المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي

بيروت: رفعت أمس في مدينة طرابلس بشمال لبنان مسقط رأس المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي لافتات وصور مؤيدة وداعمة للأخير ومنوّهة بمناقبيته، وذلك ردًّا على الحملات التي يتعرض لها من قبل قيادات ونواب وشخصيات ووسائل اعلام تابعة لفريق المعارضة السابقة (كما يصفها رئيس البرلمان نبيه بري) على خلفيّة إتفاقية أمنيّة وقعها ريفي عن الجانب اللبناني في العام 2007 بتكليف من حكومة الرئيس فؤاد السنيورة التي خرج منها الوزراء الشيعة آنذاك، والسفير الأميركي جيفري قيلتمان ممثلاً ادارته في واشنطن.

ويرى منتقدو هذه الاتفاقية التي يجري البحث والتحقيق بشانها في لجنة الاعلام والاتصالات البرلمانية انها تتضمن مسًّا بالسيادة اللبنانية وتبيح للأميركيين الحصول على معلومات أمنية وأخرى شخصية تتعلق بحريات الأفراد، في الوقت الذي يجاهر فيه المسؤولون الأميركيون بحرصهم على الأمن الاسرائيلي مما يعني ان المعلومات التي تصل الى الاميركيين تحال تلقائيًّا إلى تل ابيب.

وبالمقابل يرى المعترضون على هذه الطروحات وفي مقدمهم quot;تيار المستقبلquot; وقوى 14 آذار انَّ لا صحة لما تورده المعارضة في هجومها على هذه الاتفاقية الأمنية، مؤكدين عدم وجود ما يمس بالأمن القومي فيها من منطلق ان المعلومات المطلوبة جراءها متوفرة على مواقع quot;غوغلquot;، وثمة من ذهب الى حد القول بأن الاتفاقية المذكورة مثلها مثل اتفاقيات اخرى جرى التوقع عليها مع وكالة التنمية الاميركية بينها واحدة تخصّ الجيش اللبناني وغيرها مودعة في عدد من البلديات التابعة لحزب الله او المعارضة.

إلا أنّ مصدرًا عسكريًّا مسؤولاً نفى لـ quot;ايلافquot; ان تكون لدى الجيش اتفاقية شبيهة بالإتفاقية المعقودة بين قوى الأمن الداخلي، خصوصًا لجهة تحديدها توجهات وصفات الافراد الذين سيخضعون لدورات التدريب الأميركية بناء على شروط الاتفاقية الأخيرة، لافتًا إلى أنّ تدريب الجيش يتم في عدد من الدول العربية والأجنبية وهناك اتفاقيات معمول بها يعود تاريخها الى اكثر من خمسين سنة فيما عقيدة الجيش باتت واضحة لجهة تحديده اسرائيل العدو الأوحد للبنان.

واستغرب المصدر العسكري المسؤول زج الجيش في السجال الحاصل حول الاتفاقية الأمنية الخاصة بقوى الأمن الداخلي والتي تتضمن هبة اميركية بقيمة 50 مليون دولار، معتبرًا ان من يفعل ذلك انما يريد التخفيف من وطأته وافهام من يعنيهم الامر ان المسألة لا تستأهل كل هذا الضجيج.

هذا وتترقب الأوساط السياسية والنيابية المتابعة لهذه القضية نتائج التقرير الذي تعده وزارة الاتصالات بعد تكليفها من قبل الاعلام والاتصالات به لتحديد ما اذا كانت المعلومات المطلوبة وفقًا للاتفاقية الأمنية تشكل خرقًا للسيادة الوطنية ام لا.

رئيس الحكومة سعد الحريري

وبانتظار صدور هذا التقرير الذي يتطلب خمسة عشر يومًا/ بدءًا من يوم الأربعاء الماضي حيث عقدت جلسة لجنة الاعلام والاتصالات اجتماعها بحضور وزير الداخلية زياد بارود ووزير العدل ابراهيم نجار ومدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء اشرف ريفي، يبدو أن الخلاف بشأنها ذاهب الى مزيد من الاتساع والتصعيد بعد دخول رئيس الحكومة سعد الحريري على الخط مدافعًا عن ريفي في جلسة مجلس الوزارء التي انعقدت يوم الخميس الماضي في القصر الجمهوري. اذ استغرب الحملة ضد وزارة الداخلية وقوى الأمن الداخلي مذكّرًا بأنّ الاتفاقيات بين الجهات المانحة بما فيها الوكالة الاميركية للتنمية الدولية تتضمن بنودًا شبيهة بتلك التي باتت موضوعًا لإطلاق الاتهامات.

ورأى ان مثل هذا الامر لا يبني وطنًا بل يهدم الجهود التي تقوم بها الحكومة لتعزيز هيبة الدولة وفاعلية الاجهزة الأمنية، مضيفًا ان استهداف القوى الأمنية التي تقوم بواجبها على افضل ما يرام او غير مقبول.

ويأتي كلام الحريري بعد موقف لافت لرئيس مجلس النواب نبيه بري اثار فيه اكثر من تساؤل حول الاتفاقية الأمنية موضع الجدل ملوحا باتخاذ اجراءات معينة في حال تبين ان الحكومة السابقة عقدت مثل هذه الاتفاقية، في وقت كثر فيه الحديث عن مسؤولية رئيسها فؤاد السنيورة في ابرامها وانتفاء اي مسؤولية للواء ريفي بهذا الخصوص كونه ينفذ اوامر السلطة التنفيذية، علمًا ان الاخير لم يتورع عن تبيان صحة هذه الاتفاقية واصفًا ما يتعرض له بـ الكيدية السياسية quot; قائلاً لمن يستهدفونه quot;يا جبل ما يهزك ريحquot;.

وتلفت الاوساط السياسية المتابعة لهذا الملف بأن دفاع الحريري عن ريفي المقرب منه ليس الأول اذ سبق له ان قام بالمثل يوم تعرض مدير عام قوى الأمن الداخلي لحملة مماثلة بعد ان هم بمعاقبة قائد الدرك العميد انطوان شكور لمخالفته التعليمات الصادرة وقيامه بما يشبه quot;حركة تمردquot; داخل المديرية وقد سويت القضية يومها بالانتصار لموقف اللواء ريفي وان خلفت فتورًا في العلاقة بينه وبين وزير الداخلية زياد بارود مع اقرار الطرفين، سواء المؤيد او المعارض لبارود و ريفي ان كليهما يتمتع بالخصال الحميدة والسيرة الحسنة والنزاهة و نظافة الكف....