فيافيسنسيو: سلم متمردون كولومبيون جنديا مخطوفا يعمل لدى بعثة انسانية في الغابات الجنوبية النائية الى الصليب الاحمر في كولومبيا أمس الاحد بعد ما يقرب من عام من اصابته وخطفه على يد أقدم تمرد في أميركا اللاتينية.

وفي أول عملية من عمليتي تسليم مقررتين أطلق متمردو جماعة القوات المسلحة الثورية الكولومبية (فارك) سراح خوسيه دانييل كالفو الذي تم نقله جوا من الغابة الى فيافيسنسيو حيث نزل من طائرة هليكوبتر ليعانق أباه وأخته.

وكان كالفو يعرج بشدة لكنه بدا في صحة أفضل من رهائن أفرج عنهم مؤخرا وكان بعضهم قد قضى سنوات في معسكرات سرية حيث قيدوا بالسلاسل وعانوا من الامراض الاستوائية خلال احتجازهم. وقال لويس ألبرتو كالفو والد الجندي المفرج عنه بعد وقت قصير من ظهور ابنه أمام الصحفيين وهو يرتدي زيه العسكري quot;عادت الفرحة الى بيتنا من جديد.quot;

وكان المتمردون قد وعدوا بالافراج عن كالفو وجندي اخر يدعى بابلو اميليو مونكايو قبل عام لكن الافراج عنهما تأجل بسبب خلافات بين المتمردين والرئيس ألفارو أوريبي الذي يتهم القوات المسلحة الثورية الكولومبية باستخدام الرهائن لتسجيل مكاسب سياسية.

ويأتي الافراج عن كالفو قبل أشهر فقط من الانتخابات التي تجرى في مايو أيار حيث يختار الكولومبيون رئيسا يخلف أوريبي الذي تنتهي ولايته الثانية وبعد أن قضى فترة حكمه في حملة متشددة ضد الميليشيات اليسارية ومهربي الكوكايين.

والافراج عن الجندي هو أحدث تسليم أحادي الجانب من فارك التي وصفته بأنه اشارة تنم عن حسن النوايا. لكن اجراء محادثات سلام أوسع مع الرئيس الفارو اوريبي - الذي أوصلت حملته التي تدعمها الولايات المتحدة فارك الى أضعف مكانة لها في عقود - أمر غير مرجح فيما يبدو. ومازالت القوات المسلحة الثورية الكولومبية تحتفظ بعناصر من الجيش والشرطة عددهم 23 شخصا تستخدمهم في الضغط السياسي في اطار حربها المستمرة منذ أربعة عقود ضد الدولة.

وعلق الجيش عملياته أثناء عملية تسليم الجندي الرهينة يوم الاحد في الوقت الذي نقلت فيه هليكوبتر عسكرية مستعارة من الجيش البرازيلي عليها شارة الصليب الاحمر أفراد البعثة الى مكان سري في غابة.

وتعتزم فارك الافراج غدا الثلاثاء عن مونكايو الذي خطف قبل ما يزيد على 12 عاما حين اجتاح المتمردون قاعدته العسكرية. وتحول مونكايو وهو أحد أقدم الرهائن لدى القوات المسلحة الثورية الكولومبية الى رمز للرهائن المخطوفين في الغابات. ولم يشاهد مونكايو على مدى سنوات الا قليلا في أشرطة فيديو للمتمردين.

ويعتمد متمردو فارك - الذين كانوا ذات يوم من أقوى الجيوش التي تقاتل لاقامة دولة اشتراكية - على الكمائن والقنابل الان لمناوشة القوات الحكومية. ونظرا لعدم تمتعهم بدعم شعبي يذكر فان المتمردين يمولون عملياتهم من خلال تهريب الكوكايين وعمليات الخطف والابتزاز.

غير أن القوات المسلحة الثورية الكولومبية مازالت قوية في بعض المناطق الريفية وخاصة في الادغال الجنوبية حيث مازال وجود الدولة ضعيفا وكثيرا ما يجبر سكان القرى الفقراء على الانضمام الى الجماعات المسلحة أو على زراعة الكوكا التي يستخرج من أوراقها الكوكايين.

وفي ديسمبر كانون الاول خطفت القوات المسلحة الثورية الكولومبية لويس كويار حاكم ولاية كاكويتا وقتلته في عملية رفيعة المستوى كما خطفت هذا الشهر ايضا خمسة من مقاولي النفط المحليين الذين قام الجيش الكولومبي بتحريرهم فيما بعد.