يواجه رئيس الجمهورية اللبنانيّة، ميشال سليمان، موجة من الإنتقادات، كانت أولها موجّهة من عمر كرامي، ليكملها وئام وهاب، الذي نفى أي تدخل سوريفي تصريحاته ضد سليمان، مؤكداً حرصه على موقع رئاسة الجمهورية وصورة الرئيس، ونافياً دعوته له بالإستقالة .
بيروت: حسناً فعل رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان بإعلان رفضه مناقشة الحملة التي يتعرض لها على طاولة مجلس الوزراء أول من أمس ، معطلاً بذلك مفاعيل سجال اندلع على الساحة الداخلية إثر مطالبة الوزير السابق وئام وهاب باستقالة رئيس الجمهورية ما أثار حفيظة عدد كبير من القيادات والمسؤولين والشخصيات الذين هموا باستنكار كلام وهاب مدافعين عن الرئيس سليمان وموقع الرئاسة فيما صدر موقف موحد في مجلس الوزراء اقتصر على كلمات قليلة جاء فيها quot;ان موقف جميع الوزراء معروف لجهة تأكيدهم الحرص على مقام رئاسة الجمهوريةquot; كما اوضح وزير الاعلام طارق متري quot;ان فخامة الرئيس رغب ألا تتم مناقشة هذا الأمر ولم يكن من مهمة مجلس الوزراء الردquot; .
واذا كانت هذه quot;العاصفة المفاجئةquot; آخذة في الانحسار على ما يبدو فان آثارها ما زالت قيد الدرس والمتابعة خصوصاً ان المتسبب بها معروف بقربه من مسؤولين سوريين كبار ، الأمر الذي أوحى أن ما نطق به quot;قائدquot; الحملة على الرئيس ليس من بنات أفكاره بل تعبير عما يجول في فكر هؤلاء ، وهذا ما نفاه وهاب أكثر من مرة آخرها في تصريح أدلى به مساء أمس الى محطة quot;أو.تي.في.quot; حيث أكد ان ما أدلى به يعبر عن رأي شخصي لا علاقة له بسوريا لا من قريب ولا من بعيد ، موضحاً انه لم يزر دمشق منذ شهر كما لم يجر أي اتصال مع مسؤول سوري طوال تلك الفترة ، لافتاً الى ان من يراقب الاتصالات الهاتفية يعرف ذلك جيداً .
كذلك استغرب وهاب لدى سؤاله اذا ما كان اللواء رستم غزالي الذي تربطه به علاقة جيدة به وراء الحملة على رئيس الجمهورية مؤكداً ان الأخير quot;غير فاتح على حسابهquot; في سوريا . إلا ان اللافت في رد وهاب هنا تزامنه مع مقدمة الأخبار في محطة quot;نيو.تي.في.quot; أمس التي دافعت عن رئيس الجمهورية غامزة من قناة ما اسمته رستم ndash; وئام في محاولة لربط كلام الثاني من الرئيس بتوجيهات الأول علماً ان القريبين من الرئيس العماد سليمان واللواء غزالي يعلمون جيداً مدى العلاقة الوثيقة التي تجمع بينهما والتي ليست وليدة اليوم بالتأكيد بل تعود الى سنوات كما ان الذين يعرفون المسؤول العسكري السوري يدركون مدى حرصه على اقامة افضل العلاقات بين لبنان وسوريا وانزعاجه ممن يشوش عليها .
وفي محاولة للتصحيح أو التخفيف من وقع التصريح الصادر عنه من على منبر رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون والمتعلق بمطالبة رئيس الجمهورية بالاستقالة أصدر وهاب أمس تصريحاً آخر قال فيه إنه quot;يكن لرئيس الجمهورية ميشال سليمان كل الاحترام والتقدير والمحبةquot; . مشيراً الى انه أيده في مواقفه وخصوصاً من طرح قانون الانتخابات على أساس النسبية ووشفافية التعيينات والمقاومةquot; . ونفى وهاب في تصريحه دعوته سليمان الى الاستقالة مؤكداً الحرص على صورته وعلى موقعه ، لانه تحدث مرات عن تعديل الدستور ولم يتجاوب معه أحد وتحدث عن شفافية التعيينات فرأينا تعيينات ولا أبشع تحصل أمام عينيهquot; .
ولم تفت وهاب الاشارة الى التواصل القائم بين الرئيس سليمان والرئيس السوري الدكتور بشار الأسد ، كما ان رئيس الجمهورية نفسه وفي محاولة للرد على المشككين في quot;صحةquot; العلاقة بينه وبين الأسد وحديثهم عن انزعاج سوري من توقيت الدعوة الى طاولة الحوار للبحث في موضوع سلاح المقاومة غداة الاجتماع الثلاثي الذي انعقد في دمشق وضم الى الأسد نظيره الايراني أحمدي نجاد والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله تحت شعار quot;مقاومة اسرائيلquot; نقل عن سليمان قوله انه تحدث الى الرئيس السوري في اليوم التالي لالتئام هيئة الحوار كما سبق ان ابلغ مجلة quot;الأفكارquot; في طريق عودته من زيارته الأخيرة الى المملكة العربية السعودية انه سمع من الرئيس الأسد استغراباً لما يجري تداوله في بعض وسائل الاعلام عن فتور في العلاقة بينهما .
من جهة أخرى تساءلت أوساط سياسية متابعة عن الاسباب التي حملت منتقدي الوزير السابق وئام وهاب على اغفال ما سبقه اليه رئيس الحكومة الاسبق عمر كرامي حين هاجم الرئيس سليمان بعنف قائلاً انه لم يفعل شيئاً حتى الساعة بعد مضي ما يقارب السنتين على عهده منتقداً كثرة الاسفار التي يقوم بها والتي تكبد الخزينة تكاليف باهظة .
التعليقات