أرجوان سليمان من الرياض: فيما يتزايد القلق في السعودية من تزايد أعداد المدخنين من الجنسين وخصوصاً صغار السن والقاصرين, بدأت حملات عديدة من جهات متعددة لمواجهة quot;أزمة التدخينquot; بعد أن خرجت إحصائيات مثيرة ومقلقة حول أعداد المدخنين والمدخنات في المجتمع الذي لطالما عرف بالمحافظة على قيم وعادات كثيرة تسببت في انعزال المدخنين في السابق.

وفي هذا الصدد أطلقت جامعة الملك سعود بالرياض فعاليات مشروع quot;جامعة الملك سعود بيئة خالية من التدخينquot; كأنموذج أول للجامعات السعودية في مؤسسات التعليم العالي وذلك تمهيدا لبداية انطلاق المشروع في الفصل الأول من العام الدراسي 2009/2010م ولمدة عام كامل.

ويهدف المشروع إلى جعل جامعة الملك سعود بيئة خالية من التدخين بالإضافة إلى نشر الوعي اللازم لتغيير اتجاهات وسلوكيات منسوبي وطلبة الجامعة نحو التدخين وتوفير سبل العلاج خلال فترة البرنامج وتطبيق لائحة منع التدخين في المدينة الجامعية تجريبيا متخللا ذلك أنشطة وفعاليات وبرامج وندوات توعوية وجوائز تشجيعية بالإضافة إلى توفير دورات تأهيلية واستشارات نفسية وعيادات متكاملة في مقر الجامعة لمساعدة الراغبين في الإقلاع عن التدخين.

وتنطلق هذه الحملة من جامعة الملك سعود مستهدفة شريحة كبيرة من منسوبي الجامعة منقسمين إلى حوالي 8000 موظف وموظفة و5000 من أعضاء هيئة التدريس و 370000من طلاب وطالبات الجامعة بالإضافة إلى أكثر من 200000 من زوار الجامعة وتتوسع هذه الأعداد لتشمل تأثير المنسوبين في عائلاتهم وأصدقائهم وأقاربهم حتى تصل للهدف الأكبر ليصل إلىquot;الرياض خالية من التدخينquot;.

وتشير إحصائيات وزارة الصحة إلى أن نسبة انتشار التدخين بين طلاب الجامعات تصل إلى 37 %، ويأتي انتشارها الأكبر بين الطلبة الذكور بما نسبته 26% فحسب بل تبلغ أيضا نسبة المدخنات الطالبات على مستوى التعليم العالي 11 % وهذا الرقم مؤهل للازدياد.

الترفيه مفقود

وحول هذا الموضوع وعن سبب زيادة المدخنين والمدخنات من الجنسين داخل الجامعات السعودية قالت الاستشارية النفسية الدكتورة دعاء الحديثي لـquot;إيلافquot; إن quot;سبب الزيادة يظل في الفراغ الذي يعيشه الشاب ذكرا وأنثى سواء كان نفسيا أو دينياquot;، وأضافت أن quot;السن هي محدد وحاكم لمثل هذه الأمور كونهم يعيشون تحت مبدأ التقليد في العادات دون النظر لفكرته هل هي صحيحة أم لاquot;, ولم تغفل الحديثي دور الأب والأم كونهم هم المؤثرين الأكثر في شخصية الأبناء, وأشارت إلى أن quot;غياب البديل أيضا يعتبر هو المحرك للبعد عن مثل هذه العادات السيئةquot;.

وأضافت بأن الترفيه هو متنفس جيد للمراهقين والمراهقات بعيدا عن كل ما يضر صحتهم, وقالت بأن الأكثرية من هؤلاء المدخنون في مثل هذه السن هم بعيدون عن الرقابة الأسرية ويمارسونها عادة في التجمعات التي تكون بالجامعات أو المدارس. وشددت كذلك على دور عيادات مكافحة التدخين وأنها طريقة للتخلص من التبغ وتدخينه وطالبت بتفعيل دورها في كل اتجاه من مؤسسات ومقرات حكومية.

وتجدر الإشارة إلى أن مستشفى الملك فيصل التخصصي قد قام في عام 2001 برفع دعوى قضائية ضد شركات التبغ يطالب فيها باسترداد الأموال التي أنفقت في العلاج على مرضى التدخين والتي تقدر بنحو 10 مليارات ريال خلال 20 عاما.

وكان العديد من المدن السعودية من بينها مكة المكرمة والمدينة المنورة بدأت بتطبيق مشروع quot;مدن خالية من التدخينquot;، سواء في المرافق الحكومية أو من خلال عدم السماح ببيع السجائر في المحلات التجارية والأسواق، بيد أن المشروع شابه بعض القصور بحسب المراقبين ولم يتم تطبيقه بشكل كامل.

وترى المؤسسات المعنية بالقضاء على ظاهرة التدخين في السعودية إن المشكلة الرئيسية التي تحتاج للمعالجة هي عدم وجود ضوابط ورقابة على بيع السجائر للأطفال، وهي تدعو باستمرار للتدرج في مكافحة التدخين والبدء من القاعدة لضمان تحقيق النجاح.