تقيم قوى 14 آذار/مارس احتفالاً في فندق quot;البريستولquot; في بيروت السبت لمرور خمسة أعوام على انطلاقتها، تشارك فيه نحو 300 شخصية تحت شعار quot;مستمرونquot;، ويتخللها إعلان بيان سياسي عنوانه quot;وثيقة حماية لبنانquot;.

بيروت: يقول مصدر في الأمانة العامة لـ 14 آذار quot; لـ quot;إيلافquot; إن هذه الوثيقة لن تكون موسعة، ولا تتجاوز بنودها اكثر من 16 بنداً، ويمكن اعتبارها بمثابة خريطة طريق لـ quot;العبور الى الدولةquot; من خلال الاستراتيجية الدفاعية التي يدور الحوار في شأنها بين أعضاء quot;هيئة الحوار الوطنيquot; في القصر الرئاسي في بعبدا، لتكون في الوقت نفسه ورقة التحالف الى طاولة الحوار.

ويوضح أن المضمون السياسي للوثيقة سيحدد سقف المواجهة السياسية مع قوى 8 آذار/مارس وتحالفاتها الإقليمية، ويأخذ في الإعتبار موجبات التفاهم العربي -والمقصود التفاهم السعودي السوري- مع ضرورة quot;مواصلة النضال من أجل تحقيق التطلعاتquot;، وذلك لمواكبة مرحلة quot;الستاتيكو السياسيquot; المتوقع استمرارها في المدى المنظور بجهوزية سياسية وشعبية وإعلامية من خلال مستوى معين من quot;الإشتباك السياسيquot;.

وتتناول الوثيقة أساسا رؤية تحالف قوى 14 آذار إلى الطريقة المثلى لحماية لبنان من أي اعتداءات من ضمن الدولة وليس من خارجها، وتبتعد عن منطق طرح الشعارات غير القابلة للتطبيق، وتراعي في الوقت نفسه المعطيات السياسية الجديدة التي تشهدها البلاد منذ تشكيل حكومة الوحدة الوطنية برئاسة الرئيس سعد الحريري، كما تتضمن في مقدمتها نقداً ذاتياً لمسيرة قوى 14 آذار والاخطاء التي وقعت فيها.

وتتضمن الوثيقة أيضا رؤية العلاقة التي ينبغي ان تقوم بين لبنان وسورية في ضوء التطور الإيجابي الملحوظ الذي تشهده العلاقة بين البلدين خصوصا بعد زيارة الرئيس سعد الحريري لدمشق، والتي ستتكرر مطلع الشهر المقبل على رأس وفد وزاري لتقويم الإتفاقات المعقودة بين البلدين، سواء في ما يتعلق بترسيم الحدود او بمبدأ وجود المجلس الاعلى اللبناني ndash; السوري بعد افتتاح سفارة لكل من البلدين لدى الآخر، وذلك quot;بما يؤمن علاقة قائمة على مبدأ الاحترام المتبادل بعيدا عن الاملاءات والتدخلاتquot;.

ويطمح منظمو اللقاء وواضعو الوثيقة أن يكون بمثابة انطلاقة جديدة لقوى الرابع عشر من آذار، تثبت هذه القوى من خلالها انها لا تزال متماسكة ومؤثرة وفاعلة، وذلك رغم ما تعرضت وتتعرض له من هزات وضغوط كان أبرزها خروج رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي النائب وليد
جنبلاط منها، مع ما يمثل من رمزية، وكذلك على رغم الضغوط السياسية على الرئيس الحريري لفك تحالفه مع رئيس حزب quot;القوات اللبنانيةquot; سمير جعجع ولتحديد دور الرئيس السابق للحكومة فؤاد السنيورة الذي يصنفه خصومه بأنه يقود تيار الصقور فيquot; تيار المستقبلquot;. علما أن الحريري دأب على التكرار في المرحلة الأخيرة انه متمسك بحلفائه في ١٤ آذار وان لا شيء يفرّقه عنهمquot; الا الموتquot; مدركاً أن استفراده في الداخل سيعني إنهاكه في سرعة، مقدمة للقضاء عليه سياسياً.

وقد صُرف النظر، موقتاً بحسب مصادر الأمانة العامة عن إعلان هيكلية للتفاعل بين قيادة 14 آذار والرأي العام المؤيد لها، هيكلية تقوم على ما يشبه quot;مجلس وطنيquot; عابر للطوائف يضم مئات من الجمعيات المدنية والشخصيات الفكرية والثقافية والصحافية والإعلامية والمهنية، العاملة في الشأن العام خصوصا، وذلك في انتظار ظروف مؤاتية أكثر، خصوصا أن المواجهة السياسية مع quot;حزب اللهquot; وحلفائه المحليين والإقليميين تبدو طويلة الأمد. مما يفرض تطوير الوسائل والأساليب لتوفير القدرة على الإستمرار فيها وعدم السقوط بالنقاط بعدما تعذرت على الطرفين الضربات القاضية، ومنها على سبيل المثال عملية quot;7 أيار/مايو 2008quot;.

بمعنى آخر، يوضح المصدر في الأمانة العامة لـ 14 آذار، إن الهدف هو quot;وضع الرأي العام في المواجهة السياسية مع السلاحquot;، إذ أن هذا الراي العام هو الذي صنع يوم 14 آذار، ولم ينتظر الأحزاب والقيادات، وله الحق في المشاركة بالقرار والمحاسبة والتوجيه والتصويب عندما يقتضي الأمر.

وفي موضوع الحوار الوطني تبدو قيادات 14 آذار، على ما لمست quot;إيلافquot; من بعضها، مرتاحة إلى تحقيقها فوائد عدة من الجلسة الأولى للحوار بصيغته الموسعة الجديدة، فمن ناحية استطاعت تجاوز الشكليات ومحاولات لتحميلها تبعة عدم معاودة الحوار، وفرضت بموقفها الموحد البحث في موضوع الإستراتيجية الدفاعية بندا وحيدا على طاولة الحوار، حارمة خصومها متعة جرها إلى موقع الدفاع عن النفس الذي سعوا إلى وضعها فيه من خلال اتهامها بالسعي إلى استهداف السلاح الموجه ضد إسرائيل، فجاءت مقاربة قوى 14 آذار المنسقة للملف من زاوية حماية لبنان لتحرج quot;حزب اللهquot; وحلفاءه الذين لا يمكنهم، شكلاً وعلناً إعلان الرغبة في التفرد بالدفاع عن لبنان، ومنع شركائهم في الوطن حتى من إبداء رأيهم في الموضوع.

ويسجل في خانة quot;الربحquot; أيضا منع التحالف الذي يقوده quot;حزب اللهquot; من استخدام عبارة quot;لبنان بشعبه وجيشه ومقاومتهquot; في البيان الختامي للجلسة الأخيرة من الحوار، بما يعني أن الخلاف لا يزال مستمرا في البلاد على هذه النقطة، رغم البيان الوزاري لحكومة الوحدة الوطنية والإتفاقات التي رعت مرحلة احتلال quot;حزب اللهquot; لبيروت وبعض الجبل في quot;7 أيار quot;.