بالتزامن مع فتح صناديق الإقتراع، شهدت بغداد سقوط قذائف وقصف بالهاونات في المنطقة الخضراء وسمع دوي إنفجارات في أماكن أخرى ما أدى إلى مقتل وجرح أكتر من32 شخصاً كحصيلة أوليّة .
بغداد: بدأ الناخبون العراقيون بالتوجه الى صناديق الاقتراع للادراء بآرائهم في ثاني انتخابات نيابية تشهدها البلاد منذ الغزو الاميركي عام 2003 . وتعرضت المنطقة الخضراء في قلب العاصمة العراقية حوالي موعد بدء التصويت لقصف بالهاونات، كما سمع دوي ثلاثة انفجارات اخرى في اماكن اخرى من العاصمة. وأدى تفجير ضخم إلى انهيار عمارة في بغداد .
واعلنت مصادر امنية عراقية مقتل خمسة اشخاص على الاقل واصابة حوالى عشرين اخرين بجروح صباح الاحد مع فتح مكاتب الاقتراع في انتخابات تشريعية هدد تنظيم القاعدة بتعطيلها وقتل المشاركين فيها. واضافت ان اربعة اشخاص قتلوا واصيب ثمانية اخرون بانهيار مبنى في حي العامل قرب نقطة الشرطة الرابعة، جنوب غرب بغداد جراء انفجار. وسقط ما لا يقل عن 15 قذيفة هاون في مناطق متفرقة من بغداد وضواحيها فضلا عن الانفجارات.
واستهدفت القذائف المنطقة الخضراء الشديدة التحصين في وسط بغداد والغزالية (غرب) في حين انفجرت عبوة ناسفة في منطقة القاهرة (شمال) واخرى في الاعظمية (شمال) قرب مسجد العساف. وفي حي المنصور (غرب) اصيب شخصان بجروح في سقوط قذيفة هاون. كما سقطت قذائف في الزعفرانية والدورة (جنوب) وبغداد الجديدة (جنوب-شرق).
وفي بعقوبة، كبرى مدن ديالى، قال مصدر في الشرطة ان خمسة انفجارات وقعت في الوقت ذاته قرب خمس مراكز انتخابية. ولم يكن بوسع المصدر تاكيد وقوع اصابات. وفي محافظة صلاح الدين، سقطت خمس قذائف هاون قرب احد المراكز الانتخابية في مدينة بيجي (200 كلم شمال بغداد). واصيب ثلاثة اشخاص بجروح في انفجار عبوة ناسفة في بلدة يثرب، جنوب تكريت.
كما اعلنت مصادر امنية عراقية ان ما لا يقل عن16 شخصا لقوا مصرعهم واصيب ثمانية اخرون بجروح الاحد في انهيار مبنى سكني في انفجار في حي اور شمال شرق بغداد، مع بدء انتخابات تشريعية مصيرية بالنسبة للبلاد. وقالت المصادر ان quot;ما لايقل عن16 قتيلا سقطوا واصيب12 اخرون اثر انهيار مبنى جراء انفجار استهدف مبنى سكنيا في حي اور صباح اليومquot;. واكدت المصادر عدم وجود اي مركز انتخابي قرب مكان التفجير مشيرة الى ان الانهيار ناجم عن استخدام مادة تي ان تي.
وفتحت مكاتب الاقتراع ابوابها امام الناخبين اليوم الاحد في ثاني انتخابات تشريعية في العراق منذ سقوط النظام السابق ربيع العام 2003، وسط قذائف وانفجارات في مختلف مناطق بغداد اثر اطلاق القاعدة تهديداتها بتعطيل الانتخابات. وبدأت المكاتب عملها في الساعة السابعة (04,00 تغ) في جميع مراكز الاقتراع في البلاد في ظل اجراءات امنية مشددة بمشاركة مئات الالاف من عناصر الجيش والشرطة وفرض حظر تجول على المركبات في بغداد.
ودعي حوالى 19 مليون ناخب لاختيار برلمان من 325 نائبا لمدة اربع سنوات سيغادر خلالها 95 الف جندي اميركي بشكل نهائي العراق بعد تسعة اعوام على الاطاحة بنظام الرئيس السابق صدام حسين. وفي المركز الانتخابي في مدرسة عمر المختار في منطقة الصالحية في وسط بغداد، كانت اعداد الناخبين قليلة في الصباح الباكر. وقال ابو عادل (57 عاما) وهو متقاعد quot;من واجبي المشاركة في العملية الديموقراطية وعلى الجميع القيام بواجبهمquot;.
من جهته، قال ابو داوود ( 70 عاما) الذي وصل برفقة امراته ان quot;اللوائح العلمانية بامكانها انقاذ البلاد. انها المرة الثانية التي ادلي بصوتي لصالح العلمانيينquot;. اما امراته فقالت quot;ادليت بصوتي لصالح (رئيس الوزراء نوري) المالكي لانه الافصل للعراق وصلت الاولى لانني اريد طي صفحة الارهابquot;.
وينتشر مئات الالاف من عناصر الشرطة والجيش لحماية 46 الف مكتب اقتراع في ظل تهديدات انصار اسامة بن لادن بقتل كل من يشارك في الانتخابات. واعلن تنظيم القاعدة في العراق الجمعة فرض quot;حظر التجولquot; الاحد في جميع انحاء البلاد لمنع اجراء الانتخابات. وحذر من يخرق حظر التجول هذا بانه quot;يعرض نفسه والعياذ بالله لغضب الله ولكل صنوف اسلحة المجاهدينquot;. ونددت القاعدة في رسالتها quot;باحتلال الصليبيين والرافضةquot; للعراق. وستغلق مكاتب الاقتراع ابوابها الخامسة عصرا (14,00 تغ).
واغلقت السلطات المطارات والمعابر الحدودية بين العاشرة مساء السبت (19,00 تغ) والخامسة فجر الاثنين (02,00 تغ). ويتوقع ان تكرس هذه الانتخابات التي تاتي بعد اربعة اعوام من اعمال عنف طائفية اودت بعشرات الالاف، الهيمنة السياسية للشيعة الذين يشكلون الغالبية في العراق. كما سيشارك العرب السنة بكثافة في الانتخابات بعد ان قاطعت نسبة كبيرة منهم انتخابات العام 2005. ويخوض الانتخابات 6281 مرشحا بينهم 1801 امرأة موزعين ضمن 12 ائتلافا كبيرا وكيانات اخرى.
والقوائم الاوفر حظا هي ائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي ذات الاتجاهات الشيعية، وكتلة العراقية العلمانية بزعامة رئيس الوزراء الاسبق اياد علاوي. ويدور الخلاف الاساسي بينهما حول مسألة اجتثاث البعث التي احتلت مساحة واسعة في الحملة الانتخابية مع اقصاء 511 مرشحا بتهمة الانتماء الى الحزب المحظور دستوريا، فضلا عن اختلاف المنابع الفكرية بين الطرفين. وفي اقليم كردستان، يتحالف الحزبان الرئيسيان المهيمنان على الحياة السياسية منذ ثلاثة عقود، الاتحاد الوطني والديموقراطي الكردستاني، بمواجهة حركة التغيير التي قد تتمكن من اعادة رسم الخريطة السياسية في هذه المنطقة.
التعليقات