القاهرة: كشف تقرير اصدره قطاع فلسطين والاراضي العربية المحتلة مؤخرا طبيعة الانتهاكات الاسرائيلية الخطيرة بحق مقبرة (مأمن الله الاسلامية الأثرية) في القدس.

ووفق التقرير المبني على معلومات توثيقية وردت الى الجامعة العربية من معهد الأبحاث التطبيقية (أريج) في القدس ومؤسسة الأقصى للوقف والتراث الاسلامي فان مقبرة (مأمن الله) تقع غربي مدينة القدس القديمة وعلى بعد كيلومترين من باب الخليل.

وتعد المقبرة التي يسميها البعض (ماملا) بمعنى ماء من الله أو بركة من الله احدى أكبر المقابر الاسلامية في بيت المقدس وتقدر مساحتها بمائتي دونم بينما قدرها المهندسون بتاريخ 1929 بنحو 137 ألف متر مربع وهنا استثني منها بناية الأوقاف التي كانت مبنية على جزء من أرض وقفها.

وحسب الشهادات التي رواها المؤرخون وشخصيات مقدسية موثوقة فقد أحيطت المقبرة في أواخر العهد العثماني بسور سنة 1318 هجرية واستمر المسلمون في دفن موتاهم بها حتى عام 1927 حيث أصدر المجلس الاسلامي الأعلى حظرا على دفن الموتى فيها بسبب اكتظاظها واقتراب العمران اليها.

واضاف التقرير ان المجلس الاسلامي الأعلى ابان الانتداب البريطاني على فلسطين قام بترميمات متكررة لسور المقبرة وغرفة الحارس وتسوية منخفضات وخصوصا تعبئة حفر المحجر بالتراب وتخلل ذلك قلع الأعشاب وزرع الأشجار على جانبي الطرق داخل المقبرة ومنع الاعتداءات على اختلاف أنواعها مما فيه رفع الضرر عنها والمحافظة على حرمتها.

ويشير التقرير الى أن اسرائيل منذ احتلالها للشطر الغربي من القدس عام 1948 أمعنت في الاستيلاء على المقبرة حيث عمدت الى تغيير معالم المقبرة وطمس كل أثر فيها ولم يتبق فيها سوى أقل من خمسة بالمئة من القبور التي كانت موجودة فيها وقدرت المساحة المتبقية منها بحوالي ثمن المساحة الأصلية أي حوالي 19 دونما.

ووفق التقرير فان عام 1967 شهد تحويل اسرائيل جزءا كبيرا من المقبرة الى حديقة عامة سميت بحديقة الاستقلال بعد أن جرفت القبور ونبشت العظام البشرية وقامت بزرع الأشجار والحشائش فيها وشقت الطرقات في بعض أقسامها كما قامت بالبناء على قسم آخر منها.

ويقول التقرير quot; اشتهرت الحديقة باستعمالها وكرا لممارسة أعمال الرذيلة خاصة من الشاذين اليهود quot; كما أنه في نهاية عام 1985 أنشأت وزارة المواصلات الاسرائيلية موقفا للسيارات على قسم كبير منها.

وتظهر التقارير الواردة لقطاع فلسطين بالجامعة العربية أن هناك تغييرا واضحا وسافرا في معالم المقبرة حيث أن حوالي 95 بالمئة من القبور قد نبشت وأقيمت عليها ابنية كما أن القبور المتبقية في المقبرة تستعمل للأعمال غير الأخلاقية والقاء القمامة فيما يستخدم جزء منها أيضا كمقر رئيسي لوزارة التجارة والصناعة.