رغم مرور نحو عشرين عاما على استقلالها ما زالت ناميبيا تعاني من الفقر والبطالة والتبعية لجنوب افريقيا.

ويندهوك: يستعد الناميبيون بعد عشرين سنة على استقلالهم، للاحتفال الاحد بهذا الحدث في بلد ما زال يعاني من الفقر والبطالة على الرغم من نمو سنوي بنسبة 4%. وترى الشابة مفولا ايكيلا التي ولدت قبل اسابيع من تحرير البلاد في مخيم للاجئين، ان هذا الموعد التاريخي في 21 اذار/مارس قد غير مصيرها دون ادنى شك.

وقد فر والداها قبل ذلك بتسع سنوات من المستعمرة الالمانية سابقا التي باتت تحت سيطرة جنوب افريقيا العنصرية ولجآ الى مخيم تديره منظمة شعوب جنوب غرب افريقيا (سوابو) حركة التحرير التي كان يناضل فيها والدها.

وتقول هذه الطالبة النابغة حائزة منحة امتياز quot;انهما ضحيا باحلامهما من اجل تحرير ناميبيا ويحققانها اخيرا من خلالي اناquot;. الا ان مشوارها يبقى مثاليا في بلد يعيش نصف سكانه باقل من 1,25 دولار في اليوم، وحيث يعتبر 51% من السكان في سن العمل من دون عمل.

واقر رئيس الوزراء ناهاس انغولا مؤخرا في معرض تقييم ما تم انجازه منذ 1990، ان quot;البطالة تهدد التماسك الاجتماعيquot;. وقد نجحت الحكومة التي تقودها بدون انقطاع حركة سوابو، في توحيد شعب مشتت يتالف من عشر مجموعات اتنية ولا يتجاوز عدد السكان مليوني نسمة.

وشيدت المدارس والمراكز الصحية والمنازل والطرق بعد ان همشت جنوب افريقيا العنصرية السكان السود. الا ان المستشفيات الجديدة لم تمنع تفشي الايدز الذي بات يصيب 15% من الراشدين.

وعلى الصعيد الاقتصادي، شهد هذا البلد الواقع في جنوب غرب القارة الافريقية معدل نمو سنوي بنسبة 4%، لكنه ما زال يعاني من تبعية كبيرة للعملاق الجنوب افريقي والصناعة المنجمية التي تمثل ربع اجمالي ناتجه الداخلي.

واعتبر الاقتصادي روبن شربورن ان على ناميبيا ان تكون اكثر تنافسية اذا ارادت مكافحة الفقر والبطالة. وصرح لمجلة انسايت ان quot;ذلك يعني تحسين ادارة الضرائب وفعالية عمل الحكومة ومكافحة الفساد والجريمةquot;.

وفي انتظار ذلك، تحيي الحكومة الاحد ذكرى الاستقلال العشرين في ملعب ويندهوك. وخلال هذه الاحتفالات يؤدي الرئيس هيفيكيبونيه بوهامبا اليمين الدستورية لولاية ثانية من خمسة اعوام.

وقد خلف بوهامبا سنة 2005 بطل التحرير سام نوجوما الذي ما زال في الثمانين من عمره ماسكا بزمام البلاد والحزب رغم تقاعده رسميا.

ونجح الرئيسان في استتباب السلم والاستقرار خلال السنوات العشرين الماضية، لكن رغم ذلك بدا جيل الشباب يبدي نفاد صبره من هيمنة سوابو التي فازت بكافة الانتخابات منذ الاستقلال امام معارضة مقسمة.

واعتبرت الشابة مفولا ايكيلا انه quot;لن يتسنى القيام بمقاربة اكثر حداثة وبراغماتية الا عندما ينسحب الحرس القديم ويفسح في المجال امام الجيل الصاعدquot;. وتابعت الطالبة quot;اننا نحن الجيل الصاعد نرى ان ذلك ضروري، لكن متى يحصل؟quot;.