رام الله: منذ الثمانينيات والمواطن الفلسطيني هاني عامر من قرية مسحة شمال الضفة الغربية يحرس ما تبقى من ارضه التي يحيط بها الجدار العازل من اطماع المستوطنين والجيش الاسرائيلي وحيدا هو وعائلته.

وفي الوقت الذي كان الفلسطينيون يحيون ذكرى يوم الارض بالمسيرات والمواجهات مع القوات الاسرائيلية في مختلف مناطق الضفة الغربية كان عامر يجلس امام منزله ويدافع عن ارضه بطريقته الخاصة.

وقال عامر لوكالة الانباء الكويتية (كونا) ان اليوم هو quot;يوم الارضquot; وانا ايامي كلها للارض احرس ارضي من اعتداءات الجيش والمستوطنين في كل لحظة وحين واتذكر الشهداء الذين سقطوا في يوم الارض داخل الخط الاخضرquot;.
وفي خلال حديثه عن يوم الارض دقت مسامعنا اصوات الاحتفالات في منازل المستوطنة الملاصقة حينها التفت يمينا ويسارا نهض من مقعده البلاستيكي ووضع كفه على عينيه لحجب اشعة الشمس في يوم ربيعي عله يرى ابناءه قادمين من المدرسة.

وقال quot;لقد تاخرواquot; ثم اخذ قلقه يزداد على ابنه بعد وصول ابنته وهب من مكانه وفتح لها بوابة الجدار التي يحتفظ بمفاتيحها ويمنع تركها مفتوحة.

بدأ يضع افتراضات ربما تساعده على تهدئة روعه قائلا وهو يتحدث الى نفسه quot;انه يتجنب المجيء الى البيت ربما هو في زيارة الى عائلة عمه فعندهم يجد الامن والطمأنينةquot;.
واضاف quot;اخشى عليه كثيرا خاصة بعد ان تلقيت تهديدات باطلاق النار على كل من يقترب من الجدار او المستوطنةquot;.

لم تنجح محاولات الترهيب والترغيب في افلاس عامر ودفعه الى بيع ارضه لاسرائيل او الرحيل عنها فمرارة اللجوء الاول تدفعه للبقاء صامدا متشبثا بارضه مهما كلف الثمن ويزرع ذلك في قلوب ابنائه ليكملوا مشواره.
وقال عامر ان حياته صعبة جدا ولا يستطيع احد ان يمضي مكانه ساعات فقط فهو دائم القلق على عائلته وابنائه من المستوطنين الذين يهاجمون البيت ومن الجيش الذي يقتحمه ليلا للتفتيش .

وحاولت القوات الإسرائيلية منعه من امتلاك مفتاح بوابة الجدار وهي المدخل الوحيد لمنزله وفرضوا عليه فتح البوابة فقط لمدة 15 دقيقة لكنه رفض الانصياع للقرار وبمساندة من مؤسسات حقوق الانسان والصليب الاحمر سمح له بامتلاك قفل ومفتاح للبوابة.
وبدأت معركة عامر مع القوات الإسرائيلية منذ سنوات الثمانينات بعد ان اقامت إسرائل مستوطنة (القناة) وصادرت جزءا كبيرا من ارضه ليأتي الجدار فيما بعد على جزء اخر وظل في معركة دفاع دائمة عما تبقى من ارضه