بيروت: أعطت قيادة قوى 14 آذار/ مارس مساء اليوم الأحد إشارة الإنطلاق لحملة إعلامية- سياسية واسعة تستمر أسبوعين لحشد الجمهور المؤيد لهذه القوى، والذي وصف يومًا بأنه quot;مليونيquot;، في إحياء ذكرى الرئيس الأسبق للحكومة رفيق الحريري في ساحة الشهداء وسط بيروت يوم الأحد 14 شباط/ فبراير، للسنة الخامسة على اغتياله. وذلك خلال لقاء في فندق quot;البريستولquot; في بيروت ضم أكثر من 130 شخصية من القيادات والوزراء والنواب والسياسيين تحت شعر موحد هو quot;مستمرونquot;.
وقال منسق الأمانة العامة لقوى 14 آذار النائب السابق فارس سعيد لـ quot;إيلافquot; قبل اللقاء إنه واثق بأن أنصار quot;انتفاضة الإستقلالquot; سيلبون الدعوة وينزلون إلى الساحة بكثافة كما في السنوات السابقة.
وكان رئيس الحكومة سعد الحريري قد تعرض لضغوط متعددة اتخذ بعضها شكل نصائح للتخلي عن إحياء المناسبة شعبيًا والإكتفاء بلقاء يضم شخصيات نخبوية في مكان مقفل، مجمع quot;البيالquot; مثلا، وبكلمة واحدة وجدانية يلقيها شخصيًّا quot;حفاظًا على أجواء التهدئة في البلاد ومناخ الخروج من الإصطفافات، ولا سيما بين فريقي 8 آذار و14 آذار، لكنه حسم الأمر في لقاء مع حلفائه الأحد الماضي حيث تقرر إقامة مهرجان شعبي تقليدي تلقى فيه أربع كلمات، للحريري ورئيس كتلة quot;المستقبلquot; النيابية الرئيس السابق للحكومة فؤاد السنيورة ورئيس حزب quot;القوات اللبنانيةquot; سمير جعجع والرئيس السابق للجمهورية أمين الجميل.
ولا يخفى أن لهذا القرار مدلولاته، لأن الإحتشاد في 14 شباط / فبراير ارتبط في الأذهان بخطاب سياسي مندد بالتدخل السوري في الشؤون اللبنانية، ورافض لما يعتبر في أدبيات قوى 14 آذار quot;التسليم بدولة حزب الله في لبنان، علمًا أن الرئيس سعد الحريري زار دمشق قبيل انتهاء السنة الماضية والتقى الرئيس السوري بشار الأسد وفتح صفحة جديدة مع سورية، وأنه يترأس حكومة جديدة تضم ممثلي quot;حزب اللهquot; وحلفاءه على قاعدة الحوار والتهدئة وترحيل القضايا المختلف عليها ولا سيما قضية السلاح على طاولة الحوار الوطني الموضوعة في عهدة رئيس الجمهورية ميشال سليمان.
لكن بدا بعد زيارة الحريري لدمشق إنه لم يتمكن من إقناع جمهور quot;تيار المستقبلquot; تمامًا بالتحولات التي أملت عليه سياسة الإنفتاح حيال القيادة السورية، تمامًا كما أن رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط اعترف أكثر من مرة بأن سياسته حيال دمشق وحلفائها لا تلقى ترحيبًا وسط قاعدته الدرزية خصوصًا.
وقد غاب جنبلاط عن لقاء قيادات 14 آذار في فندق quot;البريستولquot; بناء على قرار اتخذه في الحزب وquot;اللقاء الديمقراطيquot;، أي التجمع النيابي الذي يترأسه، في حين حضر الوزير السابق النائب مروان حمادة، لكن الحزب واللقاء أكدا الحرص علىالمشاركة quot; في إحياء ذكرى الرئيس رفيق الحريري. كذلك غابت حركة quot;التجدد الديمقراطيquot; التي يترأسها النائب والوزير السابق نسيب لحود.
وجاء في بيان لقاء البريستول الذي تلاه منسق الأمانة العامة سعيد في الختام :quot; بعد استشهاد الرئيس رفيق الحريري في 18 شباط اجتمعت المعارضة آنذاك ودعت الى انتفاضة الاستقلال وبعدها اجتمع اللبنانيون في 14 آذار ورددوا quot;قسم جبران توينيquot;.ايها اللبنانيون لقد توحدتم، لقد نلتم الاستقلال، وانتم قررتم انه طريق يمتد من دم كمال جنبلاط الى بشير الجميل الى ناظم القادري إلى رينيه معوض الى جانب شهداء المقاومة الوطنية والاسلامية، الى فرنسوا الحاج ووساك عيد وكل شهداء القوات المسلحة اللبنانية في معارك نهر البارد.
وبعد الانسحاب الاسرائيلي في العام 2000 حققتم مسيحيين ومسلمين سبعة إنجازات تاريخية: مصالحة حقيقية، استولدتم رأيًا عامًا مشتركاً، اسقطتم نظاماً أمنياً، حققتم الانسحاب السوري وحصلتم على العلاقات الديبلوماسية بين لبنان وسورية، وضعتم حداً لارتكاب الجريمة وحصلتم على محكمة دولية خاصة للبنان، صمدتم في وجه العدو الاسرائيلي ولا زلتم، وانتصرتم في صناديق الاقتراع وانتصر العيش المشترك والمناصفةquot;.
أضاف:quot; نريد طي الصفحات السود والحفاظ على هوية لبنان العربي، لذلك وضعنا موضوع استشهاد رفيق الحريري في عهدة المحكمة وعدم الافلات من العدالة. نريد الوحدة التي لا تقوم بشروط فئة من بيننا بل بالاجماع الوطني وآليات النظام والدولة السيدة على جميع اراضيها والمسؤولة حصرًا عن الدفاع الوطني، الدولة التي توحد بين انجاز التحرير وإنجاز الاستقلال الثاني، الدولة التي تدعم حق الشعب الفلسطيني والتي تتمسك برفض التوطين، والتفاهم الاسلامي المسيحي لا بمنطق الثنائيات، الدولة التي تضم مواطنين احرارًا وتؤمن بتداول السلطة، الدولة العادلة.
ايها اللبنانيون بين 14 شباط و14 آذار 2005 صنعتم الاستقلال وكنتم اجمل علم لوطنكم العربي وقلتم كلمتكم: quot;اسرائيل عدوتنا والعيش المشترك ضمانتناquot;، من اجل ذلك نحن على الموعد في 14 شباط. ان تغير الظروف لا يغير من تمسكنا بثوابتنا وفاء للشهداء. واحتشادكم في ساحة الشهداء يحصن لبنان ويعزز 14 آذار ويعزز موقع الرئيس سعد الحريري. احتشادكم في 14 شباط هو تأكيد للعبور الى الدولةquot;.
وكان سعيد قال لـ quot;إيلافquot; ردًّا على سؤال عن انتقاد جهات سياسية لما تعتبره quot;استغلال الشهادةquot;، ان quot;عدم استثمار التواريخ التأسيسية في لبنان من اجل توحيد اللبنانيين هو ضرب من الغباء السياسي والوطني والاخلاقي، ونحن كقوى 14 آذار نريد فتح صفحة جديدة مع الجميع، ولكن يجب على الجميع ان يعترفوا ويأخذوا في الاعتبار الارادة الوطنية اللبنانية المتمثلة في حركة 14 آذارquot;. وشدد على ان quot;انفراط عقد 14 آذار كروحية استقلالية تعني ان لا بقاء للبنان، والثوابت الوطنية لا تتبدل مع تبدل بعض الهندسات السياسية في المنطقةquot;.
التعليقات