أعلن الدبلوماسي السابق وأستاذ القانون عبد الله الأشعل أنه يعتزم الترشح للانتخابات الرئاسيَّة المرتقبة في مصر العام المقبل، على أن يكون ممثلًا لأحد الأحزاب القائمة.

القاهرة: يسعى دبلوماسي مصري كبير سابق لكسب تأييد أحد أحزاب المعارضة لخوض انتخابات الرئاسة لتحدي ما يقول انه احتكار للسلطة من قبل الرئيس حسني مبارك.

ولم يعلن مبارك (81 عاما) الذي يحكم مصر منذ عام 1981 عما اذا كان سيرشح نفسه مرة أخرى في انتخابات عام 2011 ولكن معظم المصريين يعتقدون أنه سيسعى الى تسليم السلطة لابنه جمال (46 عاما) اذا قرر عدم ترشيح نفسه. وينفي الاثنان هذا.

وقال الأشعل في تصريحات لوكالة قدس برس إنه سيحسم أمره بشكل نهائي خلال الأيام القليلة المتبقية من الشهر الجاري، مرجعا هذه الخطوة إلى رغبته في quot;الإسهام بتأسيس نظام سياسي قادر على إخراج مصر من حكم الأفرادquot;، وكذلك quot;الإسهام في إيجاد رئيس لكل المصريين يخلص البلاد من الفساد الذي يضرب في كل مناحي الحياةquot;.

وأضاف الأشعل quot;لقد وصلت إلى قناعة تامة بضرورة الإقدام على الترشح، على الرغم من العوائق القانونية الكبيرة التي تفرضها المادة 76 من الدستور التي تعطي حق الترشح المستقل أو الحزبي لكل مواطن لكنها تفرض شروطا مجحفة لهذا الترشح منها الحصول على تزكيات من مجلسي الشورى والشعب والمجالس المحلية، وكلها مؤسسات يسيطر عليها الحزب الوطني الحاكم.

وختم الأشعل الذي شغل في السابق منصب مساعد وزير الخارجية، بالقول إن الترشح للرئاسيات في مصر quot;ليس أمرا سهلا، ولكنه ليس مستحيلا كذلكquot;، معتبرا أن مهمة الإصلاح في مصر أيسر بكثير من مهمة إقناع الحزب الوطني بمبدأ التداول السلمي على السلطة.

وقال عبد الله الاشعل (65 عاما) وهو سفير مصري سابق في السعودية quot;المصري لا يشعر أن لصوته الانتخابي قيمة.quot; وقال quot;هذا النظام يريد أن يبقى بأي شكل وبأي وسيلة.. ولكن لا بد من تداول السلطةquot; مضيفا أنه تحدث مع عدد من الاحزاب لكنه يسعى لتأييد حزب مصر العربي الاشتراكي بشكل خاص.

وأحدث محمد البرادعي المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية هزة في السياسة المصرية المتكلسة حين أعلن أنه يسعى لترشيح نفسه للرئاسة ولكنه وضع شروطا من بينها ادخال تعديلات على قواعد الانتخابات في الدستور والتي سيكون من الصعب تحقيقها.

والقواعد القائمة تجعل من المستحيل تقريبا على أي مرشح أن يخوض انتخابات الرئاسة مستقلا. والبديل هو خوض الانتخابات من خلال أحد أحزاب المعارضة رغم أنها تتمتع بنفوذ محدود للغاية في بلد يحكمه منذ عقود الحزب الوطني الديمقراطي الذي يرأسه مبارك. وأعلن البرادعي انه لن يسعى للحصول على تأييد أي حزب.

ويجب أن يشغل المرشح منصبا قياديا في الحزب قبل عام على الاقل من موعد الانتخابات ليخوض انتخابات الرئاسة كمرشح له. وفاز مبارك فوزا ساحقا في انتخابات عام 2005 وهي أول انتخابات رئاسية تعددية في مصر ولكن نشطاء في مجال الديمقراطية يقولون ان مخالفات شابت هذه الانتخابات.

وقال الاشعل quot;الدافع الرئيسي وراء خوض الانتخابات هو اختبار النظام السياسي في مصر.quot; وكرر الاشعل الذي يعمل الان محاضرا في عدد من الجامعات مطالب جماعات معارضة أخرى بانهاء قانون الطوارئ الذي يسمح باعتقال أفراد الى أجل غير مسمى. ويقول منتقدون ان قانون الطوارئ الساري منذ عام 1981 بعد اغتيال الرئيس السابق أنور السادات يستخدم لقمع المعارضين. وقال الاشعل quot;الامن يجب أن يساعد في تسهيل الديمقراطية لا اعاقتها.quot;