ترى الدول الغربيّة أن الصين تقترب منها في موضوع فرض عقوبات جديدة على إيران على خلفيّة برنامجها النووي.

واشنطن: تعتقد الولايات المتحدة وحلفاؤها ان الصين بدأت تقترب من الموقف الغربي في موضوع فرض عقوبات على ايران على خلفية برنامجها النووي، بعد اشهر على الجهود الدبلوماسية الرامية تحديدا الى طمأنة بكين بشأن احتياجاتها النفطية. ورأت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل الثلاثاء ان الصين تسير في الاتجاه الصحيح في ما يتعلق بمساعي الدول الكبرى الى فرض عقوبات دولية جديدة على ايران، الا انها قالت انه لم يتضح بعد ما ستكون عليه النتيجة. واكدت مصادر مقربة من ميركل ان الصينيين quot;اكثر انفتاحاquot; على فكرة فرض عقوبات جديدة.

والمانيا احدى دول مجموعة الست التي تسعى للحصول على توضيحات حول البرنامج النووي الايراني. وتضم مجموعة الست الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن اضافة الى المانيا. والصين هي الدولة الوحيدة في مجموعة الست التي ما زالت تدعو الى الحوار مع طهران، احدى مزوديها الاساسيين بالنفط. وشاركت الولايات المتحدة الوفد الالماني اعتقاده بأن الصين تقترب من موقف الدول الغربية، وذلك بعد اللقاء الطويل الذي جمع الرئيس الاميركي باراك اوباما ونظيره الصيني هو جينتاو الاثنين. وقال مستشار البيت الابيض للشؤون الصينية جيف بادر ان quot;الرئيسين اتفقا على ان يعمل وفدا بلديهما معا حول العقوباتquot;.

وذكر موقع quot;ذا كايبلquot; الاميركي المتخصص ان اوباما ابلغ نظيره الصيني رغبته باحراز تقدم بحلول آخر نيسان/ابريل. غير ان متحدثة صينية جددت من بكين الثلاثاء تأكيد موقف بلادها الذي يرى ان الضغط والعقوبات لا يمكن ان تؤدي الى quot;حل جوهريquot; في ازمة البرنامج النووي الايراني. وذكرت صحيفة نيويورك تايمز ان اوباما تعهد لنظيره الصيني بان يعمل على مساعدة الصين في تأمين حاجاتها من النفط اذا قررت ايران وقف صادراتها ردا على اي قرار داعم للعقوبات قد تتخذه بكين.

وفي كانون الثاني/يناير، نبهت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون بكين من ان امتلاك ايران للسلاح النووي من شأنه زعزعة الوضع في مجمل دول الخليج ما سيؤثر على امدادات النفط الى الصين. وفي الآونة الاخيرة، انتقد اوباما الدول التي تضع مصالحها الاقتصادية في المدى القصير فوق الاعتبارات الاستراتيجية. وتسعى واشنطن من خلال هذه القمة التي تجمع 47 دولة للحصول على تأييد لفرض عقوبات.

والثلاثاء اعتبر المتحدث باسم الخارجية الاميركية ان المصداقية الدولية في موضوع فرض عقوبات على ايران باتت quot;على المحكquot;. الا ان دبلوماسيا اوروبيا في واشنطن توقع صدور قرار ضعيف، مؤكدا ان الامر الاساسي يتمثل في quot;الاجماع داخل مجلس الامن، وهو ما سيشكل الارضية لفرض عقوبات اشد قسوة من جانب عدد من الدول ومن جانب الاوروبيينquot;. وقدم الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي مقاربة مشابهة وانما اكثر صلابة، قائلا ان quot;الحل الافضل يكمن في وحدة مجلس الامن، ولكن على الا يكون ثمن ذلك صدور قرار ضعيف جدا لا يفيد بشيءquot;.