قال عضو رفيع في البرلمان الاوروبي ان عشرات المليارات من الدولارات من المساعدات المخصصة لافغانستان لا تصل أبدا للاشخاص الذين يحتاجون اليها بسبب الفساد والاهدار وحجب حكومات أجنبية ومنظمات دولية الاموال.

بروكسل: قال بينو ارلاتشي وهو عضو ايطالي ليبرالي في البرلمان الاوروبي كان مسؤولا كبيرا بالامم المتحدة وهو خبير في الجريمة المنظمة يوم الاربعاء ان الجزء الاكبر من الفساد والاهدار يتعلق بكيانات أميركية. وقدر ارلاتشي أن ما بين 70 في المئة و80 في المئة من 34 مليار دولار من المساعدات التي كان من المفترض أن تصل الى أفغانستان عبر المنظمات الدولية خلال السنوات الثماني الماضية لم تصل قط للشعب الافغاني.

وأضاف أنه لم يفاجأ عندما سمع أن هناك مستوى مرتفعا من الفساد عندما يتعلق الامر بالمساعدات التي تنقل عبر الحكومة الافغانية وذلك في زيارة الى أفغانستان في الاسبوع الماضي حيث التقى بالرئيس حامد كرزاي وكبار المسؤولين الافغان وقادة عسكريين أميركيين. وصرح خلال لقاء صحفي بالبرلمان الاوروبي في ستراسبورج quot;فوجئت من وجود مستوى مرتفع من الفساد بالنسبة للمساعدات الدولية المخصصة لافغانستان وهو ما شعرنا أنه غير محتمل على الاطلاق.quot;

وكان البرلمان الاوروبي قد طلب من ارلاتشي أن يقدم تقريرا الى لجنة مراقبة الميزانية التابعة له عن استراتيجية مساعدات جديدة من الاتحاد الاوروبي الى أفغانستان. وأردف قائلا ان الجزء الاكبر من 34 مليار دولار من المساعدات التي تنقل عبر منظمات دولية quot;اما أن الدول المانحة تقلصها أو أنها تفقد بسبب الاهدار والفساد.quot;

وذكر أن المدارس التي تبنيها أجهزة الامم المتحدة أو وكالة التنمية الدولية الامريكية الجهة الرئيسية للمساعدات في الولايات المتحدة تزيد تكلفتها ما بين ثلاثة الى عشرة أمثال المدارس التي تبنيها الوحدة الايطالية من قوات حلف شمال الاطلسي في أفغانستان وهيئات الاغاثة الايطالية.

وقالت وكالة التنمية الدولية الاميركية ردا على تلك المزاعم انها أنفقت 58 مليون دولار منذ عام 2002 على اصلاح 680 مدرسة في أنحاء أفغانستان وأنه تم بناؤها جميعا طبقا للمعايير التي حددها قانون البناء الدولي. وقالت مويرا ويلان المتحدثة باسم وكالة التنمية الدولية quot;الوكالة واحدة بين عدد محدود فقط من الجهات في أفغانستان التي تشترط التزام البناء بمعايير قانون البناء الدولي.quot;

وقال كرزاي يوم الاثنين انه سيعلن مراسيم جديدة لمكافحة الفساد وانه يتعين على الدول الغربية أن تبذل جهدا أكبر لضمان نزاهة الجهات التي تنقل المساعدات. وصرح وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس في لقاء صحفي مشترك مع كرزاي بأن واشنطن في حاجة لاتخاذ خطوات أفضل للاشراف على العقود التي تقدر بمليارات الدولارات.