المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي

يواجه محمد البرادعي مشاكل عديدة. وفيما قال مبارك الخميس ان لا قيود على ترشيح البرادعي، يعتقد بعض السياسيين المعارضين في مصر انه لم يفعل ما فيه الكفاية لمنع الولايات المتحدة من غزو العراق ويتهمونه بالسعي الى القيام بدور حامد كرزاي في مصر جديدة موالية لأميركا.

إعداد عبدالاله مجيد: تطرق حسني مبارك الرئيس المصري الخميس في برلين ولأول مرة إلى احتمال ترشح محمد البرادعي الى الرئاسة في الانتخابات المقبلة. وقال إن لا قيود على ترشيحه إذا انضم إلى حزب مصري. في وقت يقول البرادعي إنه قد يرشح للرئاسة إذا جرت انتخابات نزيهة العام المقبل.

ويقول روبرت فيسك في مقال نشرته الاندبندنت ان quot;إذاquot; أداة شرطية كبيرة في السياسة المصرية، ولا يبدي البرادعي ما ينم عن إدراكه حجم الصعوبة التي تعتري حظوظه. فهو دعا الى تعديل الدستور المصري والغاء قوانين الطوارئ. ولكن حتى البرادعي لا بد ان يدرك ان فرائص مبارك لن ترتعد بهذا النبأquot;.

ويضيف فيسك quot;المشكلة الحقيقية بالطبع ليست فرص البرادعي ـ المعدومة عمليا ـ بل عُمر مبارك. وينفي الرئيس ونجله جمال على السواء ان جمال يريد الرئاسة ولكن صعود الابن المطرد في الحياة السياسية المصرية يوحي بخلاف ذلك. وإذا ورث جمال عرش والده، ستكون هناك بالطبع خلافة ثانية في العالم العربي ـ الأخرى سوريا حيث تسلم بشار الأسد مقاليد الحكم بعد وفاة والده وبعض التحوير الذكي في دستور حزب البعثquot;.

ويرى أن quot;البرادعي يواجه مشاكل اخرى. ويعتقد بعض السياسيين المعارضين في مصر انه لم يفعل ما فيه الكفاية لمنع الولايات المتحدة من غزو العراق ويتهمونه بالسعي الى القيام بدور حامد كرزاي في مصر جديدة موالية لأمريكا، بل ويقترحون تقديم البرادعي الفائز بجائزة نوبل الى محاكمة رمزية لاخفاقه في وقف الاحتلال الاميركي للعراقquot;.

ويختم بأن quot;ايمن نور، المنافس السابق على منصب مبارك، سُجن بعد انتخابات 2005 بتهمة التزوير، وهي تهمة قال انها ملفقة. ولعل من الأصعب وضع محمد البرادعي وراء القبضان ولكنه من المرجح ان يجد تحقيق quot;الديمقراطيةquot; في مصر مهمة اصعب من مراقبة إيران.

وفي هذا الإطار تطرق الرئيس حسني مبارك في برلين امس وللمرة الاولى خلال مؤتمر صحافي مشترك مع المستشارة الالمانية انغيلا مركل بعد محادثات استغرق ساعتين، الى احتمال ترشيح المدير العام العام السابق لوكالة الطاقة الذرية الدولية الدكتور محمد البرادعي الى الرئاسة في مصر في الانتخابات المقبلة. وقال إن لا قيود على ترشيحه إذا انضم إلى حزب مصري.

وأجاب الرئيس المصري على سؤال باعتبار البرادعي بطلاً قومياً وعلى استعداد للترحيب به في حزبه، فقال دون أن يذكر اسمه: quot;البطولة في الشعب كله، ولا نحتاج إلى بطل قومي من هنا وهناك، وإذا كان يريد دخول أي حزب فهو مواطن قادر على ذلك وليست لدينا قيود أبداًquot;. وزاد: quot;إذا كان يريد أن يرشِّح نفسه من خلال الحزب ليتفضَّل، أو من خلال حزب آخر ليتفضل أيضاً، لا توجد عندنا قيود في هذا المجال طبقاً للدستورquot;.

وفي هذا الإطار ذكرت صحيفة quot;الحياةquot; أنه لوحظ وصول جمال مبارك، أمين السياسات في الحزب الوطني الحاكم في مصر، إلى برلين مع الوفد المصري المرافق لوالده والذي ضم أيضاً وزير الخارجية أحمد أبو الغيط.

وفيما ذكرت رئاسة الجمهورية المصرية في بيان أن جمال سيرافق والده لاجراء فحوص طبية في مستشفى هايدلبيرغ في ولاية ولاية بادن ـ فورتمبيرغ ابتداء من يوم غد، ربط بعض المصادر مجيئه بحصول البرادعي أول من أمس في برلين على وسام الاستحقاق الأكبر الألماني وإمكان ترشحه لمنصب رئاسة الجمهورية علماً أن جمال مبارك لم يستبعد مطلقاً إمكان ترشحه للمنصب أيضاً.

يذكر أن البرادعي وصل قبل يومين إلى برلين حيث تسلِّم وسام الاستحقاق الأكبر الذي منحه إياه رئيس الدولة الاتحادية هورست كولر خلال احتفال رسمي جرى في قصر الرئاسة quot;بل فوquot; حضرته شخصيات سياسية ونيابية واجتماعية.