حذرت تركيا اليوم من عواقب الاعتراف بابادة الارمن على جهود السلام في القوقاز.

انقرة: حذر عبدالله غول الرئيس التركي من ان الاعتراف بمزاعم الارمن بتعرض اسلافهم للابادة على ايدي الاتراك مطلع القرن الماضي قد يضر بجهود تكريس السلام والاستقرار بجنوبي القوقاز.

ونقلت وسائل اعلام محلية عن الرئيس غول قوله في اثناء جولة داخلية ان بلاده تولي اهمية كبرى للسلام والاستقرار والتعاون في هذه المنطقة quot;لذلك فان حل المشكلات في اقليم القوقاز يتطلب رؤية لا تخضع للتسييسquot; في اشارة الى وجهة النظر التركية المنادية بمعالجة احداث مذابح الارمن بطريقة علمية وتاريخية.

وسبق لتركيا ان اقترحت عام 2005 على جارتها ارمينيا تشكيل لجنة علمية مشتركة مهمتها فحص الوثائق التاريخية المتعلقة بهذه الرواية لكن الجانب الارميني لم يبد أي حماس لهذا الاقتراح بل طالب باعتراف تركي صريح بابادة مليون ونصف المليون ارمني على ايدي الجيش العثماني عام 1915 .

واعرب غول عن امله في ان يأتي الوقت الذي يدرك فيه الجميع عدم صحة القرارات السياسية التي ذهبت الى الاعتراف بهذه الرواية المزعومة التي وقعت احداثها ابان الحرب العالمية الاولى.

ودعا السياسيين والاشخاص ممن لا يمتلكون ادنى معرفة بالتاريخ الى عدم الخوض في أي مسائل تتعلق بالوقائع التاريخية معتبرا قرار لجنة بالكونغرس الامريكي تبني رواية الارمن quot;خطأ فادحا ويمثل انتقاصا من قدر الشعب التركيquot;.

وتأتي تصريحات الرئيس التركي في وقت تشهد العلاقات الاميركية - التركية توترا على خلفية تبني لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب الاميركي الاسبوع الماضي قرارا يعترف بالرواية الارمنية.

وتسبب قرار هذه اللجنة بموجة تنديدات تركية واسعة على المستويين الرسمي والاهلي وادى الى سحب السفير التركي من واشنطن مع احتمال قيام تركيا بوقف عملية التطبيع الجارية حاليا مع جارتها ارمينيا ردا على ما اعتبرته تحريضا من جانبها على اعتماد هذا القرار.

ورغم انه لا زال امام القرار مشوار طويل كي يتم تبنيه داخل الكونغرس الاميركي فان تمريره داخل اللجنة المذكورة شكل مفاجأة غير سارة للجانب التركي الذي كان يعتمد على دعم اصدقائه داخل الكونغرس لاحباطه وهو ما يشير الى أن عدد المؤيدين لتركيا قد تراجع في الولايات المتحدة.