quot;إن احتلال أي أرض عربية هو احتلال وليس سوء فهم ولا فرق بين احتلال إسرائيل للجولان أو لجنوب لبنان أو للضفة الغربية أو غزة فالاحتلال هو الاحتلال ولا توجد أرض عربية أغلى من أرض عربية أخرىquot;.

ترتبط الإمارات بعلاقات إقتصادية ضخمة مع إيران في حين تشهد العلاقات الدبلوماسية توتراً ملحوظاً منذ أن سيطرت إيران على الجزر الثلاث. وشبه وزير الخارجية الإماراتي سيطرة إيران على الجزر الثلاث بالاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية.

دبي: رغم ردود الفعل الإيرانيّة الغاضبة على تصريح وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد آل نهيان أمام المجلس الوطني الاتحادي quot;البرلمانquot; لتشبيهه إحتلال إيران الجزر الإماراتية الثلاث quot;طنب الكبرى، وطنب الصغرى، وأبو موسىquot; التي سيطرت عليها منذ عام 1971 بعد رحيل القوات البريطانية من الخليج، بالإحتلال الإسرائيلي للاراضي العربية، الا أن وزير الخارجية الاماراتي لم يعبأ بردة الفعل الإيرانية وجدد دعوته لطهران لإنهاء quot;احتلالهاquot; للجزر الثلاث اثناء زيارته للرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله في الضفة الغربية، ما دعا طهران إلى رفض استخدام لفظ احتلال واعلنت على لسان quot;رامين مهمانباراستquot; المتحدث الرسمي باسم خارجيتها أن طهران تأمل أن تكون تصريحات عبدالله بن زايد تعرضت للتحريف ورفضت مقارنة سيطرتها على تلك الجزر بالإحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية.

وكانت وكالة أنباء الإمارات نقلت عن الشيخ عبد الله الأسبوع الماضي قوله quot;إن احتلال أي أرض عربية هو احتلال وليس سوء فهم ولا فرق بين احتلال إسرائيل للجولان أو لجنوب لبنان أو للضفة الغربية أو غزة فالاحتلال هو الاحتلال ولا توجد أرض عربية أغلى من أرض عربية أخرىquot;.

ورغم ارتباط الإمارات بعلاقات اقتصادية ضخمة مع إيران الا ان العلاقات الدبلوماسية بين الجانبين تشهد توتراً ملحوظاً ومشادات دبلوماسية بين الحين والاخر، منذ ان سيطرت إيران على الجزر الثلاث، خاصة بعدما أقامت مكاتب بحرية في إحدى الجزر المتنازع عليها عام 2008.

ووفقا لمصادر اقتصادية مطلعة، بلغ حجم صادرات الإمارات إلى إيران عام 2006 نحو 7.5 مليارات دولار؛ فيما بلغ حجم صادرات إيران إلى الإمارات 2.5 مليار دولار، و تسعى إيران إلى جذب الاستثمارات الإماراتية باعتبارها مصدراً من مصادر التمويل وسوقاً مهمة للسلع الإيرانية، ورغم التوافق الاقتصادي والتواجد الإيراني داخل الامارات الا ان قضية الجزر الثلاث تقف عائقا امام التمازج الحقيقي لتلك العلاقات. يذكر أن الجالية الإيرانية داخل الامارات تقدّر بنحو نصف مليون نسمة، الي جانب تواجد ما يقرب من ستة آلاف وخمسمائة شركة إيرانية تعمل في الإمارات.

وتساند جميع الدول العربية الإمارات في موقفها الرافض quot;لاحتلالquot; جزرها الثلاث، فقد طالبت جامعة الدول العربية اكثر من مرة مجلس الامن الدولي بإبقاء قضية الجزر الإماراتية بنداً دائماً على جدول أعمال المجلس إلى أن تنهي إيران quot;احتلالهاquot; للجزر الثلاث وتسترد الإمارات سيادتها الكاملة عليها.

الي جانب تأكيد جميع قمم مجلس التعاون الخليجي حق الامارات في الجزر واستنكار ممارسة إيران سياسة فرض الأمر الواقع بالقوة في السيطرة على الجزر بعد رفضها عرض المجلس المتمثل في حل القضية في محكمة العدل الدولية.

يذكر انه في صباح يوم 30 نوفمبر عام 1971 quot;احتلتquot; إيران جزيرتي طنب الكبرى والصغرى عسكرياً، وقامت القوات الإيرانية بتهجير سكان جزيرة طنب الكبرى منها بالقوة. ولم تحترم إيران مذكرة التفاهم التي وقّعتها مع إمارة الشارقة عام 1971 بشأن جزيرة أبو موسى؛ فتمادت في الاعتداء على حقوق الإمارات في الجزيرة من خلال إجراءات عدة.

وفي أغسطس 1992 quot;احتلتquot; القوات البحرية الإيرانية جزيرة أبو موسى، وطردت سكانها العرب بالقوة. وتكمن أهمية الجزر الثلاث الى جانب انها حق للامارات في أن الذي يسيطر عليها يمكنه التحكم في الخليج، وهو ممر مائي وملاحي مهم يقرّب المسافة بين آسيا وأفريقيا وأوروبا، كما أن في هذه الجزر ثروات نفطية ومعدنية وليست مجرد صحراء قاحلة.