احتضنت يافا مهرجانا للصمود والتحدي، نظمته لجنة المتابعة العليا لقضايا العرب في إسرائيل، حيث أكد المشاركون في المهرجان أن قضية يافا تجسد كل النكبة الفلسطينية، ملمحين إلى عصيان مدني عند نضوج الظروف الموضوعية لذلك.
يافا: ليافا وجوه كثيرة، صور ومباني قديمة، فيها زرقة البحر المسروق من أهلها، مسجد تحول إلى حانة ومقبرة إلى ملهى ليلي. مساجد يافا عادت إليها، ومقابرها باتت مهجورة، إلا من مقبرة طاسو القابعة تحتسيطرة المؤسسة الإسرائيلية، وفيها شرفة لمحمود درويش....
في يافا، وفي وسط حي العجمي الذي تسعى إسرائيلية لتحويله إلى حي يعيد إلى الأذهان حي هارلم الأسود في نيويورك، حي العنف والقتل الجريمة والمخدرات، رسم شباب فلسطينيون صورة محمود درويش على بيت عربي قديم وهو يقول: هو الآن يرحل عنا ويسكن يافا ويعرفها حجرا حجرا ولا شيء يشبهه والأغاني تقلده.
شرفة درويش هذه تؤنس أهل يافا وترد نيابة عنهم على محاولات تشويه يافا بعد اغتصابها، يافا تقول الشرفة، مدينة عربية وليست مدينة مختلطة. تقع شرفة درويش في يافا بطبيعة الحال في الطابق الثاني، ودرويش يمد البصر عله يصل بحر يافا. لكن الطابق الأول، أو الأرضي بمحاله التجارية يشوه الشرفة، فتحت الشرفة لافتة بالعبرية تشير إلى بقالة أنطون، وإلى يمينها لافتة أخرى تشير إلى مطعم عبده الصياد، وأمامها بناية خضراء من تحف البناء العربي والأدق الحوض متوسطي، كانت يوما لأهل يافا وصارت اليوم مقرا للمحكمة العسكرية.
أنها حرب، كر وفر، بين أهالي يافا وبين إسرائيل... يمنع البناء والترميم عن العرب في يافا، لتبقى بيوتهم مهملة آيلة للسقوط، فتقوم بهدمها لتنشئ مكانها مجمع سكني فظ يشوه المكان بمبناه المفروض قسرا على يافا وبسكانه المستوطنين المجلوبين من الضفة الغربية... فندق يخطط لبنائه على أرض المسجد الكبير، ومصادرة تسعى لأكل مقبرة طاسو، ومركز سلمي زرع على الحدود الشمالية لمقبرة المنشية ليحد من توسع المقبرة، مركز بيرس للسلام أخذ زرقة البحر حتى من أموات أهل يافا...والمقبرة، مقبرة المنشية باتت مهجورة، فقد جرف البحر طرفها الجنوبي الغربي: شواهد قبورها مهدمة، ومسلمو يافا باتوا يقبرون أمواتهم في مقبرة طاسو الإسلامية في يافا.
وقد احتضنت يافا يوم الجمعة مهرجانا quot;للصمود والتحديquot;، نظمته لجنة المتابعة العليا لقضايا العرب في إسرائيل، وشارك في المهرجان نحو ألف شخص. نُظِم المهرجان في ساحة قبالة مسجد الجبلية القريب من شاطئ البحر. وأكد المشاركون في المهرجان أن قضية يافا تجسد كل النكبة الفلسطينية، وتجسد الاغتراب الفلسطيني بعد القلع والتشريد والمصادرة وأخيرا المخططات الجديدة للاستيلاء على ما تبقى من يافا وزرع عشرات آلاف المستوطنين اليهود المجلوبين من الضفة الغربية وقطاع غزة إلى يافا.
محمد زيدان: التفكير بإعلان العصيان المدني
وأعلن رئيس لجنة المتابعة العليا لشؤون العرب في إسرائيل، محمد زيدان، في خطابه في المهرجان أن القيادات العربية في إسرائيل تدرس خطة لتصعيد المواجهة مع الحكومة الإسرائيلية، ومع أنه رفض الكشف عنها، إلا أن عريف المهرجان، عضو الكنيست السابق محمد ميعاري، ألمح إلى أن الحديث يدور عن الاستعداد لإعلان العصيان المدني عند نضوج الظروف الموضوعية لذلك.
وقال رئيس لجنة المتابعة إن السلطات الإسرائيلية مهما اقتلعت من البيوت ومهما صادرت من الأراضي وطمست من المعالم التاريخية ليافا وفلسطين فإن ذلك لن يغير حقيقة أننا نحن أصحاب الأرض ونحن أصحاب الحق. فإسرائيل لن تتمكن مهما حاولت من تغيير ومحو تاريخ شعب بأكمله فشعبنا يعلم أن الظلم لن يدوم.
ولفت زيدان إلى أن ما يحدث في يافا ويخطط له في يافا هو جزء من مخطط واسع لتهويد قسري لكل الأراضي والمناطق العربية، فمشاريع التهويد في الجليل تجري على قدم وساق، وفي المثلث تعتزم السلطات إقامة مستوطنة جديدة في قلب وادي عارة، قرب مدينة أم الفحم، لتوطين أكثر من 100 ألف يهودي من الحريديم المتطرفين ناهيك عن سياسة الهدم والمصادرة المستمرة في النقب.
مخول: سنفتح ملف شرعية إسرائيل ونظامها الكولونيالي
أما رئيس لجنة الحريات، أمير مخول فاعتبر أن مواصلة إسرائيل quot;بنظامها العنصري والكولونيالي الإجرامي، الطعن في شرعية الفلسطينيين الذين بقوا على أرضهم لن يمر مرور الكرام، رغم القوانين العنصرية المتسارعة التي يقوم الكنيست الإسرائيلي بسنها. وقال مخول: لا تحاولوا معنا هذه اللعبة، فسنفتح عليكم باب شرعيتكم وأساسها ومصدرها، سنضرب شرعية وجودكم هنا.
وتطرق مخول إلى ملف ملاحقة القيادات العربية في إسرائيل بدءا بالشيخ رائد صلاح ومحمد بركة وسعيد نفاع وعزمي بشارة، وقال إن النيابة العامة تريد توحيد 4 ملفات ضد النائب محمد بركة لتضمن إدانتهم ونحن نقول لهم وحدوا كل الملفات، وسنوحد ملفاتكم كلها: في غزة والضفة وملفات اللاجئين وسنفتح ملف شرعية إسرائيل ونظامها العنصري والكولونيالي.
يوم غضب ليافا
وكشف الناشط الفلسطيني، عمر سكسك من يافا وعضو البلدية في خطابه في المهرجان أن يافا تواجه في السنوات الأخيرة هجمة لم يسبق لها مثيل للاستيلاء على ما تبقى من الأرض العربية لإسكان آلاف المستوطنين اليهود فيها، فقد جرفت سلطات البلدية منطقة السوق القديم بعد إغلاقه لينمو في المكان بناء بعشرات الشقق السكنية المعدة لليهود. وطالب السكسك القيادات العربية إلى إعلان يوم غضب فلسطيني لأجل يافا، محذرا من أن السلطات الإسرائيلية تكثف مؤخرا من محاولاتها لاستفزاز العرب في إسرائيل لتحين الفرصة لضربهم وترحيلهم من أرضهم.
وكان عضو بلدية تل أبيب يافا، أحمد مشهرواي قد كشف قبل عدة شهور عن مخطط بناء فندق على أراضي المسجد الكبير ليافا. كما تلقت نحو 400 عائلة فلسطينية في يافا أوامر تنذرهم بإخلاء بيوتهم وهدمها. في المقابل رفضت المحكمة الإسرائيلية استئناف سكان يافا العرب ضد مخطط بناء مجمع سكاني للمستوطنين اليهود على الأراضي التي صودرت من السوق القديم ليافا.
التعليقات