رأى غيتس أن غياب السلام في الشرق الأوسط يهدّد مصالح بلاده في المنطقة، في حين نقل عن بترايوس قوله أن التقارب الأميركي الإسرائيلي يعرّض الجنود الأميركيين للخطر، الأمر الذي نفاه بترايوس.

واشنطن: اعتبر وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس أن غياب السلام بالشرق الأوسط يمثل تهديدا أمنيا لمصالح بلاده في المنطقة، في حين نسبت مواقع إلكترونية لقائد القيادة الوسطى بالجيش الأميركي الجنرال ديفد بترايوس قوله إن محاباة بلاده لإسرائيل تضع أرواح الجنود الأميركيين في خطر، رغم نفي بترايوس لتلك التصريحات.

وقال غيتس للصحافيين في واشنطن إن عدم حدوث تقدم باتجاه عملية السلام في الشرق الأوسط قضية يستغلها خصوم الولايات المتحدة في المنطقة، وتشكل مصدرا لتحد سياسي، مشددا على أن غياب السلام في هذه المنطقة يؤثر على مصالح الأمن القومي الأميركي.

وجاءت تصريحات غيتس هذه وسط تفاقم خلاف أميركي إسرائيلي بشأن عملية السلام، وفي ظل معارضة أميركية لخطط إسرائيلية لبناء 1600 وحدة سكنية جديدة في القدس الشرقية.

كما تأتي تلك التصريحات إثر محادثات بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي باراك أوباما في واشنطن يوم الثلاثاء، لم تسفر عن أي نتائج ملموسة لوقف الاستيطان أو المضي قدما في محادثات السلام مع الفلسطينيين.

بترايوس

إلى ذلك،نفى قائد القيادة الوسطى في الجيش الأميركي الجنرال ديفد بترايوس ما تناقلته العديد من المواقع الإلكترونية من أنه قال في شهادة مؤخراً بمجلس الشيوخ إن محاباة بلاده لإسرائيل تضع أرواح الجنود الأميركيين في خطر.

وقال بترايوس لمجلة ذي أميركان سبيكتاتور، وهي مجلة شهرية محافظة، إن العديد من النقاط التي قالها في شهادته أمام لجنة الخدمات المسلحة بمجلس الشيوخ، أخرج من سياقه وجرى تحريفه.

ونقل عن بترايوس حينها أن النزاع الفلسطيني الإسرائيلي يقوّض المصالح الأميركية في الشرق الأوسط، ويزيد من المشاعر المعادية للولايات المتحدة في ضوء محاباتها لإسرائيل، وهو ما يضع أرواح الجنود الأميركيين في خطر.

وأوضح أن القيادة الوسطى رفعت وثيقة من 56 صفحة إلى لجنة الخدمات المسلحة في مجلس الشيوخ، وأنه لا ذكر لأرواح الجنود الأميركيين في أي مكان فيها، quot;وقد قرأتها مجدداً ولم أعثر على أي ذكر لذلكquot;. وأشار إلى أن الوثيقة تتضمّن مختلف العوامل التي تؤثر على إستراتيجية الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، ومن ضمنها عملية السلام وquot;المنظمات المتطرفةquot; والبرنامج النووي الإيراني.

وقال بترايوس - في محاولة لتخفيف حدة السجال الذي أثاره كلامه خصوصاً في إسرائيل - إنه بعث رسالة إلى رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي غابي أشكينازي، وطمأنه إلى أن التقارير بشأن كلامه عن خطر التقارب الأميركي الإسرائيلي على أرواح الجنود الأميركيين، لا أساس لها من الصحة.

استطلاع

وفي سياق متصل، اظهر استطلاع للرأي اجراه معهد زغبي الاميركي ان 81 في المئة من الاميركيين يعتقدون ان الصراع الاسرائيلي الفلسطيني يضر بمصالح الولايات المتحدة. واضاف المعهد الذي نشر تقريره يوم الخميس ان 51 في المئة يرون ان واشنطن غير قادرة على وقف الاستيطان الاسرائيلي. وركز المعهد على ان رأي الغالبية يشير الى ان الولايات المتحدة تفقد هيبتها عالميا بسبب عدم قدرتها التأثير على اسرائيل في ما يتعلق بموضوع الاستيطان.

وحسب الاستطلاع الصادر عن المعهد الذي يعتبر من اهم المراكز في مجال استطلاعات الرأي والاكثر صدقية في الولايات المتحدة ان خمسين في المئة من الامريكيين ومعظمهم من الديموقراطيين يريدون ان يسلك الرئيس باراك اوباما خطا معتدلا في حل الصراع.

وفي السياق ذاته انخفضت نسبة التأييد بين الاميركيين لاسرائيل بحسب الاستطلاع من واحد وسبعين في المئة العام الماضي الى خمسة وستين في المئة هذا العام، اما رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو فقد خسر بدوره عدة نقاط على صعيد دعم الاميركيين لسياساته.