صحف بريطانيا تغطي فوز البشير من زاويتي laquo;لاهايraquo; وانفصال الجنوب

في ظل التوتر الذي يشهده السودان في أعقاب فوز الرئيس البشير بولاية جديدة، تتوقع تقارير أن يدخل هذا البلد في نفق مظلم جديد يقود إلى الانفصال العنيف، وبذلك تكون اتت الانتخابات بعكس ما أريد منها.

القاهرة:ترى تقاريرأن الانتخابات السودانية، التي أجريت أساساً للمساعدة في الحفاظ على تماسك البلاد، قد ضمنت على الأرجح حدوث عكس ذلك.

وتلفت مجلة quot;التايمquot; الأميركية في تقرير تحت عنوان quot;انتصار البشير: مقدمة لانفصال السودان العنيف؟quot;، إلى ذلك الفوز الذي حققه الرئيس البشير، وهو أول رئيس دولة تتم إدانته من قبل المحكمة الجنائية الدولية، في تلك الانتخابات التي وصفت بأنها أول انتخابات تعددية تشهدها البلاد منذ 24 عاماً. ثم تتابع في هذا السياق بالتأكيد أن النتيجة النهائية التي أُعلِن عنها أمس الاثنين، وسيتم بموجبها تمديد فترة الحكم للرئيس البشير ndash; لم تُصِب أحداً بالمفاجأة ndash; بل قدمت نذيراً بما يُرجح أن يكون الفصل الأخير بالنسبة إلى أكبر دول القارة الإفريقية قبل أن تنقسم تماماً إلى جزءين، أو ثلاثة، أو أربعة.

وبعد أن تشير إلى ذلك الواقع المليء بالأزمات الذي يعيشه السودان منذ أن حصلت على استقلالها في عام 1956، تمضي المجلة لتؤكد أن أياً من تلك الأزمات ( بما فيها الصراع الموحش في دارفور ) لا يضاهي في خطورته ذلك الذي تواجهه البلاد الآن، وهو المتعلق بالمواجهة التي ينتظر نشوبها العام القادم بين الشمال والجنوب. وفي هذا الجانب، تقول المجلة إن البلاد تبدو الآن كما لو كانت دولة مؤلفة من أمتين، باستضافتها رئيسين، وجيشين متميزين، وكذلك تأشيرتين مختلفتين للدخول.

لكن في شهر كانون الثاني / يناير عام 2011، سيقوم الجنوبيون بالتصويت على استفتاء، سيتحدد على أثره ما إن كان سيتم الإعلان بصورة رسمية عن الانفصال أم لا. ومن المتوقع ndash; بحسب ما أوضحته المجلة ndash; أن يختار الجنوبيون الإنفصال بأغلبية ساحقة، لافتةً إلى أن الانتخابات quot;المزورةquot; لم تمنحهم أي سبب يمكن أن يدفعهم إلى تغيير رأيهم. وفي ما اعتبرته المجلة بمثابة الحكم القوي الصادر من قِبل سكان الجنوب ضد النظام الحالي، قالت إنهم صوتوا بفارق كبير لصالح ياسر عرمان، المنافس الرئيس للرئيس السوداني عمر البشير، على الرغم من انسحابه رسمياً من التصويت.

ثم تنتقل المجلة لتشير إلى أن الحكومة الشمالية في الخرطوم لا توجد لديها الرغبة في فقدان السيادة على الجنوب الغني بالنفط. وقد بدا من الواضح ndash;وفقاً لما أوردته المجلة ndash; أن كل خطوة تمت في العملية الانتخابية التي استمرت على مدار عام، قد تم التلاعب بها لكي تصب في صالح حزبه الحاكم، حزب المؤتمر الوطني. كما أهمل بشدة التعداد الوطني، الذي يُستخدم في تحديد التوزيع الإقليمي للسكان والمقاعد البرلمانية، أولئك الأشخاص المعادين للنظام، بينما ضخَّم الأعداد الموجودة في معاقل البشير.

وبعيداً عن التقارير التي أشارت إلى حدوث تلاعب في نتائج الإنتخابات، ترى المجلة أن تأجيل الانتخابات السودانية مرتين أدى إلى تقليل المساحة الزمنية التي كان يتوجب توافرها لتنظيم استفتاء يناير القادم. وتنقل المجلة في هذا الجانب عن زاك فرتين، المحلل في مجموعة الازمات الدولية التي يوجد مقرها في بروكسل، قوله :quot; أعتقد أنك شاهدت جزءاً كبيراً من لعبة ( هات وخذ ) في الانتخابات، وأعتقد أن احتمالات حدوث تلك اللعبة ستكون أقل كثيراً عندما يتعلق الأمر بالاستفتاء. وإن كانت هناك محاولات لتأخير أو عرقلة الاستفتاء، فأعتقد أنك سترى حينها ردّا أكثر قوة من جانب الحركة الشعبية لتحرير السودان، وأعتقد أن فرص تجدد الصراع تتزايد بشكل سريع للغايةquot;.

وتختم المجلة في نهاية الحديث بلفتها الانتباه إلى ذلك التهديد الذي سبق وأن أعلن بموجبه الجنوبيون عن أنهم سيعلنون عن الانفصال من جانب واحد، إذا لم يتم إجراء الاستفتاء في الموعد المحدد له، وهي الخطوة التي قد تعقبها الحرب، والتي يحتمل أن تكون حرباً دموية.