انطلقت مئات الفرق الحزبية التابعة للتيار الصدري في انحاء العراق صباح اليوم الجمعة لاستفتاء المواطنين على اختيار رئيس الحكومة العراقية المقبل من خلال اختيار واحد من خمسة مرشحين يمثلون الشخصيات التي يتم تداول اسمائها حاليا بين الكتل السياسية لاستلام ارفع منصب سيادي في البلاد مسؤولية وصلاحيات حيث يتم التصويت عبر المنازل والمساجد والاماكن العامة بإشراف ممثلين عن منظمات المجتمع المدني وشبكات المراقبة ليكون الفائز فيه مرشح التيار لهذا المنصب الرفيع .
لندن: ابلغ احد المشرفين على الاستفتاء quot;ايلافquot; ان لجنة عليا شكلتها الهيئة السياسية للتيار الصدري ستنجز الاستفتاء الذي يستمر اليوم الجمعة وغدا السبت تساعدها في ذلك لجان فرعية في مختلف المناطق العراقية. وقال محسن عبد الحسين في اتصال هاتفي من بغداد ان اللجان المشرفة على الاستفتاء وزعت صناديق الاقتراع على المساجد والمقاهي والمناطق العامة وكذلك استمارات تحمل اسماء 5 مرشحين اضافة الى حقل سادس يمكن ان يكتب المصوت من يراه اهلا لتولي رئاسة الحكومة من غير المرشحين الاصليين.
واوضح ان دعوات وجهت لانصار ومؤيدي التيار الصدري بالتجمع في مسجد واحد في كل منطقة للتصويت والاشراف على عمليات الاستفتاء . واوضح انه اضافة الى ذلك فإن المئات من الفرق التابعة للتيار الصدري تقوم بجولات على المنازل والاماكن العامة مثل المقاهي والاسواق والاندية لاستفتاء الموجودين فيها .
كما تمت اقامة سرادقات في بغداد والمحافظات لاستقبال الناخبين من الساعة الثامنة صباحا وحتى الثانية عشرة ظهرا ومن الثالثة بعد الظهر وحتى السادسة مساء بالتوقيت المحلي وعلى مدى اليومين . وخلال هاتين الفترتين سيتم استغلال اداء المواطنين لصلاة الجمعة اليوم والظهر غدا لاشراك مجاميع المصلين في الاستفتاء . وتوقع اعلان نتائج الاستفتاء الاثنين او الثلاثاء المقبلين .
وقد انتشرت قوات امنية في المناطق التي يجري فيها الاستفتاء من اجل اجرائه في اجواء امنة ومن دون حوادث عنف . واضافة الى اللجان الصدرية فإن ممثلين عن شبكات المراقبة ومنظمات المجتمع المدني والمرشحين سيشرفون على عمليات الاستفتاء اضافة الى وسائل الإعلام التي ستتابع مجرياته .
خمسة مرشحين لرئاسة الحكومة
وقالت كتلة الاحرار وهي التسمية التي دخل بها التيار الصدري الانتخابات الاخيرة ضمن الائتلاف الوطني بزعامة رئيس المجلس الاعلى الاسلامي عمار الحكيم الانتخابات التشريعية التي جرت في السابع من الشهر الحالي وحصلت فيها على 38 مقعدا من مجموع مقاعد الائتلاف البالغة 70 مقعدا ان الاستفتاء يجري لاختيار واحد من خمسة مرشحين اقترحهم الصدر لمنصب رئيس الوزراء في الحكومة الجديدة التي يجري التفاوض حاليا لتشكيلها هم نوري المالكي (رئيس الوزراء الحالي) وإياد علاوي (زعيم القائمة العراقية الفائزة في الانتخابات) وعادل عبد المهدي (نائب رئيس الجمهورية) وإبراهيم الجعفري (رئيس الوزراء السابق زعيم تيار الاصلاح ضمن الائتلاف العراقي) ومحمد باقر الصدر نجل المرجع الشيعي مؤسس حزب الدعوة آية الله السيد محمد باقر الصدر الذي نفذ النظام السابق مطلع نيسان (ابريل) عام 1980 حكم الاعدام به وبشقيقته بنت الهدى وهو صهر مقتدى الصدر المتزوج من شقيقته.
وعلى الرغم من ان نتيجة الاستفتاء لن تكون ملزمة الا انها ستعطي مؤشرا للشخصية التي يمكن ان يرشحها التيار الصدري لتولي رئاسة الحكومة المقبلة . ويأتي الاستفتاء اثر توجيه مقتدى الصدر رسالة الثلاثاء الماضي الى لجنة الانتخابات في التيار التي كانت قد اشرفت في وقت سابق على الانتخابات الداخلية لاختيار مرشحي التيار الى الانتخابات التشريعية الاخيرة .
معروف أن الصدر يرفض التجديد لولاية المالكي الذي يلقي عليه مسؤولية محاربة التيار الصدري ومواجهة عناصره في جيش المهدي بعمليات عسكرية منذ عام 2007 في عدد من المحافظات العراقية الامر الذي ادى الى مصرع العشرات منهم اضافة الى اعتقال وسجن المئات بينهم محكومون بالإعدام. وقد تعزز هذا الرفض بتصريحات ادلى بها القيادي في التيار الصدري حازم الاعرجي الليلة الماضية.
واعتبر فيها ان المالكي اسوأ من صدام لانه quot;هاجم الصدريين وقتلهم وضرب منازلهم بالطائراتquot; بحسب قوله . ولذلك يعتقد مراقبون ان المالكي لن يفوز بهذا الاستفتاء وتوقعوا ان يحصل جعفر الصدر على اعلى الاصوات باعتباره المرشح المفضل لدى مقتدى الصدر وان يحل بعده أياد علاوي لكي يثبت الصدر عدم طائفية تياره واختياراته .
كتل سياسية ترحب بالاستفتاء
وقد رحب ائتلاف العراقية بزعامة علاوي بالاستفتاء الشعبي هذا لاختيار رئيس الحكومة المقبلة. وقال القيادي في العراقية جمال البطيخ ان تحرك السيد مقتدى الصدر له مبرراته واضاف في تصريح نقلته صحيفة العالم العراقية quot;اننا في العراقية نرحب بهذه العملية الديمقراطية ونعتبرها محاولة لتجنيب البلاد ازمة قد تحصل بسبب موضوع رئاسة الحكومة المقبلةquot;. كما رأى المتحدث باسم ائتلاف دولة القانون حاجم الحسني ان من حق اي كتلة اتباع الوسائل التي تراها مناسبة في تحديد موقفها من اي مرشح لرئاسة الحكومة لاسيما التيار الصدري .
واوضح ان التيار الصدري اصبحت لديه خبرة في اجراء الممارسات الديمقراطية خصوصا قبيل الانتخابات حيث وجه جمهوره لاختيار مرشحيهم الذين سيشاركون في الانتخابات النيابية ووجدنا ان جمهوره تفاعل بشكل كبير في هذه المسألة لكنه اشار الى ان هذا الاستفتاء ليس ملزما لاي طرف لانه غير دستوري . وعن امكانية ان تشكل عملية اختيار المرشح عبر الاستفتاء محاولة صدرية لارغام دولة القانون على اختيار مرشح آخر غير المالكي قال الحسني quot;لا يوجد ارغام او اجبار لان اختيار رئيس الوزراء يتم من قبل مكونات الكتلة التي ستشكل الحكومةquot;.
ومن جهته قال القيادي البارز في التيار الصدري والمرشح الفائز في الانتخابات التشريعية الاخيرة بهاء الاعرجي في تصريح صحافي ان الهدف من اجراء الاستفتاء هو الاسراع في تشكيل الحكومة من خلال الاتفاق على الشخص المناسب الذي سيتولى مهمة رئاسة مجلس الوزراء المقبل . واشار الى ان مقتدى الصدر وتيار الاحرار التابع للتيار الصدري يجدان ضرورة ملحة في اشراك الجماهير في موضوع اختيار رئيس الوزراء المقبل.
واضاف quot;نحن نشعر ان اختيار رئيس الحكومة المقبل قد يستغرق وقتا طويلا لذلك قررنا اجراء استفتاء شعبي وحددنا خمسة مرشحين لاختيار المرشح المناسب لتسنم منصب رئيس الوزراء المقبلquot; .. واوضح قائلا quot;ان من سيفوز في هذا الاستفتاء سيكون مرشحنا لرئاسة الحكومةquot;.
وتأتي مبادرة التيار الصدري هذه ادراكا منه للثقل السياسي الذي اصبح يمثله على الساحة السياسية والذي افرزته الانتخابات الاخيرة حيث حصل على 38 مقعدا برلمانيا من بين مقاعد الائتلاف الوطني البالغة 70 مقعدا التي حل بها في المركز الثالث بعد ائتلاف قائمة العراقية التي حصلت على 91 مقعدا تليها قائمة ائتلاف دولة القانون التي حصلت على 89 مقعدا بينما احتل التحالف الكردستاني المرتبة الرابعة بحصوله على 43 مقعدا ثم وقائمة التوافق على ستة مقاعد وقائمة التغيير الكردية المعارضة على ثمانية مقاعد والاتحاد الإسلامي الكردستاني على 4 مقاعد ووحدة العراق على 4 والجماعة الإسلامية على مقعدين.
التعليقات