يعتزم الشيخ السعودي محمد العريفي على زيارة القدس لتصوير حلقته المقبلة من برنامج quot;ضع بصمتكquot;، ويأتي هذا الإعلان بعد غيابه لأشهرمتعدّدة عن الواجهة، وبعد أيام من تبرير الأمير تركي فيصل السلام على أيالون، كما ويعتبر هذا الإعلان الأول من نوعه على مستوى الشيوخ السعوديين.

عاد الشيخ السعودي محمد العريفي لواجهة الإثارة مجددًا بإعلانه تسجيل حلقة من برنامجه التلفزيوني المقبلة في القدس، وهو الإعلان الأول من نوعه على مستوى شيوخ الدين في السعودية، خصوصًا أن الأمر يأتي بعد أيام من تصريح الأمير السعودي تركي الفيصل الذي كرر فيه تبريره السلام على مسؤول إسرائيلي خلال مؤتمر ميونخ مطلع فبراير الماضي.

ويتساءل السعوديون عن مدى قدرة العريفي على تنفيذ ما وعد به مشاهدي برنامج quot;ضع بصمتكquot; حينما قال إنه سيتوجه إلى القدس مبينًا أن quot;فلسطين لها حق عليناquot;.

ودخل العريفي دائرة الجدل القوي في العالم الإسلامي قبل أشهر، عندما هاجم المرجع الشيعي علي السيستاني وسماه الزنديق، غاب عن الأضواء كثيرًا رغم عدم انقطاع برنامجه الاسبوعي إلا أن دعوته المشاهدين لمتابعة حلقته المقبلة في القدس أعادته بقوة في انتظار ما يمكن أن يحدث قبل وبعد زيارته إن استطاع إتمامها، خصوصًا وأنه أبدى تخوفه من quot;غدر اليهودquot;.

ويأتي التساؤل حول الإجراءات التي سيتخذها العريفي للوصول إلى هناك وتسجيل حلقة تلفزيونية،على الرغم من عدم زيارته هو أو أي من شيوخ الدين السعوديين سابقًا القدس، وعلى الرغم من التسهيلات الإسرائيلية لحاملي الجواز الواحدمن الدخول إلى القدس، إلا أن الأمر ينطوي على اجراءات أكثر تعقيدًا خصوصًا مع السعودية من خلال الدول المحيطة باسرائيل مثل الأردن ومصر ولبنان، وهو سؤال أرادت إيلاف توجيهه للعريفي ولكنه لم يرد على الاتصال.

وقال السفير الفلسطيني لدى السعودية جمال الشوبكي لإيلاف إن ربط القدس بمحيطه العربي الإسلامي شيء مطلوب ولكن يجب أن يكون وفق سياق دعم القضية الفلسطينية لا أن يأتي وفق سياسة التطبيع، وأضاف quot;يجب أن نستثمر الأزمة السياسية الإسرائيلية مع العالم بمزيد العمل السياسي المنظم والمنسق، والتواجد في القدس يجب أن يكون من منطلق التحدي، نحن بحاجة إلى الدعم ولكن الأهم هو الدعم السياسيquot;.

وفي سؤال وجهته quot;إيلافquot; لأستاذ العلوم السياسية بجامعة الملك عبدالعزيز ورئيس المركز العربي للإعلامالدكتور وحيد حمزه هاشم عن الإجراءات المتخذة من اسرائيل ضد القادمين إليها من دول لم تعترفبإسرائيل، قال quot; اسرائيل ترحب بهذه الزيارات ولا تمنعها اذا كانت وفق الشرط القانونية ولا تضر بأمنهاquot;، مضيفًا quot;سابقًا حاولت الدخول الى فلسطين عام 2002، وسمحوا لي، ولكن المشكلة كانت من جهات اخرى وبخاصة الاردنquot;.

وعن مسألة الختم على جواز الداخل إليها قال الدكتور هاشم إن اسرائيل مرنة ولا تشترط كليًا الختم على الجواز وإنما تكتفي غالبًا بالتأشير على ورقة بديلة تصدرها وتثبت دخوله البلاد، مبينًا أن الكثير من العرب والمسلمين الذين يزورون إسرائيل يستخدمون هذه الطريقة فضلًا عن أن آخرين منهم يزورون القدس وغيرها بجوازاتهم الأخرى للذين يملكون جنسيات مزدوجة.

وعمّا يتردد من أن الزيارة قد تمثل اعترافًا بإسرائيل قال الدكتور وحيد إن quot;إسرائيل حصلت على اعتراف من الدول العظمى وهي دولة كاملة الشروط وعضو في الأمم المتحدة ومنضمات دولية كثيرة، سواء اعترفنا بذلك أم لاquot;، وأضاف quot;إن زيارة الأفراد أو الجماعات لا تمثل برأيي اعترافًا بقدر ماهي توجهات يقصد منها الكثير من الأمور التي في أغلبيتها خيريةquot; .

وفي الوقت الذي لم تعلق فيه اسرائيل حتى اللحظة على موقف العريفي إلا أن موقع الإخوان المسلمين نقل مطالبة رئيس رابطة علماء فلسطين وخطيب المسجد الأقصى والنائب في المجلس التشريعي الشيخ حامد البيتاوي الداعيةَ السعوديَّ محمد العريفي بالعدول عن زيارته للقدس والمسجد الأقصى، معتبرًا الزيارة تأتي في quot;سياق تطبيع العلاقة مع إسرائيلquot;.

وقال البيتاوي quot;مع حبِّنا للشيخ العريفي وتقديرنا لدوره الدعوي في مجال خدمة الإسلام ودعمه للمقاومة المشروعة؛ إلا أننا نرفض هذه الزيارة؛ لأنها تأتي في الوقت الذي ما زال فيه المسجد الأقصى في قبضة الاحتلال، وكنا نتمنَّى أن تتمَّ هذه الزيارة بعد تحرير القدس وفلسطين من الصهاينةquot;.

وأشار البيتاويإلى أن هذه الزيارة تأتي في سياق تطبيع العلاقة مع الاحتلال؛ لأنها لن تتمَّ دون تنسيق مع إسرائيل، وقد تشجع دعاةً ومشايخ آخرين على الاقتداء بالشيخ العريفي، والخوف من أن تندرج هذه الزيارة تحت قاعدة quot;من سن سنة سيئةquot;. واختتم البيتاوي من توقيت هذه الزيارة التي تأتي في الوقت الذي تشتدُّ فيه الهجمة الإسرائيلية على القدس والمسجد الأقصى.