أعرب الأساقفة الايطاليون عن شعورهم بـquot;الرهبة والخيانة والندم مما أقدم عليه بعض رجال الكنيسةquot; في إطار تعليقهم على قضية الاستغلال الجنسي للأطفال من قبل بعض الكهنة
روما: أكد مجلس الأساقفة الايطاليين في بيان أصدره اليوم الثلاثاء، تأييده التام quot;للموقف الثابت والمستنير للبابا بندكتس السادس عشرquot;، والذي quot;دون أن يترك مجالا للشكوك أو للحد الأدنى من التسامح دعا المجتمع الكنسي للتأكد من حقيقة الوقائع، واتخاذ التدابير اللازمة في حال ثبوتهاquot; حسب البيان
كما شدد الأساقفة الايطاليون في بيانهم على quot;قربهم من ضحايا الاستغلال الجنسي وأسرهم، الجزء الضعيف من الكنيسة ذاتها والذي لحقت به الاهانةquot; وفق تعبيرهم
ومن المقرر أن يطلب أسقف فيينا ورئيس مجلس الأساقفة النمساويين كريستوف شونبورن يوم غد quot;الصفح باسم الكنيسةquot; عن وقائع الاعتداء الجنسي على الأطفال، وذلك خلال القداس الذي سيقام يوم غد الأربعاء
وذكرت وكالة quot;كاثبريسquot; الكاثوليكية، أن الكاردينال شونبورن سيقيم القداس في كاتدرائية quot;شتيفانسدومquot; في قلب العاصمة فيينا عند السابعة من مساء غد الأربعاء، حيث سيتحدث عن التحرك الذي ستقوم به الكنيسة للتعامل مع وقائع الاعتداء الجنسي على الاطفال
وقال الكاهن انتون فابر المسؤول عن كاتدرائية quot;شتيفانسدومquot; في تصريحات للوكالة المذكورة أن quot;القداس سيقام تحت شعار: أنا غاضب يا الهيquot; وأضاف quot;سيروي ضحايا الاعتداءات الجنسية خلال القداس، تجربتهم المروعة، وسيعبرون في ظل البخور والشموع عن مشاعرهم المفعمة بالاحباط والأمل باللهquot; حسب تعبيره
كان الكاردينال كريستوف شونبورن قد دفع عن البابا تهمة quot;التستر على اسقف فيينا السابق هانس هيرمان غرورquot; المتهم بارتكاب عدد كبير من جرائم الاغتصاب بحق قاصرين والذي استقال على اثر ذلك في عام ثمانية وتسعين وتسعمائة وألف، مشيراً في مقابلة يوم أمس مع التلفزة النمساوية إلى أن quot;الكاردينال يوزف راتسنغر أصر على تشكيل لجنة تحقيق بحق غرور لكن البابا الراحل يوحنا بولس الثاني هو الذي جمد القضيةquot; في عام خمسة وتسعين وتسعمائة وألف، وأردف quot;إن اتهام البابا بندكتس السادس عشر بدفن الحقائق غير صحيح البتةquot; على حد قوله
إلى ذلك، شجع سيل الفضائح المتعلقة بالاعتداءات الجنسية على الاطفال والمتورط فيها رجال دين كاثوليكيون في كل اوروبا، الضحايا للبوح بها فيما تهدد العاصفة الان ايطاليا التي تعد مع خمسين الف كاهن اكبر مركز تجمع كهنوتي في العالم.
وتوقع روبرتو ميرابيلي المسؤول عن حركة مناهضة الاعتداءات الجنسية على الاطفال quot;لا كاراميلا بووناquot; في تصريح لوكالة فرانس برس quot;ان يزداد عدد الضحايا بشكل مضطرد في الاسابيع المقبلةquot;.
ففي بولزانو (شمال) فتحت الابرشية مؤخرا عنوانا الكترونيا لاستقبال الشهادات، بعد ان كشفت صحيفة محلية صادرة باللغة الالمانية ما رواه رجل قال انه تعرض للاغتصاب من قبل رهبان دير في الستينات عندما كان في سن المراهقة.
وفي مطلع الشهر طلب مجمع عقيدة الايمان المكلفة دراسة الشكاوى في هذا الصدد، من ابرشية فيروني (شمال) اعادة فتح تحقيق بشأن اكثر من ستين حالة تعديات جنسية في مؤسسة للاطفال الصم البكم.
وقال ميرابيلي quot;ان الكنيسة الايطالية قلقة وبدأت التحرك لمواجهة ما يمكن ان يصبحquot; فضيحة.
وفي حديث لصحيفة الاسقفية الايطالية افينير عبر تشارلز سيكلونا المكلف التحقيقات في الجرائم الجنسية في الفاتيكان عن قلقه ازاء quot;استمرار ثقافة الصمت بشكل كبيرquot;، معتبرا ان quot;الظاهرة لم تبلغ بعد على ما يبدو مستويات مأسويةquot; في شبه الجزيرة.
وفي 18 اذار/مارس طلب اسقف بولزانو المونسنيور كارل غولسر quot;الصفحquot; من الضحايا وحثهم على الاتصال بالابرشية مؤكدا رغبته في تبديد quot;الانطباع بان الكنسية تبغي اخفاء امر ماquot;. وبدأت الاسقفية باستقبال بعض الضحايا المفترضين بحسب المتحدث مارتن بيتزاي.
وفي حالة فيروني ستقوم الابرشية باستجواب ضحايا التعديات التي كشفتها اسبوعية اسبريسو في كانون الثاني/يناير 2009 ولم تفض سوى الى تحقيق داخل الكنيسة. ويتهم موظفون، من كهنة ومدنيين، في المؤسسة الكاثوليكية انطونيو بروفولو في فيروني بالاعتداء جنسيا على 67 طفلا من الصم البكم بين الخمسينات وعام 1984.
واكد المتحدث باسم الابرشية برونو فاساني التحقيقات الجديدة لكنه اعترض على هذا الرقم الذي وصفه بانه غير جدير بالثقة. وتحت عنوان quot;الجحيم الايطاليquot; نشرت اسبريسو الجمعة مقالا جديدا يتحدث عن quot;40 حالة اعتداءquot; ارتكبها رجال دين بينهم راهب في توسكانا وراهبة في لومبارديا (شمال) ويتوقع ان quot;تتوسع الجبهةquot;.
ويرى ميرابيلي ان مسلسل فضائح التعديات الجنسية على الاطفال والرسالة الرعوية الاخيرة التي وجهها الحبر الاعظم الى رعايا الكنيسة الايرلندية التي هزتها فضيحة ضخمة، ستدفع الضحايا للخروج عن صمتهم. واكد الاب فورتوناتو دي نوتو، وهو كاهن من صقلية تنشط جمعيته quot;ميترquot; بشكل كبير لمحاربة ظاهرة استغلال الاطفال جنسيا ولا سيما الصور الاباحية، quot;ان رسالة قداسة البابا شجعت (على ذلك) بكل تأكيدquot;.
ومنذ نشر تقرير في تشرين الثاني/نوفمبر في ايرلندا، كشف بعض الاعتداءات الجنسية التي ارتكبها كهنة حظيوا بتغطية من مسؤوليهم لعقود من الزمن، عن عشرات الحالات في المانيا، مسقط رأس البابا بنديكتوس السادس عشر وفي النمسا وهولندا وسويسرا.
لكن وسائل الاعلام الايطالية خصوصا المتلفزة، لم تعر حتى الان اهتماما كبيرا لهذه الظاهرة. وهذا يفسر في نظر ميرابيلي بquot;تعلق وورعquot; الايطاليين تجاه الكنيسة الكاثوليكية quot;بشكل اقوىquot; من اي مكان اخر، وبquot;واقع ان الفاتيكان في روماquot;. ويشير الناشطون ايضا باصبع الاتهام الى الحكومة الايطالية التي quot;لم تتدخل خلافا لايرلندا والمانياquot; بحسب ماركو لودي ريزيني المتحدث باسم ضحايا مؤسسة فيروني.
الى ذلك كتبت صحيفة كورييرا ديلا سيرا quot;ان كنيسة روما ربما تعيش اصعب لحظات بابوية بنديكتوس السادس عشرquot; (83 عاما) الذي يواجه زوبعة فضائح التعديات الجنسية على الاطفال في السلك الكهنوتي الكاثوليكي قبل بضعة اسابيع من ذكرى مرور خمس سنوات على بابويته التي انطبعت اصلا باثارة الكثير من الجدل.
التعليقات