لاهاي: شهد اليوم الأول من انتخابات الجالية العراقية المقيمة في هولندا وفرنسا وبلجيكا، الجمعة الخامس من آذار/مارس مشاركة واسعة بشكل غير متوقع. وعلى مدى ثلاثة أيام، الفترة التي خصصت لانتخابات الخارج، تغير الوضع صباح السبت السادس من آذار/مارس إذ تقاطر الناخبون على مكتب الاقتراع وكان الزحام شديدا واضطر مكتب المفوضية إلى تمديد ساعات الاقتراع إلى الساعة التاسعة مساء بدلا من السادسة.
فبالإضافة إلى تصويت العراقيين المقيمين في هولندا، شاركت الجاليات العراقية المقيمة في فرنسا وبلجيكا وكان للحضور الكردي زخما كبيرا، حيث أطلقوا الموسيقى وقدموا الدبكات الكردية بالزي التقليدي، وحولوا هذه المناسبة الفريدة إلى عرس حقيقي.
وبالرغم من الانتظار الطويل في البرد الشديد، إلا إن الحيوية والفرحة لم تفارق وجوه عشرات الآلاف الذين حضروا من كل مكان للمشاركة في اكبر انتخابات يشهدها العراق في تاريخه الحديث والتي ستكون حدثا مفصليا في تاريخ العرب والمنطقة برمتها. رجال ونساء من كبار السن وعدد كبير من المعاقين لم يمنعهم لا المرض ولا البرد ولا المسافة، أدلوا بأصواتهم حيث خصص لهم ممر خاص لتسهيل عملية تصويتهم. هذه الحيوية والرغبة الكبيرة بالمشاركة جعلت العراقيين يتوحدون في لحظة تاريخية نادرة بحث عبر احد الأطباء القادمين من فرنسا عن فرحته بهذا الحدث وقال انه quot;يتمنى ان تجري الانتخابات كل سنة لكي نرى إخوتنا وأصدقاءنا في كل مرةquot;.
العراقيون بكل أطيافهم كانوا حاضرين، كبار المثقفين والفنانين العراقيين المقيمين في الخارج حضروا في مثل هذا اليوم للمشاركة، حيث وقفوا لالتقاط الصور التذكارية وهم يرفعون أصابعهم تأكيدا على مشاركتهم في هذا الحدث غير المسبوق. النحات العراقي الكبير سليم عبد الله ومعه الفنان صلاح جياد والشاعر صلاح الحمداني قدموا من فرنسا مع مجموعة كبيرة من العراقيين المقيمين هناك إلى هولندا، من اجل هذا اليوم الذي سيعد نقطة تحول في حياة المجتمع العراقي.
من جانب آخر، كان هناك حضور لمثقفي وفناني هولندا مثل الفنان قاسم الساعدي والمطربة الكبيرة فريدة والملحن محمد كمر، حيث شكل لقاء هؤلاء المثقفين بأقرانهم القادمين من بلجيكا وفرنسا حدثا اجتماعيا قد لا يحدث كل يوم.
وعي الناخب العراقي في هولندا ساهم في تقليل الأخطاء التي تحدث في كل انتخابات من هذا النوع، أراح مفوضية الانتخابات من ضغوطات كبيرة تحملوها من اجل أن تسير عملية التصويت بشفافية وهدوء.
التعليقات