عدد من الرجال يتلون القران بجانب المنبر. ويضم هذا القسم مقامي النبي اسحق وزوجته رفقا، وثمة شبابيك تطل على مقامي النبي ابراهيم وزوجته ساره.

ويفصل باب خشبي اخضر قديم اغلقته الشرطة الاسرائيلية القسمين اليهودي والاسلامي. واغلقت الشرطة مدخلا بارتفاع خمسة امتار بالزجاج والحديد، وتستخدمه للدخول الى القسمين والخروج منهما.

وقال ابو احمد لوكالة فرانس برس quot;نحن لا نعترف بالضم ولا بتقسيم الجامع. عندما قسموا المسجد لم يسألونا. كل اجراء جديد يفرضوه علينا بالقوة، كانوا يصلون معنا، هم الذين قاموا بالمجزرة ولسنا نحن، هم يريدون السيطرة على كل شىءquot;. واضاف quot;قامت لجنة شمغار الاسرائيلية بعد المجزرة بتقسيم المسجد الى قسميين واعطت اليهود 65% منه وشهرا كاملا لاستخدام كامل المسجد المقسم للصلاة فيه، واعطتنا عشرة ايام فقط لاعيادنا للصلاة في المسجد كلهquot;.

من جهته، قال المهندس وليد ابو الحلاوة من لجنة اعمار الخليل لوكالة فرانس برس ان quot;اباءنا ابراهيم وعائلته مدفونون في مغارة تحت بناء المسجد على عمق 17 مترا. نحن لا نستطيع ان نتخيل الخليل بدون المسجد الابراهيمي ولا نتخيل بانه ليس لناquot;.

واضاف quot;توجد خمس نقاط تفتيش عند الحرم مخصصة للعرب، وهناك بوابة الكترونية عند مدخل البلدة القديمة المؤدي للحرم تغلق في التاسعة مساء وتفتح في الثالثة والنصف فجرا، وبعد صلاة العشاء يقوم الجيش بتفتيش الجامع ومن ثم اغلاقه. يحاولون وضع عقبات تحول دون وصول الناس الى الحرمquot;.