في ظل انشغال الاعلام البريطاني باخبار الحملة الانتخابية تضاءلت نسبة الاهتمام بخبر فوز البشير بولاية جديدة. وقد اكتفت الصحف بمعالجة الخبر من زاويتي قرار محكمة laquo;لاهايraquo; وانفصال الجنوب.
البشير بين انصاره يحتفل بالفوز إقرأ أيضا في ايلاف مجلس التعاون الخليجييهنىء البشير المعارضة في جنوب السودان تنتقد النتائج بعد الانتخابات المثيرة للجدل إنطلاق |
لندن: الإعلام البريطاني مشغول خلال هذه الايام بالحملات الحزبية التي ستتوج بانتخابات البلاد في السادس من مايو (ايار) وأيضا بأهم القضايا على هامشها وهي الاقتصاد. لذلك فقد تراجعت الأنباء والتعليقات الدولية الثلاثاء الى هامش ضئيل نسبيا.
وهذا الهامش نفسه سيطرت عليه أخبار مثل شريط فيديو القاعدة في اليمن الذي يظهر شخصا يعتقد أنه عمر فاروق عبد المطلب، النيجيري الذي قام بمحاولة فاشلة لتفجير الطائرة الأميركية خلال أعياد الميلاد الماضية. وصرفت بقية المساحات الإعلامية الدولية لأخبار أخرى مثل قنبلة الدخان في البرلمان الأوكراني، ومحاولة الاعتداء على السفير البريطاني في اليمن، وفضيحة الكريكيت التي تهدد بشق الحكومة الهندية.
ونتيجة ذلك، فقد توارت أخبار كانت ستعتبر مهمة في الظروف العادية، مثل فوز عمر حسن البشير بانتخابات السودان، الى الخلفية واكتفت وسائل الإعلان بمجرد نقل الخبر. ولكن لأن التعليق متاحا على الدوام، فقد جاءت صياغة الخبر نفسه من باب الجدل الذي أثارته الانتخابات ولاتزال.
لكن جيمس كوبنول، مراسل laquo;بي بي سيraquo; في الخرطوم، يضع الخبر في إطار دولي أكبر ويمضى معلقا بقوله إن فوز البشير بنسبة 68 في المائة من الأصوات في الانتخابات أتى بما يشتهيه بالضبط. فبإزاحة موقف قوى المعارضة التي قاطعتها جانبا، يرى الرئيس السوداني وأنصاره النتيجة بمثابة الرد على سعي laquo;لاهايraquo; لمحاكمته بسلسلة التهم الخطيرة الموجهة اليه وهي الإبادة وجرائم الحرب والجرائم في حق الإنسانية مما يتهم بها في حرب دارفور. وينقل على لسان ربيع عبد العاطي، المتحدث باسم حزب laquo;المؤتمر الوطنيraquo; الفائز بالانتخابات قوله إن نتيجتها laquo;رسالة الى كل العالم مفادها أن البشير هو الرئيس الشرعي الذي يمثل كل السودانيين، وفوزه رد على ادعاءات المحكمة الجنائية الدوليةraquo;.
وبرغم أن محكمة لاهاي قالت إنها ستواصل سعيها لإجبار الرئيس السوداني على مواجهة العدالة، يقول مراسل laquo;بي بي سيraquo; إن المجتمع الدولي سيقبل بنتيجة الانتخابات بسبب أنها تمهد الطريق لاجراء استفتاء حول استقلال جنوب السودان العام المقبل، وأن البشير نفسه وضعها شرطا لإجراء ذلك الاستفتاء. وبالرغم من أن مراقبين من الاتحاد الاوروبي ومن laquo;مركز كارترraquo; قالوا ان الانتخابات laquo;لم ترق الى المعايير الدوليةraquo;، فقد أعلن الرئيس الاميركي السابق جيمي كارتر ان المجتمع الدولي سيعترف بالفائز أيا كان. وكان هذا من ضمن التصريحات الغربية التي أثارت غضبا عارما وسط قوى المعارضة السودانية.
لكن المراسل يتساءل عن أهمية ما زعم من تزييف وتلاعب وترهيب في الشمال على يد حزب laquo;المؤتمر الوطنيraquo; بزعامة البشير، وفي انتخابات الجنوب الموازية على يد laquo;الحركة الشعبية لتحرير السودانraquo; بزعامة الفائز هنا، سيلفا كيير. ويخلص الى القول إنه لو أن جزءا يسيرا من تلك المزاعم صحيح بالفعل، فإن هذا كاف لإحاطة مسألة الاستفتاء على استقلال الجنوب بشتى الشكوك والأسئلة المقلقة.
من جهة أخرى قالت صحيفة laquo;تايمزraquo; إن البشير هو أول رئيس يُعاد انتخابه وهو يواجه أمرا قضائيا دوليا بإلقاء القبض عليه ومثوله أمام المحكمة الجنائية الدولية. ومضت قائلة إن القوى الغربية، التي ساعدت على إبرام laquo;اتفاقية السلام الشاملraquo; الساعية في آخر المطاف لإجراء استفتاء على جنوب السودان ينتهي حتما بمولد دولة افريقة جديدة، غضت البصر عن التجاوزات في الانتخابات الأخيرة لهذا الغرض.
وقالت إن تلك القوى، وهي الولايات المتحدة وبريطانيا والنرويج، تقبلت نتيجة الانتخابات حتى قبل إعلانها، وهو ما يشير الى أنها ترضى بأهون الشرين، وهما فوز البشير من جهة وحرمان الجنوب من الاستفتاء على استقلاله من الجهة الأخرى. وأوردت الصحيفة، على سبيل المثال، تصريح ناطق باسم البيت الأبيض يقول فيه إن بلاده laquo;تقر بالنواقص في الانتخابات السودانية لكنها تعترف بنتيجتهاraquo;.
من جهتها تناولت laquo;فاينانشيال تايمزraquo; الانتخابات من زاوية جنوب السودان. فقالت إن فوز البشير، الذي استولى على السلطة مدعوما بالإسلاميين قبل 21 عاما، يمهد الطريق الآن لمولد أحدث دولة في العالم السنة المقبلة. لكنها أشارت الى نوع التحديات التي تواجه زعيم الشمال، البشير، وزعيم الجنوب، سيلفا كيير، في ما يخص المواضيع البالغة الخطورة في أمر انفصال الجنوب.
وأشارت، على سبيل المثال، الى ما تعبرته أهم نقطتين في هذا الصدد وهما ترسيم الحدود بين الشمال والجنوب، وكيفية اقتسام الثروة النفطية التي يوجد سوادها الأعظم في الجنوب حاليا وتنقل عبر أنابيب النفط على أراضي الشمال الى ميناء بورتسودان على البحر الأحمر.
التعليقات