أغلقت إسرائيل الحرم القدسي أمام المسلمين واليهود في أعقاب مواجهات بين قواتها وفلسطينيين.

تل أبيب: أعلنت الشرطة الإسرائيلية عن إغلاق الحرم القدسي أمام quot;المصلين المسلمين واليهودquot; اليوم الأحد، في أعقاب مواجهات بين قواتها ومواطنين فلسطينيين، بعد محاولة اقتحام مجموعة من اليهود للحرم، كما زجت الشرطة بقوات معززة في منطقة البلدة القديمة.

مواجهات بين يهود ومسلمين في باحة الحرم القدسي

وقال المتحدث باسم الشرطة الإسرائيلية ميكي روزنفيلد ليونايتد برس انترناشونال إنه quot;تقرر إغلاق جبل الهيكل (أي الحرم القدسي) أمام المصلين المسلمين واليهود، بعد أعمال شغب نفذها حوالي 150 فلسطينياًquot;.

وأضاف أن quot;الفلسطينيين رشقوا قوات الشرطة بالحجارة من داخل جبل الهيكل، فيما ردت القوات بإطلاق القنابل المسيلة للدموع لتفريق المشاغبين، وقد أصيب شرطيان بجروح طفيفةquot;.

وتابع روزنفيلد أن المواجهات امتدت إلى الحي الإسلامي، وعند عدد من بوابات القدس، وتم إحضار قوات كبيرة تنتشر في هذه الأثناء في أنحاء البلدة القديمة، وتم اعتقال 8 فلسطينيين.

وقال روزنفيلد إن quot;الهدوء يسود البلدة القديمة الآن، والمواجهات توقفت بعد إحضار تعزيزات كبيرة، خصوصاً إلى الحي الإسلاميquot;.

من جهة ثانية، احتج عضو الكنيست أوري أريئيل من حزب quot;الوحدة الوطنيةquot; اليميني المتطرف على إغلاق الحرم، وقال لإذاعة الجيش الإسرائيلي إن quot;على الشرطة السماح لأبناء جميع الديانات بالصلاةquot;، مشيراً إلى أن quot;لديها قوات كافية لفرض النظام والسماح لليهود بالصعود (إلى الحرم) وخصوصاً عشية يوم الغفرانquot; الذي يحل غداً.

وارتفع عدد الإصابات في صفوف الفلسطينيين جراء إطلاق النار من قوات الأمنية والشرطة الإسرائيلية التي اقتحمت المسجد الأقصى في القدس، اليوم الأحد إلى 15 جريحاً، فيما جرى اعتقال عشرات المواطنين الآخرين.

وذكرت مصادر فلسطينية طبية ومحلية أن عدد الإصابات جراء المواجهات التي اندلعت بين مئات المواطنين والقوات الإسرائيلية في ساحات وقرب بوابات المسجد الأقصى، أدت إلى وقوع 15 جريحاً، إلى جانب اعتقال عدد كبير من الفلسطينيين الذين احتشدوا في ساحات المسجد، لصدّ محاولة جماعات يهودية متشددة اقتحام باحاته.

وأوضحت إذاعات فلسطينية محلية أن نحو 150 يهودياً متشددا حاولوا الدخول لساحات المسجد، وتصدى لهم مصلون فلسطينيون رابطوا منذ ساعات الفجر في المكان، استجابة لدعوات وجهها رجال دين مسلمون.

ورشق الفلسطينيون القوات الإسرائيلية بالحجارة، مما أدى إلى إصابة 2 من أفراد الشرطة بجروح. وأطلقت القوات الإسرائيلية القنابل الغازية والصوتية والعيارات المطاطية اتجاه المواطنين الفلسطينيين الذين تصدوا ومنعوا تقدم اليهود المتشددين.

وقال خطيب المسجد الأقصى، رئيس الهيئة الإسلامية العليا الشيخ عكرمة صبري إن المسلمين المرابطين في المسجد أفشلوا محاولة اليهود المتطرفين اقتحام المسجد، مشيراً إلى أن القوات الإسرائيلية قامت إثر ذلك بإطلاق النار والغاز المسيل للدموع، ما أدى إلى وقوع الإصابات.

وكانت القوات الاسرائيلية أغلقت أمس البلدة القديمة من مدينة القدس بالكامل، إلى جانب إغلاق محاور الطرق المؤدية إلى أحياء المدينة المحتلة، مثل حي الثوري وبلدة سلوان ورأس العامود.

وقالت الشرطة الإسرائيلية إن نحو 150 فلسطينياً ألقوا الحجارة على مجموعة من الزوار اليهود أثناء وجودهم في باحة الحرم. وذكرت أن الهدوء عاد إلى نصابه في المكان، بعدما استخدمت قوات الشرطة القنابل الصوتية لتفريق المحتجين.

وتلت المواجهات حوادث رشق بالحجارة لقوات الشرطة في أزقة البلدة القديمة، حيث جرى اعتقال اثنين من الفلسطينيين.

وفي أعقاب الأحداث، أغلقت الشرطة أبواب الحرم القدسي الشريف، كما إنها حظرت سير المركبات الخصوصية في شوارع البلدة القديمة.

وكان مصدر فلسطيني في القدس قال في وقت سابق ليونايتد برس انترناشونال إن قوات من الشرطة والأمن الإسرائيلي اقتحموا المسجد الأقصى، حيث يوجد حوالي ألف فلسطيني في المكان، استجابة لدعوات سابقة إلى التصدي لاقتحام مرتقب من قبل جماعات يهودية متشددة لساحات المسجد الذي يقدسه المسلمون.

وذكر المصدر أن احتكاكات وقعت بالقرب من باب المغاربة، فيما تسعى الشرطة الإسرائيلية إلى إغلاق بوابات المسجد الأقصى على المصلين الفلسطينيين، حيث بدأ يهود متشددون بالتدفق نحو حائط البراق (المبكى إسرائيلياً) لأداء طقوس صلاة quot;الغفرانquot;.

وأوضح أن الشرطة الإسرائيلية أطلقت النار لتفريق الفلسطينيين وتأمين وصول المتشددين اليهود، ما أدى إلى إصابة 4 مواطنين بجروح طفيفة، يجري التنسيق لإخلائهم لتلقي العلاج، فيما يسود توتر شديد في المكان.

من جهته، قال مسؤول quot;وحدة القدسquot; في حركة فتح، حاتم عبد القادر، إن المئات من المقدسيين تجمعوا صباح اليوم أمام بوابات المسجد الأقصى لمنع أي اقتحام للمسجد الأقصى.

وتابع عبد القادر quot;أن القدس خط أحمر على أجندة الفلسطينيين، وإن كانت إسرائيل تعتقد أنها تستطيع أن تجبر الفلسطينيين بقبول بحل وسط بما يتعلق بمدينة القدس المحتلة، فهي خاطئةquot;.

ونددت الحكومة الفلسطينية المقالة التي تديرها حركة حماس بمحاولة اليهود المتشددن اقتحام المسجد الأقصى، وحيّت الفلسطينيين المرابطين داخله. كما نددت بما يجري، واعتبرت أن ذلك ثمرة للقاء الثلاثي في نيويورك والغطاء الأميركي لإسرائيل، ودعت إلى مسيرات احتجاجية في القطاع.

كما دعت حماس إلى تحرك عربي إسلامي لحماية المسجد مما أسمتها خطط إسرائيلية للمساس بأولى القبلتين وثالث الحرمين.