شهدت شعبية الرئيس الفرنسي إنخفاضا قياسيا في استطلاعات الرأي، وهبطت شعبيته بأربعة نقاط خلال شهر.

باريس: واجه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي يوم الاحد ضربة جديدة من ضربات استطلاعات الرأي في الوقت الذي شهدت فيه شعبيته انخفاضا قياسيا بينما يتوقع حلفاؤه السياسيون أن تصيبهم خسارة ثقيلة خلال الانتخابات المحلية التي تجرى هذا الشهر.
والانتخابات المحلية التي تجرى على جولتين يومي 14 و21 من مارس اذار هي اخر اختبار انتخابي كبير قبل الانتخابات الرئاسية التي تجرى في 2012 ويبدو في عداد المؤكد أن تؤدي المخاوف بشأن حالة الاقتصاد الهزيل الى اضعاف فرص يمين الوسط الحاكم في الفوز.

وأظهر استطلاع للرأي أجرته شركة سي اس ايه لاستطلاعات الرأي ونشر في صحيفة لو باريزيان اليومية هبوط شعبية ساركوزي بأربع نقاط خلال شهر لتصل الى 36 في المئة وهو أدنى مستوى تصل اليه شعبية الرئيس الفرنسي منذ اعتلائه منصبه عام 2007.

وتنبأ استطلاع مستقل أجرته سي اس ايه أيضا بفوز الجماعات اليسارية بما مجموعه 52 بالمئة من الاصوات في الانتخابات المحلية في مقابل 28 بالمئة فقط ليمين الوسط والاحزاب اليمينية.

وقال السياسيون على الجانبين ان الاقتصاد يؤثر على اراء الناخبين وقد أظهرت البيانات الاسبوع الماضي وصول معدل البطالة في فرنسا الى عشرة بالمئة لاول مرة منذ عشر سنوات.

وكمزيد من الانذار للحكومة سجلت البطالة نسبة قياسية بلغت 25.3 بالمئة من الذكور بين سن 15 و24 عاما.

وقال بينوي هامون المتحدث باسم الحزب الاشتراكي لقناة كنال بلوس التلفزيونية يوم الاحد quot;قادت استراتيجية الحكومة الى المزيد من الفقر والمزيد من البطالة لذا فقد جاءت الانتخابات المحلية في اللحظة المناسبة.quot;

ويسيطر الاشتراكيون بالفعل على 20 من بين 22 من أقاليم فرنسا الام وربما أدى انتصار كبير يحققونه في الانتخابات المحلية هذا الشهر الى مداواة بعض من الخلافات الداخلية العميقة التي حكمت على الحزب بالخسارة في الانتخابات العامة الاخيرة.

كما يمكن أن تؤدي هذه الانتخابات الى ظهور شخصيات معارضة داخل الجناح اليميني مثل دومينيك دو فيلبان رئيس الوزراء السابق الذي يدرس احتمال أن ينافس ساركوزي على منصب الرئيس في انتخابات 2012.

وقال المحلل السياسي ستيفان روزي quot;هناك نمط ايجابي يفتح الباب أمام كل من يرى نفسه بديلا لساركوزي سواء من اليسار أو اليمين.quot;
وعانى ساركوزي من سلسلة من الضربات في الاشهر الاخيرة مع تراجع سلطته بسبب الشقاقات الداخلية في حزبه ودعاوى المحسوبية ونقاش مثير للجدل بشأن الهوية الوطنية وتزايد المخاوف من الحجم المتزايد لمستويات الدين والعجز في الميزانية.

وحاول الرئيس الفرنسي أن ينأى بنفسه عن الدعاية الانتخابية في الانتخابات المحلية واضعا رئيس وزرائه القوي فرانسوا فيون على خط المواجهة الا أن هذه السياسة لم تنفعه.

فعلى الرغم من تراجع شعبية يمين الوسط نال فيون الاستحسان لهدوئه واستقراره وتزيد شعبيته باستمرار على شعبية ساركوزي وقال استطلاع لسي اس ايه ان شعبية فيون انخفضت نقطة مئوية واحدة لتصل الى 42 بالمئة.